البركاني: الحوثيون غير أمناء على السلام وتربو على الموت ويرفعون شعاراته

قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركانيأ إن الحوثيين غير أمناء على السلام وغير حريصين عليه، وقد تربوا على الموت ويرفعون شعاراته وينفذون أجندة خارجية لاتقبل السلم ولا السلام.

وتساءل: من ذا الذي سيأتمن الحوثي على السلام دونما تنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن بعد أن غدروا بأعظم رجل في التاريخ اليمني هو الشهيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، والشهيد عارف الزوكا أمين عام الحزب اللذين تحل ذكرى استشهادهما، رحمهما الله، يوم الرابع من ديسمبر؟ من ذا الذي سيأتمن الحوثي وقد أمّم وصادر ممتلكات المؤتمر ومقراته ووسائل إعلامه وحتى دور العبادة؟ من ذا الذي سيأتمن الحوثي على السلام وقد أهلك الحرث والنسل وسعى في الأرض فساداً والله لايحب الفساد؟!

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في اختتام لقاءات الأحزاب العربية مع الحزب الشيوعي الصيني في بكين، الجمعة 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2018. وقال البركاني، إنه لأمر محزن أن نكون بينكم اليوم فتحل علينا هذه الذكرى الغالية وقد اطلت الملكية بقرونها من جديد من خلال مليشيا الحوثية الانقلابية المتسلحة بوعي متخلف وعفن ومشروع خارجي خبيث قضت من خلاله على الحياة وقتلت الحريات.

فيما يلي تنشر وكالة "خبر" نص الكلمة:

إنا لسعداء أيها الأصدقاء الأعزاء أن تحل علينا اليوم ذكرى ٣٠ نوفمبر المجيدة يوم جلاء الاستعمار ورحيله عن جنوب وطننا الحبيب ونحن هنا بينكم وفي عاصمتكم التي كانت دائماً صاحبة مواقف ثابتة مؤمنة بحقوق الشعوب وإني لأهنئ زملائي وشعبنا بالمناسبة وابادلكم التحايا والتهاني ايها الاصدقاء وقد كان لكم السبق في دعم قضايا تحرر الشعوب واستقلالها، وكانت سفارتكم حينها قد أبت أن تغادر صنعاء رغم الحصار من قبل الملكيين اعداء الثورة والجمهورية، وكنتم مؤيدين وداعمين لاستقلال الجنوب وسيادته.

وإنه لأمر محزن أن نكون بينكم اليوم فتحل علينا هذه الذكرى الغالية وقد اطلت الملكية بقرونها من جديد من خلال مليشيا الحوثية الانقلابية المتسلحة بوعي متخلف وعفن ومشروع خارجي خبيث قضت من خلاله على الحياة وقتلت الحريات.

نعم ايها السيدات والسادة، أتيتكم من عالم يقتل فيه الإنسان أخاه الإنسان ويهدم ما على أرض الله من بنيان، أتيتكم من أرض يُقتل أبناؤها على مدار الساعة وتتسع فيها رقعة الفقر والهلع والمجاعة، اتيتكم بهموم وطن حزين يفرض عليه الانقلابيون الحوثيون، مشاريع خارجية وصراعات ابدية، ومن عالم تتقاذفه الامواج وتتدخل فيه قوى الشر من كل جانب اهلكت الاخضر فيه واليابس وقتلت فيه الاباء والابناء والامهات وخلفت وراءها الآهات والأنات دونما وازع من ضمير.

نعم ايها الاصدقاء، نؤمن بالسلام وندعو اليه لكننا ندرك كل الإدراك، أن الحوثين غير أمناء على السلام وغير حريصين عليه وقد تربوا على الموت ويرفعون شعاراته وينفذون اجندة خارجية لا تقبل السلم ولا السلام ومن ذا الذي سيأتمن الحوثي على السلام دونما تنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن بعد ان غدروا باعظم رجل في التاريخ اليمني هو الشهيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام والشهيد عارف الزوكا امين عام الحزب اللذين تحل ذكرى استشهادهما، رحمهما الله، يوم الرابع من ديسمبر، من ذا الذي سيأتمن الحوثي وقد أمّم وصادر ممتلكات المؤتمر ومقراته ووسائل إعلامه وحتى دور العبادة، من ذا الذي سيأتمن الحوثي على السلام وقد اهلك الحرث والنسل وسعى في الارض فساداً والله لايحب الفساد.

نعم ايها السيدات والسادة.. الاصدقاء الاعزاء:

تغمرني سعادة بالغة ان اكون بينكم في هذا المقام الرفيع الذي يضم قادة في الحزب الشيوعي الصيني واحزابا عربية يجتمعون لمناقشة قضايا تشغلنا وتمس مستقبل بلداننا ومصائرها.

وهذه السعادة تزيح عن كواهلنا قليلاً من الفواجع والمواجع التي جئنا بها من خرائط تأكلها الحروب لنستعيد الأمل من هذه الأمة التي جعلت المستحيل ممكناً عندما خرجت من غيبوبة الافيون بعد أن الحقت الهزيمة بالاستعمار ثم مضت وحولت عبء الكثافة السكانية إلى طاقة جبارة للإنتاج.

اننا جميعاً نعلم ان هذا اللقاء الاول من نوعه لا يؤسس لعلاقة جديدة بقدر ما يوطد صلات قوية ربطت احزابنا بالحزب الشيوعي الصيني ويُحيي على نحو جماعي حوارات ثنائية سابقة اثمرت بتعزيز التعاون في مجالات عديدة سواء بين احزابنا او بين شعوبنا ودولنا. ولقد كنا دائما نستفيد من تجربة هذا الحزب العريق ومن خبرته الغنية في النضال والمثابرة والتصميم حيث استطاع في سنوات قليلة ان يوقظ بالصينيين الوعي بعظمة حضارتهم وثقافتهم وان يجدد فيهم الثقة والامل وان يحشد طاقة الامة في المسيرة الكبرى التي قادها بزعامة "ماوتسي تونغ" ثم في بلد واحد ونظامين مع "تشينج هسياو بنج" حتى مبادرة الحزام والطريق للرئيس الحالي "شي جين بينغ" وخلال هذه المسيرة الظافرة خاضت الصين في طريق انتقالها من وهد التخلف الى قمة الاقتصاد العالمي وفيه ايضا اجتازت امماً كانت تسبقها وخلفتها على النواصي والضفاف.. ويحسب للصين انها شقت هذا المسعى دون شبهة استغلال للامم الاخرى بل على النقيض من الدول الاستعمارية تجلت الفلسفة الاخلاقية عند "كونفو شيوس" في ان الصين كانت ولا تزال تبذل وتعطي الشعواب المثقلة برواسب التخلف والجهل وفي بلادي على سبيل المثال شُيّد اول طريق أسفلتي واول مصنع للنسيج واول مدرسة فنية واكبر مستشفى والعديد من منشآت البناء الاساسية قدمها الشعب الصيني هدية للشعب اليمني.. وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي تحملت الصين مسؤولية تطبيب المرضى في شتى نواحي اليمن ولا تزال ذاكرتي البصرية تحتفظ بمشهد النصب التذكاري لتضحيات العمال الصينيين المنتصب عند مرتفع في البوابة الغربية للعاصمة صنعاء كشاهد على عظمة الصين وامتداد عطائها في كل بقاع المعمورة.

ايها السيدات والسادة:

بيننا نحن العرب وبين الصين جسور تمتد الى عصور ما قبل الميلاد وفي مأثورنا الديني حديث للرسول الكريم "اطلبوا العلم ولو في الصين" وبالفعل اخذت حضارتنا العربية من الصين الكثير من الانجازات العلمية يوم ازدهرت واينعت ثم لم تبخل بها على اوروبا... تحضرني في هذه الساعة صناعة الورق ذلك الاختراع الصيني الذي اختصر طريق الثقافة ومثل في حينها ابتكاراً لا يقل شاناً عن اختراع المطبعة في ما بعد او الانترنت في عالم اليوم.

وأقصد من هنا - أيتها السيدات - ايها السادة- ان يد الصين وايادي العرب امسكت مشعل الحضارة في محطات كثيرة عند انتقاله على مدار التاريخ ويبزغ في الاذهان هنا ان الصينيين ضربوا في فجاج الارض براريها والبحار لكي يعطوا العالم اجمل واثمن منتجاتهم الحرير الطبيعي.

والثابت ان القوافل التجارية كانت تعبر هذا الطريق محملة بمختلف انواع البضائع التي يتبادلها الشرق والغرب لكن الجغرافي الالماني "فرديناند فون فيشهوفن " خلع عليه اسم السلعة الاغلى والثابت كذلك انه على هذا الطريق لم تنتقل البضائع وحدها وانما عبرت فوقها العلوم والفنون والثقافات والفلسفة والحكمة فزدهرت حضارة الصين والهند وروما ومصر وبابل ، والان تطلق الصين طريق الحرير فوق مدى واسع وعلى مرمى افق بعيد هنا في طريق القرن الواحد والعشرين تتنزل منجزات الحضارة الحديثة فلا نسلك البر والبحر وحدهما وانها نحلق في الاجواء مع الطائرات ونسبح في الفضاء برفقة الاقمار الصناعية هنا في هذا المجال المفتوح يمتد حزام واحد طريق واحد وفق تعبير الرئيس "شي جين بينغ"..
وهذا الحزام يربط 65 دولة في شبكات من الطرق والسكك الحديدة وانابيب النفط والعاز وخطوط الطاقة الكهربائية والانترنت كما سيشمل موانئ وخطوط نقل جوية وبحرية.. يرسي هذا الطريق الحزام قواعد تقوم على العدالة والتكافؤ في فرص النمو بين الأمم ويرسخ عرى التواصل والتفاعل بين الثقافات وسوف يحدث ترابط للبنى التحتية وعلى هذا الطريق سوف يزيد تدفق السلع والخدمات وحركة السياح والطلاب ورجال الاعمال وانتقال المعلومات والمعارف والتكنولوجيا وسيؤدي تنوع الموارد واختلاف المزايا التي تتمتع بها كل دولة الى خلق مجال واسع للتكامل الاقتصادي وتحفيز الطلب وزيادة الانتاج والوظائف وتخفيض التكاليف.

والصين لم تغر الشركاء بحلم في ورق وانما وضعت دراسات وخططا ومهدت لطريق الحرير الجديد بجملة هائلة من الاستثمارات في البلدان الواقعة على حدوده ودفعت بآلاف الشركات لتنفيذ برامج اقتصادية متكاملة وانشطة عديدة للتبادل الثقافي ولتعزيز هذا التوجه وافقت الصين وشركاؤها في مجموعة دول البريكس على تأسيس بنك جديد للتنمية في شنغهاي براسمال مائة مليار دولار لمساعدة الدول الاعضاء للتغلب على تقلبات الاسواق المالية الدولية وخصصت الصين 50 مليار دولار للمساهمة في تأسيس بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية لتمويل مشاريع في اسيا.

وتستثمر الصين في الانسان مثلما تهتم بالاستثمار في الجوانب المادية وقد فتحت ابواب جامعاتها ومعاهدها الفنية امام الاف الدارسين من الدول الصديقة خصوصاً من اسيا وافريقيا.. ان مبادرة الحزام الطريق ايقظت الذاكرة التاريخية للدول الواقعة على طولها كما قال الرئيس "شي جين بنج" كما انه حسب تعبره يربط حلم الصينيين بأحلام شعوب مختلف البلدان ويقيم نموذجاً جديداً للعلاقات الدولة يتسم بالتعاون والمنفعة ويعزز التفاهم ويرسي مبدأ المساواة في السيادة ذلك انه لايحق كما قال للدول الأكبر او الاقوى او الأغنى الإساءة للدول الأصغر والأضعف والافقر.

من ناحيتنا في العالم العربي ندرك أن انخراطنا في هذا الطريق العظيم يوفر امكانية خلاقة لتسريع وتيرة النمو في بلداننا ويساهم في حمايتنا من شراهة الاستغلال القادم من الناحية الأخرى من هذا الكوكب ويدعم شروط تأمين استقلالنا الوطني والقومي.

ان الطريق الحزام يبني قواعد للتعاون والشراكة النزيهة بين الشعوب ولما كان ثمرة عبقرية الصين واستعدادها فإن الأمم الاخرى تلقته بالحماس والترحيب لأن ذاكرتها تحمل لهذا البلد الاعتراف بالفضل ولأن في الضمائر يقينا راسخا بأن هذا الطريق يوصل الى الرخاء والاستقرار والسلام.

والسلام عليكم.

سلطان سعيد البركاني
الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام
رئيس الكتلة البرلمانية