مصادر: اختيار وزير الصحة سيوسع دور حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة

بيروت (رويترز) - قالت مصادر سياسية ان دور حزب الله في الحكومة اللبنانية سيتوسع عند الإعلان عن وزير الصحة الجديد على الرغم من كونه ليس عضوا في حزب الله، في وقت تصعد فيه الولايات المتحدة عقوباتها على الجماعة الشيعية.
 
ومن المتوقع اكتمال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وإعلانها في الأيام القليلة المقبلة مما ينهي أكثر من سبعة أشهر من التنافس السياسي بين الجماعات المتناحرة على مقاعد الحكومة.
 
وفقد الحريري الذي يتمتع بدعم غربي أكثر من ثلث نوابه في الانتخابات الأخيرة رغم أنه ظل أكبر زعيم سني في لبنان وتم تكليفه مرة أخرى بتشكيل الحكومة. ومنصب رئاسة الحكومة مخصص للطائفة السنية في ظل النظام الطائفي في البلاد.
 
لكن الانتخابات التشريعية، التي جرت في مايو أيار وهي الأولى منذ تسع سنوات، أفرزت برلمانا مائلا لصالح حزب الله المدعوم من إيران والذي فاز مع حلفائه السياسيين بأكثر من 70 مقعدا من أصل 128 مقعدا.وتصنف الولايات المتحدة حزب الله جماعة إرهابية.
 
وباختيار وزير الصحة فإن الجماعة الشيعية التي تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ستتجاوز الدور الهامشي الذي لعبته في الحكومات السابقة.
 
ويقول وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني إن الوزارة لديها رابع أكبر ميزانية في الدولة اللبنانية.
 
وقال حاصباني لرويترز إن المساعدات الخارجية الأخيرة لوزارته تضمنت 120 مليون دولار من البنك الدولي ستنفق على مدى‭ ‬خمس سنوات ابتداء من عام 2019. كما تتلقى الوزارة الكثير من الأدوية واللقاحات من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي.
 
وقال مصدران مطلعان إن وزير الصحة الجديد هو جميل جبق وهو طبيب شيعي وليس عضوا في الجماعة المدعومة من إيران. بالإضافة الى ذلك سيتولى أعضاء من حزب الله وزارتين أقل أهمية من وزارة الصحة.
 
وبشكل عام من المتوقع أن تنعكس نتيجة الانتخابات على تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن تنخفض نسبة مقاعد الحكومة المخصصة لتيار المستقبل بزعامة الحريري والتي تعارض سلاح حزب الله.
 
وبينما ضاعفت القوات اللبنانية المناهضة لحزب الله عدد نوابها تقريبا في الانتخابات إلا أنها لم تتمكن من الحصول على كل المقاعد الوزارية التي طالبت بها وتنازلت لصالح الرئيس المسيحي المنافس ميشال عون والتيار الوطني الحر وهم حلفاء حزب الله السياسيين.
 
ووفقا لنظام تقاسم السلطة في لبنان فإن المناصب الحكومية تتوزع على أساس طائفي. وينبغي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء مسلم سني ورئيس البرلمان شيعيا. ويجب توزيع المقاعد في مجلس الوزراء المكون من 30 وزيرا بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين.
 
وذكر مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تأمل أن تكون الحكومة القادمة مستعدة للعمل معها وأعربت عن قلقها إزاء النفوذ السياسي المتزايد لحزب الله في البلاد.
 
وتستهدف الإدارة الأمريكية حزب الله في إطار سياستها لتصعيد إجراءاتها ضد إيران وهي تضيق دائرة العقوبات على الحزب وقادتها. وفرضت واشنطن على قيادة حزب الله عقوبات جديدة وشددت التشريعات القانونية الهادفة إلى قطع سبل التمويل لهم من مختلف أرجاء العالم.