انتخاب أول مسلمتين في الكونغرس الأمريكي رغم الخطاب المعادي للإسلام

فازت امرأتان مسلمتان في الولايات المتحدة بمقعدين في الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، في خطوة تعتبر غير مسبوقة. إذ تمكنت اللاجئة الصومالية إلهان عمر من الفوز بمقعد ولاية مينيسوتا في مجلس النواب، بينما فازت رشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينية بمقعد عن ولاية ميشيغان. وبذلك يصبح عدد المسلمين في مجلس النواب ثلاثة، إلى جانب عضو الكونغرس أندري كارسون، المسلم من أصول أفريقية.

رغم تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين في الولايات المتحدة، فإن الناخبين الأمريكيين اختاروا امرأتين مسلمتين تنتميان إلى الحزب الديمقراطي لدخول الكونغرس الثلاثاء، وفق شبكات تلفزيونية، في خطوة تاريخية أولى في البلاد.

فقد فازت إلهان عمر وهي لاجئة صومالية بمقعد في مجلس النواب عن منطقة ذات غالبية ديمقراطية في ولاية مينيسوتا، حيث ستخلف كيث أليسون الذي كان بدوره أول مسلم تم انتخابه في الكونغرس.

إلهان عمر.. سياسية تقدمية ومعارضة قوية لسياسيات ترامب المتشددة إزاء الهجرة

في سن 36 عاما، انتخبت هذه الأمريكية المحجبة اللاجئة من الصومال لتصبح عضوا في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا.

واستطاعت إلهان أن تبني لنفسها صورة امرأةٍ سياسية تقدمية. فهي تؤيد مجانية التعليم الجامعي وتأمين سكن للجميع وإصلاح القضاء الجنائي.

ولقد فرت هذه الشابة من بلدها الصومال في سن الثامنة. وبعدما أمضت أربع سنوات في مخيم لاجئين في كينيا، استقرت عائلتها أخيرا عام 1997 في مينيسوتا حيث تعيش جالية كبرى من دول القرن الافريقي.

وفي 2016، فازت الشابة الناشطة ضمن منظمة نافذة مدافعة عن الحقوق المدنية، بمقعد نيابي في ولايتها الصناعية حيث تعيش جالية صومالية كبيرة.

وقد صرحت لمجلة "إيل" في أيلول/سبتمبر "أنا مسلمة وسوداء، أغرمت ببساطة بالسياسة وما يمكن أن تنجزه". وأوضحت أنها قررت الترشح "لتظهر ما يجب أن تكون عليه الأنظمة الديموقراطية التمثيلية فعلا".

وهي معارضة لسياسة الهجرة المتشددة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب.

رشيدة طليب: "ترشحت بسبب الظلم ولأن أبنائي يتساءلون حول هويتهم كمسلمين"

أما رشيدة طليب المولودة في ديترويت لأبوين مهاجرين فلسطينيين، فقد فازت في سن 42 عاما بمقعد عن ولاية ميشيغان.

هذه المحامية هي أكبر إخوتها الـ14. وفي 2008 أصبحت أول امرأة مسلمة تدخل برلمان ميشيغان المحلي.

وقالت في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي" في آب/أغسطس الماضي "أنا مرشحة بسبب الظلم ولأن أبنائي يتساءلون حول هويتهم كمسلمين".

وكانت قد أعلنت في أيار/مايو لشبكة "سي بي إس" نيوز أن انتخابها سيوجه "رسالة قوية" لكل الولايات المتحدة مفادها "نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع ونريد أن نقدم له شيئا في المقابل مثل أي فرد آخر".

تتخذ رشيدة طليب مواقف معارضة للرئيس دونالد ترامب وحزبه الجمهوري. وخلال الحملة الرئاسية عام 2016، انتقدت بشدة سلوك ترامب حيال النساء.

وخلال الحملة عرضت برنامجا تقدميا وأيدت خصوصا اعتماد حد أدنى للأجور يبلغ 15 دولارا للساعة وكذلك تأمين الضمان الصحي.

وأصبحت مدافعة عن قضايا الطبقات الشعبية وفازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في آب/أغسطس الماضي في منطقة يشكل السود غالبية فيها.

وهي تدافع عن برنامج تقدمي جدا ينص على المساواة في الأجور بين الرجال والنساء وعن التعليم الجامعي المجاني مرورا بالصحة العامة وحقوق المثليين وإلغاء مرسوم الهجرة الذي اعتمده ترامب، إلى جانب حماية البيئة.

وتحل محل النائب جون كونيرز الذي ظل نائبا لفترة طويلة والذي استقال في كانون الأول/ديسمبر بعد اتهامات بالتحرش الجنسي ومشاكل صحية.

وبذلك يبلغ عدد المسلمين في مجلس النواب ثلاثة، إلى جانب عضو الكونغرس أندري كارسون المسلم من أصول أفريقية والذي أعيد انتخابه بسهولة في ولاية إنديانا التي تميل إلى الديموقراطيين أساسا.