ألمانيا: أنغريت كرامب كارينباور تخلف ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي

فازت أنغريت كرامب كارينباور في انتخابات رئاسة حزر الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني المحافظ الجمعة، بعد حصولها على أكثر من 51% من الأصوات في مؤتمر الحزب. وتغلبت كارينباور المقربة من ميركل على فريدريك ميرز الذي يريد أن يعطي سياسات الحزب اتجاها أكثر يمينية. وبذلك تنتهي زعامة ميركل للحزب الذي تولت رئاسته قبل 18 عاما.
إعلان

انتخبت أنغريت كرامب كارينباور المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل رئيسة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني المحافظ الجمعة بعد 18 عاما من تولي ميركل رئاسته.

وفازت كارينباور (56 عاما) بأكثر من 51% من الأصوات في مؤتمر الحزب، في مواجهة فريدريك ميرز خصم ميركل الذي أراد تغيير سياسة الحزب بالاتجاه أكثر نحو اليمين.

وفي كلمة مقتضبة قبل التصويت، دعت ميركل الحزب إلى رفض سياسات الخوف حيث يشق اليمين المتطرف طريقه في ألمانيا وأوروبا.

وقالت "يجب أن نتحلى بالشجاعة لمواصلة المسيرة".

يذكر أن محامي الشركات ميرز (63 عاما) كان قد ترك السياسة عام 2009 بعد أن خسر صراعا على السلطة ضد ميركل التي يتهمها باتباع منهج يميل أكثر نحو الوسط.

أما المرشح الثالث وزير الصحة الحالي ينس سبان فقد خسر في الجولة الأولى.

وكانت ميركل (64 عاما) قد شنت في وقت سابق دفاعا قويا عن نهجها الوسطي والإنساني الذي طبع على مدى 18 عاما رئاستها للحزب المحافظ قبل التصويت على اختيار خلف لها.

وصفق أعضاء الحزب وهم واقفون مطولا لميركل إثر هذا الخطاب الوداعي أمام مؤتمر الحزب في هامبورغ الذي يحضره نحو ألف عضو. وبكى بعضهم وحملوا لافتات برتقالية كتب عليها "شكرا أيتها الرئيسة".

لكن قبل أن تسلم شعلة رئاسة الحزب، دافعت ميركل بشدة عن إرثها السياسي رغم الانتقادات الموجهة إليها في ألمانيا والخارج وخصوصا حول مسألة الهجرة.

وقالت وقد بدت عليها علامات التأثر "في هذه الأوقات الصعبة، علينا ألا ننسى قيمنا المسيحية الديمقراطية".

وعددت ميركل التي تتخلى عن رئاسة حزبها لكنها ستبقى مستشارة حتى نهاية ولايتها في 2021، لائحة طويلة من المخاطر الحالية مثل "التشكيك بالنهج التعددي والتراجع على الصعيد الوطني وخفض التعاون الدولي" والتهديدات "بحرب تجارية" في إشارة واضحة إلى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل خاص.

كما حذرت من "الحروب الهجينة أو زعزعة استقرار مجتمعات عبر الأخبار الكاذبة".

دعوة إلى الوحدة

ووجهت أيضا دعوة إلى وحدة حزبها، بعدما أثارت حملة خلافتها في الأسابيع الماضية توترات داخل صفوف الديمقراطيين المسيحيين.

وقالت "آمل في أن نخرج من هذا المؤتمر متحدين ومصممين".

وتنافس ثلاثة مرشحين على المنصب الذي يعد جسرا إلى تولي المستشارية. وانحصرت المنافسة بين الأمينة العامة للحزب كارينباور والمليونير ميرز.

وهذا المحافظ الذي ينتمي إلى المدرسة القديمة سعى إلى استعادة الناخبين الذين خاب أملهم من حكم ميركل وصوتوا لصالح اليمين القومي، خصوصا بعد فتح أبواب ألمانيا لأكثر من مليون لاجئ سوري وعراقي في 2015 و2016.

واضطرت ميركل (64 عاما) التي كان يلقبها الألمان بود عند فوزها بـ"موتي" (الأم) للإعلان عن تخليها عن قيادة الحزب في تشرين الأول/أكتوبر بعد انتخابات في اثنتين من المناطق جاءت نتائجها مخيبة للآمال.

إلا أن المستشارة التي تقود منذ 13 عاما أكبر اقتصاد أوروبي، حريصة على إكمال ولايتها هذه حتى نهايتها، أي حتى 2021. وقالت "يسعدني أن أواصل العمل كمستشارة".

ويتوقع كثيرون رحيل المستشارة اعتبارا من العام المقبل بعد الانتخابات الأوروبية في أيار/مايو إذا منيت الأحزاب التقليدية بهزيمة جديدة، وعلى أبعد حد في الخريف بعد انتخابات في ثلاث مقاطعات تشكل كلها معاقل لليمين القومي.

وهذا إذا لم يتسبب شريكها في التحالف الحكومي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يشهد أزمة أيضا، في تسريع رحيلها عبر انسحابه من الحكومة.

كم ستصمد ميركل؟

يحتاج الحزب اليوم أكثر من أي وقت مضى لنفس جديد. فهو يواجه من اليمين هجمات اليمين القومي المتطرف المتمثل بحزب "البديل لألمانيا" ومن الوسط انتقادات دعاة حماية البيئة (حزب الخضر)، ولم يعد يحصد مع حليفه البافاري "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" أكثر من 26 إلى 28 بالمئة من الأصوات في استطلاعات الرأي.

وقد أضعف في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيلول/سبتمبر 2017 مع أنه حصل على 33 بالمئة من الأصوات.

ويحاول كل المرشحين النأي بأنفسهم من إرث المستشارة.

وقد أعلنت كارينباور الأربعاء "لدي سيرتي ومسيرتي"، مشيرة خصوصا إلى معارضتها الشرسة لزواج المثليين.

وفي مجال الهجرة، دعت إلى ترحيل السوريين الذين يدانون بأعمال إجرامية في خطوة استبعدها حتى وزير الداخلية هورست سيهوفر المحافظ جدا.

وبعد فترة ترحيب واسع بالمهاجرين عامي 2015 و2016، هناك أمر واحد مؤكد هو أن الباب سيغلق من جديد مع رحيل ميركل من قيادة الحزب.