سياسيون: المواقف المخزية للشرعية تجاه حجور بعثت برسالة سلبية للقبائل

منذ اندلاع المواجهات بين المليشيات الحوثية وقبائل حجور، وجه أبناء حجور عشرات النداءات والمناشدات لما يسمى الجيش الوطني وللشرعية لدعمهم وإسنادهم في المعركة ضد مليشيا الحوثي التي حشدت الآلاف من المقاتلين، في عدوان غاشم وإجرامي على منطقة حجور.. لكن قيادة الشرعية تجاهلت كل هذه النداءات والمناشدات ولم تساندهم بشيء، باستثناء انعقاد مؤتمر عبثي اعتبره مراقبون محاولة للالتفاف على مقاومة أبناء حجور وقضيتهم العادلة.
 
كما أطلقت بعض القيادات المحسوبة على الشرعية تصريحات هنا وهناك ومناشدات محبطة وعاجزة للأمم المتحدة، واعتبار منطقة كشر منطقة منكوبة، في أغرب تصريح أو قرار حكومي، وهو جهد مخزٍ يأتي من باب ذر الرماد على العيون ولا يحدث أي فارق في موازين المعركة.
 
مراقبون سياسيون يؤكدون أن معركة حجور كانت فرصة تاريخية للشرعية لدعم هذه القبائل الصامدة في المعركة الواحدة ضد مليشيا الحوثي، خاصة وأن تقدم أبناء حجور ودحرهم لمليشيا الحوثي والتحامهم مع القوات الحكومية سيحقق للشرعية مكاسب عدة وكبيرة، عسكرياً وإعلامياً ومعنوياً، كون السيطرة على حجور وما جاورها يعني الوصول لمحافظة عمران وقطع خطوط الإمداد عن الحوثيين في مناطق عدة والوصول إلى مناطق تهامة وصعدة والسيطرة على جبال ومواقع استراتيجية ستسرع بوتيرة حسم المعركة والخلاص من كابوس الحوثي ومليشياته الإجرامية.
 
كما أن دعم قبائل حجور وبقوة وانتصارها سيفتح باب الأمل لكافة القبائل اليمنية لتنتفض ضد الحوثيين وفي غير بقعة، وحينها لن يستطع الحوثي مواجهة انتفاضة القبائل في كل مكان، بحسب المراقبين.
 
استغلت مليشيا الحوثي هذا الخذلان الكبير من قبل الشرعية لأبناء حجور وشنت هجمات عنيفة بمختلف الأسلحة الثقيلة، وقصفت مناطق حجور بصواريخ باليستية، وهدمت البيوت والمساجد والمدارس، ومارست سياسة الأرض المحروقة، وارتكبت مجازر بحق أبناء حجور الذين لم يستطيعوا الفرار، ونفذت إعدامات ميدانية للعشرات من الرجال والنساء والأطفال.
 
كل هذا حدث والشرعية تتفرج، فلا هم حركوا ضد الحوثي بقية الجبهات، ولا دعموا أبناء حجور، وإنما تركوه يبيد أبناء حجور، في موقف مشين ومخزٍ ارتكبته قيادة الشرعية.. والتاريخ لا يرحم.
 
ومثلت هذه المعركة الهامة الاختبار الأخير للشرعية لتثبت جديتها في مواجهة مليشيا الحوثي بعد سنوات من حرب الاستنزاف والإحباط الذي يعم الجميع، بعكس مليشيات الحوثي التي أدركت أهمية معركة حجور وأنه إن هزم فيها فلن تقوم له قائمة وإن انتصر فيها فقد قطع شوطاً كبيراً في مساعيه، ولذا حشد وسحب الآلاف من مقاتليه من مختلف الجبهات وجاء بتعزيزات كبيرة ليحسم المعركة.
 
ويرى مراقبون سياسيون أن الشرعية سقطت في الاختبار الأخير، واتضح للجميع أنها متورطة في أجندة مشبوهة لا تريد تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، وإنما تريدها حرب استنزاف تطحن أبناء اليمن وتجهز على ما بقي من شبابهم وبنيتهم التحتية حتى يتم شرذمة البلاد وتوزيعها على جماعات مليشاوية منزوعة الهوية الوطنية لتكون عبارة عن أيادٍ وأذرع أجندات إقليمية مشبوهة.
 
وقال المراقبون، في تصريحات لوكالة خبر، إن موقف الشرعية مما يحدث لحجور يقتل الأمل لدى أبناء الشعب، ويقول للقبائل اليمنية بلسان الحال: اخضعوا للحوثيين ولا تصدقوا الشرعية وإلا فمصيركم كمصير أبناء حجور قُتلوا وشُردوا وهُدمت وفُجرت منازلهم ومدارسهم وأسواقهم حين واجهوا مليشيا الحوثي وقاوموها.. وللأسف القبائل اليمنية تراقب ما يحدث وإن انتصر الحوثي وأجهز على أبناء حجور ستدين له أغلب القبائل وستخضع له مكرهة بل ربما يتجاوز الأمر القبائل إلى مسؤولين وشخصيات وقيادات عسكرية ستفقد ثقتها بالشرعية وستعود للخضوع للحوثيين بشكل أو بآخر، إذ إن هذا الخذلان خيانة عظمى وجريمة تنسف مصداقية الشرعية وتنهي شرعيتها تماماً.
 
وأكدوا أن مثل هذه المواقف المخزية للشرعية تترك إحباطاً كبيراً لدى النخب الوطنية والفكرية وغضباً جارفاً لن تستطيع الشرعية تبريره حتى وإن قامت بإقالة البعض وتعيين آخرين، فقد سقطت الشرعية في الاختبار الأخير.