ترامب في مرمى نيران الكونغرس بسبب مزاعم بالفساد والتواطؤ

يواجه ترامب أخطر تصعيد في التحقيقات ضده، تشمل أيضا عشرات الأشخاص والكيانات في محيطه من بينهم ولداه وصهره. ويهدف تحقيق جديد لمجلس النواب إلى الكشف عما إذا كان ترامب أو إدارته شاركوا في عرقلة العدالة وفي قضايا فساد عام.

طالب نواب ديموقراطيون كبار بمجلس النواب الأميركي البيت الأبيض الإثنين (الرابع من مارس/آذار 2019) بتقديم تفاصيل عن الاتصالات بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد تقارير ذكرت أنه تم إتلاف أو إخفاء هذه المعلومات.

ووجه رؤساء لجان الاستخبارات والشؤون الخارجية في مجلس النواب، رسالة إلى البيت الأبيض يطلبون فيها معلومات عن فحوى محادثات الزعيمين وأي ملاحظات أو وثائق تتعلق بالمحادثات، وما إذا كان ترامب أو أي شخص يتصرف بالنيابة عنه قد أخفى محتوى الاتصالات، وهو ما يعد انتهاكا للقانون الفيدرالي الأميركي.

أخطر تصعيد في التحقيقات حول ترامب

ومن جهة أخرى أطلقت اللجنة القضائية في مجلس النواب تحقيقا جديداً واسعاً الإثنين في الدائرة المحيطة بالرئيس؛ ترامب بسبب مزاعم سوء استخدام السلطة، وطالبت بالحصول على وثائق من عشرات الأشخاص بينهم نجلاه دونالد جونيور وايريك، وصهره جاريد كوشنر.

وأرسل رئيس اللجنة الديموقراطي جيري نادلر رسائل إلى 81 شخصاً وكياناً في دائرة ترامب الحالية والسابقة وأشخاص قد يكون لديهم معلومات تتعلق بالتحقيق، وسط مساعي النواب المعارضين لمحاسبة الرئيس وأعوانه على مخالفات محتملة.

وأمهل نادلر مستلمي الرسائل أسبوعين للرد على طلبه، وبين هؤلاء المدير المالي لمنظمة ترامب آلان ويسلبرغ، ورئيس الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض ستيف بانون، ومحامي ترامب الخاص جاي سيكولو، وغيره من المساعدين السابقين، ومؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.

ويعد هذا الطلب أخطر تصعيد في التحقيقات حول ترامب منذ تولى الديموقراطيون السيطرة على مجلس النواب مطلع كانون الثاني/ يناير، ويهدف إلى الكشف عن ما إذا كان ترامب أو إدارته شاركوا في عرقلة العدالة وفي قضايا فساد عام، أو أي شكل آخر من أشكال استغلال السلطة.

مساع لعزل ترامب؟

وقال جيري نادلر في بيان: "خلال السنوات العديدة الماضية، أفلت ترامب من المحاسبة على هجماته شبه اليومية على قوانينا وأعرافنا القانونية والأخلاقية والدستورية الأساسية". وتابع أن "التحقيق في هذه التهديدات على حكم القانون هو من واجب الكونغرس". وأوضح نادلر (71 عاما) الذي يرأس حاليا التحقيق، أن حزبه جاد بشأن التحقيق في عالم ترامب الداخلي.

وتشمل الرسائل طلبات للحصول على معلومات حول اجتماع تم في حزيران/ يونيو 2016 في برج "ترامب تاور" شارك فيه كوشنر وترامب جونيور، ومدير حملة ترامب السابق المسجون حاليا بول مانافورت، ومحامية روسية تردد أنها مقربة من الكرملين، ووثائق تتعلق بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي.

ورفض الرئيس الجمهوري مرة أخرى الشكوك حيال التواطؤ مع روسيا خلال حملة الانتخابات عام 2016، إلا أنه أكد "سأتعاون مع الجميع طوال الوقت".

وكتب ترامب على موقع تويتر تغريدة قال فيها: "الآن بعد أن يحاول الديمقراطيون التحول من التواطؤ إلى سبب آخر، فإن ذلك يجعلهم يستمرون في الظهور مثل الخاسرين المنزعجين، الذين لم يقبلوا رغبة الشعب في الانتخابات الأخيرة - سوف يفعلون أي شيء للتخلص من الرئيس." وأضاف ترامب "لن ينجح أبدا!"

وأعقب ترامب بتغريدة أخرى قال فيها: "لا يوجد تواطؤ. كل هذه التحقيقات تبحث عن جريمة. ليس لدى الديمقراطيين أي دليل على إدانة الرئيس ترامب. سخيف!"

وقد يمهد التحقيق الجديد الواسع الطريق لاحتمال البدء في إجراءات التحقيق مع ترامب بهدف عزله. إلا أن زعماء ديموقراطيين في الكونغرس وبينهم نادلر ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي يتكتمون على إمكانية الدفع من أجل عزل الرئيس. والأحد صرح نادلر لشبكة "ايه بي سي" أن مثل هذه الخطوة قد لا تحدث "إلا بعد فترة طويلة جدا".

متى تنتهي تحقيقات مولر؟

ويبدو أن التحقيق يركز على تعاملات ترامب المالية، واحتمال تواطؤه مع روسيا، ومزاعم عرقلة العدالة. كما أنه يتناول اتهامات بانتهاكات بخرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، واحتمال انتهاكات للحظر الدستوري على مخصصات مالية أجنبية.

وأكد البيت الأبيض الإثنين في بيان أنه "تلقى خطاب لجنة القضاء بمجلس النواب. وسوف يراجعه مكتب المستشار ومسؤولو البيت الأبيض المعنيين بهذه الأمور وسوف يردون في الوقت المناسب"، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.

وسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب عقب الانتخابات النصفية، وبدأوا استخدام سلطات لجنتهم للضغط على الرئيس. وجاري التحقيق في الدائرة المحيطة بترامب من جانب المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يركز على التدخل الروسي في انتخابات 2016 الرئاسية وأي صلة بحملة ترامب. ومن غير الواضح متى سينتهي تحقيق مولر، رغم أن هذا التحقيق أدى بالفعل إلى إدانات ضد دائرة ترامب الداخلية بما في ذلك محامية مايكل كوهين ومدير الحملة السابق بول مانافورت.