ما هو "ممر السيخ" للسلام بين الهند وباكستان؟

كان غرشاران سينغ طفلا في الخامسة من عمره خلال التقسيم عام 1947 عندما غادرت عائلته موطنها في سيالكوت بباكستان الحالية إلى الهند.

واليوم، أعرب سينغ عن سعادته، خلال زيارته لمعبد السيخ بقرية كارتربور، على موافقة الهند وباكستان على إقامة ممر يسمح للسيخ في الهند بالوصول إلى الأماكن المقدسة في باكستان دون الحاجة لتأشيرة دخول.

وقال لبي بي سي:" منذ إقامة باكستان والسيخ يريدون ذلك، فالعائلتان الهندية والباكستانية تلتقيان مجددا."

يذكر أن معبد غورداوارا داربار صاحب من أكثر الأماكن قداسة لدى السيخ ويعتقد أنه بني في الموقع الذي توفي فيه غورو ناناك مؤسس الديانة السيخية في القرن السادس عشر.

ويبعد المعبد 4 كيلومترات عن الحدود الهندية ولكن أدى التوتر بين البلدين إلى صعوبة قيام الحجاج السيخ من الهند بزيارته وبعضهم يكتفي برؤيته بالمنظار المكبر عبر الحدود.

وسيقود "ممر كارتربور" الحجاج السيخ من الحدود مباشرة إلى المعبد في ما ستحيط الأسلاك الشائكة بجانبي الطريق.

ترحيب

وقد رحبت الطائفة السيخية بحماس كبير بهذه الخطوة من جانب البلدين الذين خاضا 3 حروب منذ الاستقلال.

ومازالت العلاقات متوترة بين الجانبين، وقد قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان:" لن نتقدم إلا إذا تحررنا من قيود الماضي."

وقد حضر عدد من السياسيين الهنود مراسم بدء العمل في الممر.

مراسم بدء العمل في الممر
مراسم بدء العمل في الممر

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قوريشي لبي بي سي إن مشروع كارتربور سيساهم في تحسين العلاقات بين البلدين.

وأضاف قائلا:" كلما التقى شعبانا كلما أدركا كم الأشياء المشتركة بينهما، وما الذي نفتقده بعدم حل القضايا العالقة."

وكانت المحادثات بين الهند وباكستان قد توقفت منذ وقوع هجوم عام 2016 واتهمت السلطات الهندية ميليشيا مدعومة من باكستان بأنها وراء الهجوم وهو الأمر الذي نفته إسلام آباد.

ونفى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ضمنا ما يتردد عن معارضة الجيش والاستخبارات العسكرية للسلام مع الهند قائلا:" إن حزبي وكل الأحزاب السياسية وكل المؤسسات في خندق واحد نريد المضي قدما للأمام."

ورغم ذلك قالت وزيرة الخارجية الهندي سوشما ساواراج إن هذه المبادرة لا تعني أن "محادثات ثنائية ستبدأ، فالإرهاب والسلام لا يجتمعان. فعندما تنهي باكستان الأنشطة الإرهابية في الهند تبدأ المحادثات الثنائية."

وتنفي باكستان دعم الميليشيا التي تستهدف القوات الهندية في كشمير بل وتتهم الهند بدعم الحركات الانفصالية داخل باكستان.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد صرح عقب انتخابه في الصيف الماضي أن بلاده ستخطو خطوتين مقابل كل خطوة تقوم بها الهند.

ورغم ذلك ألغى مسؤولون هنود اجتماعا بين وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على طوابع بريد صدرت في باكستان لإحياء ذكرى ما تصفه اسلام آباد بالفظائع الهندية في كشمير.

وقال المحلل مايكل كوغلمان لبي بي سي إن ممر كارتربور مهم ولكنه ليس مقدمة لعملية السلام. وأضاف :" إنه إجراء لبناء الثقة، ولكن الخلافات مازالت قائمة بين البلدين."

ويرى العديد من المراقبين أنه لن يكون هناك أي تقدم إلا بعد الانتخابات الهندية المقبلة في ابريل/نيسان أو مايو/آيار المقبلين.

وقال كوغلمان:" إنه من الخطر السياسي أن تقوم الحكومة الحالية في الهند وهي حكومة قومية هندوسية بالتلويح بغصن الزيتون لباكستان قبل الانتخابات.

ومن المقرر تشغيل الممر في العام المقبل في الذكرى 550 لمولد غورو ناناك.