أردوغان يُمنى بانتكاسة كبيرة في الانتخابات المحلية بالمدن الكبرى

أنقرة (رويترز) - مُني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانتكاسات صادمة في الانتخابات المحلية بخسارة حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) السيطرة على العاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ تأسيس الحزب عام 2001، وهو الأمر الذي قد يعقد خططه لمعالجة الركود الاقتصادي.

وأعلن كل من حزب العدالة والتنمية وحزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري) فوزه بالانتخابات في اسطنبول أكبر مدن البلاد ومركزها الاقتصادي. وقال الحزب الحاكم إن لديه ”كثيرا“ من الأدلة على حدوث مخالفات انتخابية.

ويهيمن أردوغان على المشهد السياسي التركي منذ وصوله إلى السلطة قبل 16 عاما ويحكم البلاد بقبضة حديدية وقد نظم حملات انتخابية متواصلة على مدى شهرين قبل انتخابات يوم الأحد التي وصفها بأنها ”مسألة حياة أو موت“ بالنسبة لتركيا.

لكن لقاءاته الجماهيرية اليومية والتغطية الإعلامية الداعمة له في معظمها لم تكسبه تأييد الناخبين في المدينتين الرئيسيتين وذلك في ظل تأثير أزمة العملة القاسية التي وقعت العام الماضي بشدة على الناخبين.

وقال زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو ”صوت الشعب لصالح الديمقراطية، لقد اختاروا الديمقراطية“. وأعلن حزبه الشعب الجمهوري فوزه في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجة، وهي معقل للحزب وثالث أكبر المدن التركية.

وسيطر حزب العدالة والتنمية وسلفه الإسلامي على اسطنبول وأنقرة على مدى 25 عاما. وقالت مصادر داخل الحزب وأخرى مقربة منه إن النتائج، التي لا تزال يتم فرزها وتواجه طعونا، ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات شخصية في أعلى مناصب الحكومة.

* مخالفات

ووفقا لبيانات لجنة الانتخابات وحزب الشعب الجمهوري فإن مرشح الحزب المعارض لمنصب رئيس بلدية اسطنبول تقدم على مرشح حزب العدالة والتنمية بأكثر من 25 ألف صوت مع فرز آخر الأصوات.

لكن بيرم شان أوجاق رئيس حزب العدالة والتنمية في منطقة اسطنبول يقول إن المخالفات في الأصوات كان لها تأثير على النتيجة ويصر على أن حزب أردوغان فاز بالانتخابات.

وفي أنقرة، ذكرت وسائل إعلام تركية أن مرشح حزب الشعب الجمهوري حقق فوزا واضحا في أنقرة، لكن حزب العدالة والتنمية قال إنه سيطعن على النتائج في بعض أحياء العاصمة ويتوقع أن تتغير النتيجة لصالحه.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن التحالف الحاكم بزعامة أردوغان، والذي يضم حزب الحركة القومية اليميني، حصل على 51.7 بالمئة من الأصوات على مستوى البلاد بعد فرز كل الأصوات تقريبا. وكانت نسبة الأقبال على مستوى البلاد كبيرة جدا وبلغت 84.52 بالمئة.

وبرغم الحصول على أغلبية الأصوات في انحاء البلاد، فإن هزيمة حزب أردوغان ذي الجذور الإسلامية في أنقرة تشكل ضربة كبيرة للرئيس. ومن شأن الخسارة في اسطنبول، التي استهل فيها إردوغان مسيرته السياسية وكان رئيسا لبلديتها في التسعينيات، أن تكون صدمة أكبر.

وتراجعت الليرة التركية، التي تأرجحت في نطاق كبير في الأسبوع الذي سبق الانتخابات في تذكرة بأزمة العملة العام الماضي، بنسبة تصل إلى 2.5 بالمئة مقابل الدولار قبل أن تستعيد خسائرها في وقت لاحق.

وتوقع مسؤول في حزب العدالة والتنمية ومصدر آخر مقرب من الحزب إجراء تعديل وزاري وتغييرات أخرى في الدائرة المحيطة بأردوغان خاصة بعد الخسارة في اسطنبول.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ”ستحدث تغييرات بكل تأكيد في بعض المواقع مثل الدائرة المقربة من أردوغان في الحزب ومجلس الوزراء“.

وأضاف ”تتوقع الأسواق حدوث تغيير في مجلس الوزراء. هذا يجعل التغيير ضروريا“.