سياسيون وصحفيون: المليشيا سلمت ميناء الحديدة لنفسها وتحاول الالتفاف على اتفاق السويد

زعمت مليشيا الحوثي، السبت 29 ديسمبر /كانون الأول 2018، أنها سلمت ميناء الحديدة، غربي اليمن، للسلطات المحلية بالمحافظة، فيما أجمع سياسيون وصحفيون أن المليشيا سلمت الميناء لعناصرها.

واعتبر السياسيون، في تغريدات رصدتها "خبر" للأنباء، أن ما قامت به المليشيا الحوثية يعد محاولة التفاف على اتفاق السويد.

مسرحية سخيفة

الكاتب والسياسي، علي البخيتي، وصف ما حدث بأنه "مسرحية سخيفة نفذها الحوثيون اليوم في الحديدة فضحت نواياهم تجاه تفاهمات السويد".

وأضاف البخيتي، "قاموا (الحوثيون) بتسليم الميناء لأنفسهم؛ من اليد اليمنى لليد اليسرى؛ وأحياناً من اليمنى لنفسها، عملية التسليم لم تتم عبر اللجنة المشتركة التي يرأسها الجنرال باتريك كاميرت؛ ولم تعترف بها الأمم المتحدة".

وتابع: "إعلان المتحدث باسم الحوثيين أن عملية التسليم تمت بحضور فريق الأمم المتحدة افتراء، بل كذب محض وتدليس مفضوح؛ والدليل أنه لم يصدر من البعثة الدولية أي تاكيد حول ذلك؛ ولو كان كلام عبدالسلام صحيحا لكان صدر بيان من اللجنة المشتركة التي يرأسها باتريك كاميرت تعلن ذلك للملأ".

وقال، "يتعامل الحوثيون بخفة مع فريق الأمم المتحدة؛ معتقدين أنه يمكنهم الكذب والضحك عليه وفرض خياراتهم ورؤيتهم للاتفاقات كما كانوا يفعلونه مع خصومهم المحليين؛ دون أن يدركوا أن الوضع مختلف وأن الفريق الدولي لن تنطلي عليه تلك الألاعيب وليس مضطرا للاستسلام لها لأنه ليس طرفا في النزاع".

وأضاف: "اليوم فقط تأكد لفريق الأمم المتحدة العامل في الحديدة ما كنا نقوله عن الحوثيين؛ وعاتبني عليه بعض الأصدقاء العاملين بمكتب البعثة بعمان؛ متهمين لي بأن نظرتي متشائمة جداً تجاه الحوثيين؛ لكنهم اليوم سيدركون معنى كل حرف كتبته عنهم؛ وأنه كان نابعا من فهم عميق للجماعة وليس لسبب آخر".

ضحك على الذقون

من جانبه، اعتبر الصحافي بسيم جناني، أنها مسرحية مرئية بحضور باتريك لتسليم ميليشيا الحوثي ميناء الحديدة لميليشيا الحوثي نفسها.

وقال "أي خطوات لا يتضمنها اتفاق السويد تعتبر ضحكا على الذقون". وأكد أن "كشوف ما قبل 2014 لكافة القطاعات العسكرية والمدنية هي الفصل في أي إجراء على الواقع".

وأضاف تعليقاً على صورة قيادي حوثي: "مبردق برتبة لواء يُدعى عبدالرزاق المؤيد "أبو جهاد" عينه الحوثيون قبل أشهر قائداً لقوات خفر السواحل، هو من تسلم إدارة أمن الميناء اليوم في المسرحية التي حضرها باتريك".

تتنصل من الاتفاقات

أما الإعلامي الإماراتي جمال الحربي، فقد شدد على أن "الأحداث المتوالية تثبت أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم إيمان الميليشيات الحوثية بالحلول السياسية انطلاقاً من تكوينها الأيديولوجي الذي يجعلها تتنصل من الاتفاقات وتطلق الصواريخ في الوقت الذي تزعُم رغبتها في السلام..!!".

محاولة التفاف

من جهته يرى وكيل وزارة الإعلام، فياض النعمان، أن "تصريحات مليشيا الحوثي اليوم السبت حول إعادة انتشارهم في ميناء الحديدة محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي يؤدي إلى فشل الاتفاق".

وقال "خبر انسحاب المليشيات الحوثية الإيرانية من ميناء الحديدة غير صحيح، وهناك محاولة للالتفاف على بنود الاتفاق الذي تم في السويد بشأن الحديدة ومحاولة مكشوفة ومفضوحة للمليشيات".

ليس مستغرباً

بدوره يقول الصحفي، كامل الخوداني: "ليس مستغرباً ما يحدث فقد حذرنا منذ البداية بأن الحوثي وجه مليشياته ارتداء زي الأمني العام والشرطة ليتسلموا الميناء والمدينة من مليشياته أبو زنه".

وأشار الخوداني إلى أن "المضحك أن البعض يتحدث عن منع الحوثيين مرور قافلة مواد غذائية بإعتبارها خرقا ويتناسى أنهم لم يقوموا بتنفيذ شيء مما تم الإتفاق عليه اصلاً".

وأضاف، "عموماً نهنئ ونبارك للشرعية والتحالف المقلب اللي شربوه وعقبى لتسليم بقية المدن المحررة للحوثي بنفس الطريقة.. أما بالنسبة لنا والله إن إحنا قدمنا مئات الشهداء ومئات الجرحى لما وصلنا قلب مدينة الحديدة وقدمناها لهم على طبق من ذهب قالوا لنا توقفوا مكانكم ما سخيوا على الحوثي.. ليش تلومونا".

اكتشاف "غريفيث"

ويعلق البرلماني، عبدالرحمن معزب، على الخبر قائلاً "بيت الجرموزي يسلمون الميناء لبيت المؤيد".

وأوضح معزب "المؤتمريون وقد هم من أذكى الأحزاب، لم يكتشفوا حقيقة الحوثيين إلا بعد أربع سنوات، وبعد أن أطاحوا برئيسهم وأمينهم، فكم سيحتاج غيرفيث حتى يكتشف حقيقة الاعيبهم وخداعهم؟! وبعدين ما بايكتشفهم
إلا وقد معاهم غيره ذي يضحكوا عليه".

موقف الحكومة

وكانت الحكومة أعلنت موقفها عبر مصدر نفى أنباء تحدثت عن انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من ميناء الحديدة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن المصدر قوله، خلال اجتماع الجمعة سلم رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت مذكرة للطرفين طلب فيها تقديم يوم الثلاثاء القادم الأول من يناير 2019 تصورات حول آليات وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار وفق اتفاق ستوكهولم.

وأضاف المصدر: "خلال الاجتماع أبلغ الجانب الحكومي، الجنرال الهولندي باتريك كاميرت عدم القبول بأي إجراءات أو تصرفات أحادية وأن أي قرار يجب أن يتم بالطرق الرسمية بقرار من لجنة الانتشار جميعاً".

وأكد المصدر أن تصريحات مليشيا الحوثي، السبت، حول إعادة انتشارهم في ميناء الحديدة محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي تؤدي إلى فشل الاتفاق.