مدارس اليمن في زمن الحوثي.. حوائط مبكى وشواهد قبور

تشهد العديد من المدارس اليمنية عمليات غسل عقول للأطفال والتلاميذ من قبل الميليشيات الحوثية، وقد انتشرت عدة مقاطع مصورة تظهر "عناصر الميليشيات" يوجهون الطلاب لترداد صرخة الحوثي الشهيرة، العابقة بالموت.
 
وبهدف البحث عن مقاتلين جدد، تجوب مليشيا الحوثي، الجامعات والمدارس والمساجد، تزامناً مع خسائر بشرية كبيرة تمنى بها في مختلف الجبهات في ظل تقدم القوات الحكومية.
 
وفي هذا السياق، كشف وزير الاعلام اليمني، معمر الإرياني في تغريدة على حسابه على تويتر مساء السبت، كيف انحرفت العملية التعليمية في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية عن غايتها، وتحولت المدارس إلى أوكار لغسيل العقول ومسخ الهوية وبؤر لتجنيد ألطفال كوقود للحرب، وحوائط مبكى لمن يسقط منهم في جبهات القتال، بحسب تعبيره.
 
وأرفق الإرياني تغريدته بصورة لإحدى المدارس الواقعة تحت سيطرة الحوثي، تظهر واقع الحال هذا. إذ بدت جدران المدرسة "مطلية" بصور مقاتلين في صفوف الحوثيين سقطوا على الجبهات، بعضهم من الأطفال.
 
وأضاف أن هذا المشهد المؤلم يؤكد ضرورة حسم المعركة، وخطورة استمرار الانقلاب على حاضر ومستقبل اليمنيين.
 
كما أكد أن استمرار الصمت على جرائم المليشيا الحوثية بحق الأطفال الذين تخطفهم من منازلهم، ومدارسهم وتعيدهم لأهاليهم جثثا هامدة يضع علامة استفهام.

وتعد محافظة ذمار بالنسبة لجماعة الحوثي المخزون البشري والركيزة الأساسية للزج بالناس إلى جبهات القتال المختلفة ليكونوا وقودا للحرب الظالمة التي أشعلتها، حيث يدفع الاطفال ثمن النقص العددي في مقاتلي المليشيات الحوثية.
 
وفي الأشهر الأخيرة تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجدران مدارس في ذمار غطتها صور ضحايا تجنيد الحوثي لطلاب المدارس، الذين قضوا في جبهات القتال، وفي جامعة ذمار حلت صور الطلاب الذين قذف بهم الحوثي إلى حربه العبثية على كراسي الدراسة بعد أن ذهب أصحابها دون عودة.
 
ودخلت بعض الاسر في صراع وخلافات مع مشرفي المليشيات الحوثية الانقلابية في المناطق لعل أهمها اختطاف وتجنيد الطلاب دون علم ذويهم والزج بهم في معارك عبثية.
 
وينظم الحوثيين سنويا فعالية تسمى بيوم الشهيد يتم فيها رفع صور للآلاف من قتلاهم في جدران ساحات المدراس والشوارع، في حين تم انشاء مقابر خاصة لقتلاهم سميت بروضات الشهداء والذي تفرض عليها سورا وحراسة من عناصرهم.
 
وتحولت المدارس والجامعات الى مؤسسات طائفية حوثية لإثارة الفتنة والصراع بدلا من نشر العلم والثقافة وتعزيز قيم الوطنية، حيث يقيم الحوثيون عددا من الفعاليات والانشطة تهدف الى محو الثقافة الوطنية لدى الطلاب واستبدالها بثقافة العنصرية، ويتم خلالها استقطاب المزيد من الطلاب.
 
إلى ذلك، اعتبر أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على المليشيا لوقف استغلال الأطفال، كوقود للحرب ودعم الحكومة الشرعية لبسط نفوذها على كامل التراب الوطني وانهاء الانقلاب.