صحف إماراتية: مليشيات الحوثي مصرة على تخريب جهود عملية السلام في اليمن

أكدت صحف إماراتية، على ضرورة وقف تلاعب الحوثيين، مشيرة إلى أن "اتفاق السويد سيظل مهدداً بالفشل بسبب هذا الخداع".

وبينت الصحف أن مليشيا الحوثي لا ينفع معها إلا السحق والاجتثاث.

وقالت صحيفة "الاتحاد" في افتتاحيتها، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية مصرة على تخريب جهود عملية السلام في اليمن، في كل مرة تلوح في الأفق فرصة للحل السياسي وإنهاء معاناة الشعب.

وأشارت إلى أنه في ديسمبر 2018، بعد اتفاق السويد، تزايد الأمل بأن الانقلابيين المدعومين من إيران ربما ينصتون لصوت العقل، ويمنحون السلام فرصة. لكن المؤشرات التي جاءت بعد الاتفاق من خروقات مستمرة لهدنة الحديدة، وما تلاها من خديعة الانسحاب من الميناء، وعرقلة ممر المساعدات، والآن فضيحة نهب الأغذية والمتاجرة بها، التي كشفها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تزيد تعقيد الأمور، وتحتاج موقفاً دولياً صارماً وسريعاً.

وشددت على ضرورة توقف تلاعب الحوثيين وتعنتهم.. لافتة إلى أن الأمم المتحدة باعتبارها الوسيط المعتدل، مطالبة بكشف الطرف المعرقل لاتفاق السويد، المسؤول عن معاناة اليمنيين والمتاجرة بغذائهم ودوائهم بكل وضوح، والدفع باتجاه موقف حازم يضع حدا للممارسات والمراوغات التي تنتهك كل المواثيق والأعراف الدولية.

وقالت "الاتحاد" في ختام افتتاحيتها إن الحوثيين يسرقون طعام الجوعى، ويزيدون من خطر المجاعة.. إرهاب وإجرام يتجاوز كل حدود.. إرهاب وفساد يحتاج لوقفة وموقف.. إرهاب يتطلب لمواجهته، شجاعة في تهديد الانقلابيين المسؤولين عنه بشكل مباشر بإمكان إحالتهم إلى المحاكمة مستقبلاً، باعتبار انتهاكاتهم، أبشع جرائم الحرب.

أما صحيفة "البيان" ذكرت أن جماعة الحوثي الانقلابية الإيرانية لا تستحي من أفعالها ودأبها على خرق اتفاق السويد، حتى في ظل وجود البعثات الدولية التي أرسلتها الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ الاتفاق في مدينة الحديدة، وكذلك عرقلتها الواضحة للعمل الإغاثي، والتي أكدها برنامج الأغذية الدولية التابع للأمم المتحدة الذي كشف حالات سوء استخدام المساعدات المخصصة للمدنيين في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأشارت إلى أن البرنامج ذكر على موقعه الرسمي أن العديد من سكان العاصمة صنعاء لم يحصلوا على حصصهم من المساعدات، وفي مناطق أخرى حرم الجوعى من حصصهم بالكامل، وشدد المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، على أن هذه الممارسات بمثابة "سرقة الغذاء من أفواه الجوعى"، واصفا إياها بأنها اعتداء بالغ وسلوك إجرامي.

وأضافت أنه في الوقت الذي تستمر فيه تحايلات الميليشيا الانقلابية على تنفيذ اتفاق السويد، حيث يدعي الحوثي أنه تم تسليم ميناء الحديدة لخفر السواحل، بينما التسليم تم لأفراد من ميليشياه، ألاعيب مكشوفة ومفضوحة قال عنها الوزير الدكتور أنور قرقاش: "من محاسن اتفاق السويد بشأن اليمن أنه يعري الحوثي تماما أمام المجتمع الدولي ويفضح ممارساته، فخروقه المستمرة للاتفاق حول الحديدة ومسرحية انسحابه من الميناء مكشوفة وتضعف موقعه وموقفه"، مؤكدا على أن "هذا التوجه المكشوف يوثق الطبيعة الإجرامية للحوثي أمام المجتمع الدولي، وفي المحصلة هي مناورات يائسة لن تنجح".

وأكدت "البيان" أن الخداع الحوثي لن يتوقف، والميليشيا الانقلابية الإيرانية لن تتنازل بسهولة عن الحديدة، واتفاق السويد سيظل مهددا بالفشل بسبب هذا الخداع.

وتحت عنوان "الحوثيون أعداء الإنسانية".. تساءلت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها من يستطيع أن يصف بشاعة سرقة غذاء طفل مهدد بالموت جوعا؟ ورغم غنى اللغة ومصطلحاتها وتراكيبها ومعانيها، ولو أحضرنا كل قواميس العربية، فستبقى عاجزة ودون مستوى التعبير عن هذا الفعل القميء.

وأضافت أن إجرام مليشيات الحوثي الإيرانية هال الأمم المتحدة بعد أن اختبرتهم على الأرض لأيام قليلة بعد اتفاق السويد حول الحديدة، كانت كافية لوصفهم بما يستحقون، ويكفي للدلالة على قبح ما ينتهجونه، الاستدلال بتصريح ديفيد بيزلي مدير برنامج الغذاء ردا على سرقة مرتزقة الحوثي للغذاء من أفواه الجائعين حيث قال: "إن هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع، في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام. هذا أمر شنيع، يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".

وتابعت التسبب بالأمراض للأطفال، وجعل أجسادهم وهم لا يزالون براعم عرضة للأوبئة، وتسليحهم وتجنيدهم، وحرمانهم من التعليم وسوقهم بالترهيب تارة وبالترغيب ثانية إلى الجبهات، وتسميم عقولهم منذ الصغر بالأفكار الطائفية الحاقدة والمجنونة، وغير ذلك كثير.. أكثر من الاكتفاء باستخدام وصف "الشنيع" أو "الإجرام" لخسة هذه الأفعال التي تقوم بها مليشيات الحوثي وتواصلها بوحشية تامة بعد أن تبدد مخططها وذهبت أوهامها بالتسلط أدراج الرياح، وكأنها جعلت من الطفولة ساحة لتنفيس أحقادها والانتقام من اليمن عبر ضرب الأطفال الذين يفترض أنهم مستقبل البلد الذي يعاني الكثير من الويلات جراء الانقلاب الغاشم خدمة لأسيادهم وأجندات أوكار الغدر والتآمر التي يدارون منها.

وقالت إن اتفاق استكهولم حول الحديدة، أتى ليبرهن للعالم أجمع، وفي مناسبة جديدة، أن لا عهد لمرتزق، ولا ذمة لمرتهن، ولا التزام من عدو للشعوب، وأن المليشيات لا ينفع معها إلا السحق والاجتثاث، كون عدوانها يستهدف اليمن في حياتها وشرعيتها وحاضرها ولقمة عيش شعبها، ويبرهن بالدليل أن محاولات تعطيل إنجاز حل سياسي وفق المرجعيات المعتمدة متواصل، تارة بالمناورة وثانية بمحاولة كسب الوقت، وثالثة بالتسويف، ورابعة بالخداع، وذلك عبر الاستخفاف الذي لا يمكن أن يصدر عن بشر بمعاناة وآلام الشعب اليمني، ومحاولة استغلال هذه الظروف لتحقيق ما أمكن ممن أكدوا انسلاخهم عن اليمن وارتهانهم للنظام الإيراني أعتى أنظمة القتل والموت والانتهاك لسيادات الدول وأمن وسلامة واستقرار الشعوب.

وذكرت أن التوصيف الأممي مفيد وواضح ويبين بجلاء حقيقة المليشيات، لكن هذا غير كاف ولا يؤدي لوقف الانتهاكات الفظيعة التي يقوم بها أعداء الإنسانية، كما أنه يبقي تنفيذ اتفاق الحديدة بعيدا عن التطبيق، ولا بديل عن تحرك عملي فعال يواجه كل ما تقوم به المليشيات ويضع حدا لها، لأن القوة هي الوحيدة التي تفهمها مرتزقة الحوثي، وتجعل أي اتفاق قابلا للحياة في ظل معادلة الردع تجاه التلاعب والمناورات والمسرحيات السخيفة التي تحاول أدوات إيران الترويج لها وكأنها قامت بتنفيذ ما ادعت قبوله فعلا.

واختتمت "الوطن " بقولها لم تكن الأفاعي يوما مهما كان ملمسها ناعما، إلا قاتلة وتخفي سما زعافا، ولا بديل عن سحقها بغية تجنب شرورها، وكل جهة قبلت العمل أداة لإيران لن ينفع معها إلا القوة والوضوح وتعريف العالم أجمع بكل ما تقوم به.. وبالتالي على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها التامة في نصرة الشعب اليمني وحقوقه ومطالبه، في مواجهته أعداء الحياة والإنسانية، لأن المعركة المصيرية هي بين أنصار الحياة وأعداء كل ما يمت لها.