19 مصاباً بينهم 4 من الشرطة باحتجاجات باريس

أصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً بجروح السبت، بينهم 4 من عناصر الشرطة الفرنسية، بعد اندلاع احتجاجات في باريس. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، لتفريق محتجين في باريس غاضبين من ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس، إيمانويل ماكرون، في ثاني مطلع أسبوع يشهد احتجاجات "السترات الصفراء" في أنحاء فرنسا.

وأُضرمت النيران في مقطورة وانفجرت في شارع الشانزليزيه وحاول رجل الهجوم على رجال الإطفاء، لكن بعض المتظاهرين أنفسهم سيطروا عليه ومنعوه من القيام بذلك.

وفي شارع دو فريدلوند القريب، أطلقت الشرطة كرات مطاطية للسيطرة على المتظاهرين.

وتجمع نحو خمسة آلاف محتج في شارع الشانزليزيه، حيث وقعت اشتباكات مع الشرطة التي تم إرسالها لمنعهم من الوصول إلى قصر الإليزيه القريب.

وردد بعض المحتجين النشيد الوطني ولوحوا بعلم البلاد، بينما رفع آخرون لافتات كُتب عليها "ماكرون، استقالة" و"ماكرون، لص".

كما اعتقلت الشرطة 30 شخصاً في باريس وفي احتجاجات في أنحاء أخرى من البلاد، وفق مراسل "العربية".

من جانبه، اتهم وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان بتأجيج الاحتجاجات في العاصمة.

وقال كاستانير إن "اليمين المتطرف محتشد ويقيم حواجز في الشانزليزيه. الشرطة تحقق تقدماً في تحييدهم ودفعهم للتراجع".

من جهتها، ردت لوبان في تغريدة على "تويتر" بالقول إنها تساءلت عن سبب عدم السماح بالاحتجاج في المنطقة، مشيرة إلى أن "اليوم السيد كاستانير يستغل هذا لاستهدافي. هذا أمر وضيع ومضلل".

ويعارض المحتجون الضرائب، التي طرحها ماكرون العام الماضي، على السولار والبنزين لتشجيع الناس على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضرراً للبيئة. وبالتزامن مع فرض الضريبة، قدمت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة.

ولأكثر من أسبوع، أغلق متظاهرون يرتدون سترات صفراء، يتعين على جميع سائقي المركبات في فرنسا الاحتفاظ بها في سياراتهم، طرقاً سريعة في أنحاء البلاد بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة، مما عرقل الوصول إلى مستودعات وقود ومراكز تسوق وبعض المصانع.

تحدٍ لماكرون

والسبت الماضي، عندما شارك نحو 300 ألف شخص بأول مظاهرات السترات الصفراء في عموم البلاد، تراجعت الإيرادات اليومية لتجار التجزئة بنسبة 35%، وفق جماعات للمستهلكين.

وبحسب بيانات وزارة الداخلية، تجاوز عدد المحتجين 80 ألفاً في أنحاء فرنسا، بينهم ثمانية آلاف في باريس وحدها، حتى الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش.

وتمثل الاضطرابات معضلة لماكرون، الذي يصور نفسه "بطلاً" في مواجهة تغير المناخ، غير أنه تعرض للسخرية لعدم تواصله مع الناس العاديين في وقت يقاوم فيه تراجع شعبيته.

وعلى الرغم من دعوات الحكومة إلى التهدئة، امتدت احتجاجات السترات الصفراء إلى الأراضي الفرنسية في الخارج، بما في ذلك جزيرة ريونيون في المحيط الهندي، حيث أُضرمت النار في سيارات.

وقالت وزارة الداخلية، الخميس، إن الاضطرابات خلفت قتيلين و606 مصابين في البر الرئيسي الفرنسي.

وبدأت الحركة، التي ليس لها قائد، كرد فعل على ارتفاع أسعار الوقود، لكنها توسعت بعد ذلك للاحتجاج على ملفات أخرى، من بينها تقلص في قدرة الأسر على الإنفاق في عهد حكومة ماكرون، التي تولت السلطة منذ 18 شهراً.

ومنذ أن تولى الرئاسة، تجاهل ماكرون مظاهرات في الشوارع وأخرى نظمتها نقابات عمالية ضد تغييرات نفذها في قوانين العمل وضد هيكلة الشركة المشغلة للسكك الحديدية التي كانت تعاني من ديون ضخمة. وأشاد مستثمرون أجانب بإدارته التي تتبع سياسات موالية لقطاع الأعمال.

إلا أن خصومه السياسيين يعتبرون أنه "رئيس الأغنياء" بسبب إلغائه لضريبة الثروة وبدا أن استياء الناخبين يتزايد مما أدى لانخفاض شعبية الرئيس، البالغ من العمر 40 عاماً إلى حدود 20% فقط.