موظف أمريكي مطرود يقتل خمسة من زملائه ويصيب خمسة شرطيين قرب شيكاغو

شيكاغو (أ ف ب) - قتل أميركي مطرود من عمله خمسة من زملائه في مصنع على أطراف شيكاغو وأصاب خمسة شرطيين بجروح قبل أن ترديه الشرطة في آخر حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة.
 
بدأ إطلاق النار الجمعة عند الساعة 1,24 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (19,24 ت غ) داخل شركة هنري برات في مدينة أورورا الصغيرة الواقعة على بعد 65 كلم غرب شيكاغو ثالث أكبر المدن الأميركية، بولاية إيلينوي.
 
وبحسب الشرطة فإنّ مطلق النار رجل يبلغ من العمر 45 عاماً ويدعى غاري مارتن من أوروروا. وقالت قائدة شرطة المدينة كريستن زيمان إن مطلق النار عمل 15 سنة في الشركة "والمعلومات لدينا تشير إلى تسريحه من عمله اليوم".
 
وقع الحادث غداة إعلان نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، أن العنف المرتبط بالأسلحة يمثل حالة "طوارئ وطنية" أكثر حقيقية بكثير من تلك التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب الجمعة لبناء الجدار على حدود المكسيك.
 
ولم توضح زيمان أسباب تسريح مارتن من العمل، وما إذا كان إطلاق النار متعمدا أو ما إذا كان الضحايا على علاقة بذلك.
 
وقالت للصحافيين "تم تحديد خمسة موظفين قضوا داخل المبنى" وتشير التقارير الأولى إلى مقتلهم قبل وصول الشرطة.
 
وقالت إن موظفا آخر أصيب بجروح لكن حياته ليست في خطر.
 
وهرعت الشرطة بعد تلقيها عدة اتصالات تفيد باطلاق النار في الشركة التي تصنع صمامات مياه وتوظف نحو 200 شخص.
 
وتصدى مارتن لعناصر الشرطة فور وصولهم، فأطلق النار وجرح اثنين بمسدس سميث اند ويسون، بحسب زيمان.
 
ولدى وصول عناصر شرطة آخرين دخلوا المبنى الذي تبلغ مساحته حوالى نصف مساحة ملعب كرة قدم، لمطاردة المسلح وإنقاذ الموجودين في الداخل. وأصيب ثلاثة من الشرطة بجروح ليست خطيرة على ما يبدو وفقا لزيمان.
 
وبعد حوالى 90 دقيقة تمكن العناصر داخل "المبنى الشاسع جدا" من تحديد مكان المسلح الذي اطلق النار مجددا قبل أن يرديه رجال الشرطة قتيلا، بحسب زيمان.
 
وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية إن مطلق النار كان موظفا ساخطا. وقالوا إنهم اختبأوا في مبان مجاورة عندما بدأ يطلق النار.
 
وأظهرت مشاهد التقطت من الجو وبثها التلفزيون، عشرات من سيارات الشرطة والإسعاف وعربات الإطفاء في مكان الحادثة.
 
وقال جون بروبست الذي كان داخل المبنى عندما بدأ إطلاق النار ولم يتمكن من الهرب، لتلفزيون محلي إنه تعرف إلى مطلق النار كونه أحد زملاء العمل.
 
وقال "رأيت الرجل يركض في الممرات حاملا المسدس وعليه ليزر" مضيفا "اصابنا الهلع".
 
وقالت نانسي كال الموظفة في ورشة تصليح مجاورة لصحيفة ديلي هيرالد إنها وثلاثة أشخاص آخرين سمعوا العديد من صفارات الإنذار.
 
وأشاد الرئيس دونالد ترامب بـ"العمل الرائع" الذي قامت به قوات الأمن في أورورا. وبعث في تغريدة على تويتر "خالص التعازي لكل الضحايا وذويهم. أميركا تقف إلى جانبكم!".
 
ويأتي إطلاق النار غداة الذكرى الأولى لإطلاق النار في عيد الفالنتاين في ثانوية باركلاند بولاية فلوريدا حيث قتل تلميذ سابق 14 طالبا وثلاثة من الموظفين ما أعاد إطلاق الحملة لتشديد قوانين الأسلحة.
 
وفي العام التالي، قتل قرابة 1200 طفل بأسلحة نارية كما وقعت حوادث إطلاق نار جماعية أخرى منها تلك التي وقعت في تشرين الأول/أكتوبر وأدت إلى مقتل 11 يهوديا في كنيس في بيتسبرغ. وفي كانون الثاني/يناير قتل مسلح خمسة أشخاص في بنك في سبرينغ بولاية فلوريدا.
 
وقال حاكم ولاية إيلينوي، الديموقراطي جي.بي بريتزكر، إن مأساة الجمعة جزء من وباء أعمال العنف المرتبطة بالاسلحة.
 
وقال "غدا، ستكون حياة عائلات هؤلاء الضحايا غير كاملة. سينضمون إلى مجموعة لا ينبغي أن تكون موجودة لكنها مع ذلك تستمر".
 
وندد ائتلاف يضم مجموعات تطالب بتشديد قوانين الأسلحة بالهجوم الدامي وقال إنها حادثة إطلاق النار الجماعي ال198 في السنوات العشر الماضية.
 
وقالت هولي بلاستيك من ائتلاف "الأمهات يطالبن بتحرك من أجل تحكيم المنطق في مسألة السلاح في أميركا" في بيان "إن هذا تذكير مروع بالعمل الشاق الذي يتعين علينا القيام به من أجل منع العنف المرتبط بالسلاح".
 
وتختلف تفسيرات عبارة "إطلاق نار جماعي" لكن قاعدة بيانات صحيفة واشنطن بوست وثقت 162 حالة قتل فيها اربعة أشخاص أو أكثر منذ 1966. وتظهر قاعدة البيانات أن العديد من الحوادث الأكثر دموية وقعت في السنوات القليلة الماضية.
 
وفي رسالة الخميس بمناسبة ذكرى حادثة ثانوية باركلاند أعاد ترامب التزامه "ضمان سلامة جميع الأميركيين".
 
وقال "لنعلن جميعا كأميركيين إننا لن نرتاح قبل ضمان أمن جميع مدارسنا وسلامة مجتمعاتنا".