"نيويورك تايمز" تكشف تفاصيل عملية خاصة نفذتها الإمارات في اليمن لتحرير الرهينة الأمريكي بيرش

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل عملية خاصة نفذتها الإمارات العربية المتحدة في اليمن، بمساعدة الولايات المتحدة لتحرير الرهينة الأمريكي، داني بيرش، من قبضة عصابة إجرامية.

ونقلت الصحيفة، عن أكثر من ستة مسؤولين أمريكيين ويمنيين، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، قولهم إن تلك العصابة سبق أن احتجزت عدداً من المواطنين من دول الغرب بهدف الحصول على فدية، وهي معروفة أيضاً ببيع الرهائن المحتجزين لديها إلى الفرع المحلي لتنظيم "القاعدة".

وفيما قال مسؤولون، إن القوات الخاصة الإماراتية هي من نفذ العملية على الأرض، ذكر مسؤول يمني رفيع المستوى أن دور الإمارات اقتصر على التنسيق فقط، وتم تحرير الرهينة بأيدي قوات النخبة الحضرمية التي تتضمن المقاتلين اليمنيين وتم تشكيلها من قبل التحالف العربي.

واستضاف الرئيس ترامب بيرش في البيت الأبيض يوم الأربعاء، وأثنى على إطلاق سراحه نتيجة "مساعدة كبيرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. "لم يقدم الرئيس تفاصيل، لكنه قال أيضاً إن إنقاذ السيد بورش كان أحد مفاوضات قليلة حول العالم لتحرير الأمريكيين المحتجزين.

وشكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإمارات على المساعدة في تحرير بيرش.

وأشار المسؤولون إلى أن القوة المنفذة للعملية عثرت على الرهينة بيرش في قبو بإحدى المناطق اليمنية التي تشهد "حالة انعدام القانون"، فيما أكد مسؤول يمني رفيع المستوى إلقاء القبض على سبعة أشخاص ضمن إطار العملية.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA كان لها دور أيضاً في عملية تحرير الرهينة، وذكر آخر أن القوات الخاصة الأمريكية لم تشارك في العملية.

وولد بيرش في تكساس، وكان موظفاً في شركة النفط اليمنية، ويقيم في هذه البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي، واعتنق الإسلام وتزوج من سيدة يمنية، وجرى خطفه أمام مطعم في صنعاء في سبتمبر 2017، عندما كان يرافق أطفاله إلى المسبح.

وبعد أسبوع من اختطافه، ألقى جهاز أمني يسيطر عليه المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء باللوم في عملية الخطف على عصابة بقيادة علي ناصر حريقدان، وهو مجرم قبلي مشهور في خطف الأجانب للحصول على فدية.

وحسب تقرير يمني داخلي اطلعت عليه "نيويورك تايمز"، وهو يعتمد على استجواب عنصرين من العصابة نقلا بيرش إلى محافظة مأرب ثم عادا إلى صنعاء، فإن هذه العصابة تعتبر خطيرة وتتحمل المسؤولية عن عمليات خطف وسطو وسد طرق.

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون، إن العصابة طالبت بدفع فدية بمقدار ملايين الدولارات مقابل الإفراج عن الرهينة الأمريكي.

وأفادت مصادر مطلعة للصحيفة بأن بيرش نُقل غير مرة من مكان احتجاز إلى آخر تحت حماية مشددة، مشيرة إلى أن أي عملية تحرير كانت محفوفة بخطر الاشتباك.

وفي السنوات الأخيرة، اتهم حريقدان باحتجاز عامل إغاثة نرويجي، ودبلوماسي إيطالي ومسؤول ألماني. عادة ما كان حريقدان يحتجز ضحاياه في مأرب، حيث يعيش في مجمع محصن. أثناء أسره، أجرى أحد الصحفيين مقابلة مع مسؤول ألماني مع قناة تلفزيونية محلية.

وخاضت الولايات المتحدة، العام الماضي، مفاوضات مع الخاطفين، حيث أكدت شخصية عشائرية بارزة في مأرب أن المباحثات انطلقت بعد زيارتين لدبلوماسيين أمريكيين إلى المحافظة، بمن فيهم السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو اتش تولير.