موريتانيا تلغي ترخيص جامعة يسيطر عليها «الإخوان»

سحبت السلطات الموريتانية، الاربعاء، ترخيصاً كانت قد منحته إلى «جامعة عبد الله بن ياسين» التي يسيطر على التدريس فيها قادة من تيار «الإخوان المسلمين» في البلاد.
 
وجاء في قرار أصدرته وزارة التعليم العالي، وأبلغته رئاسة الجامعة، أنه تم إلغاء «عقد الإنشاء الموقع بين جامعة عبد الله بن ياسين ووزارة التعليم العالي منذ عام 2010»، وهو العقد الذي كان يسمح للجامعة بالعمل بوصفها جامعة خاصة في البلاد. وبرّرت وزارة التعليم قرار سحب ترخيص الجامعة بمزاولة رئيسها ولد الددو لأنشطة غير أكاديمية، منها التحريض على العنف، ونشر التطرف والعصيان، وثقافة العنف والمساس بسكينة الدولة واستقرارها.
 
وجاء هذا الإجراء بعد يومين من إغلاق مركز «تكوين العلماء»، الذي يرأسه ولد الددو، الذي يصفه البعض بأنه «المرشد والأب الروحي» لـ«الإخوان» في موريتانيا.
 
وأكدت مصادر شبه رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات الموريتانية قامت بهذه الخطوة لأن لديها شكوكاً حول بث المركز بعض الأفكار المتطرفة والعنيفة، التي تشكل تهديداً حقيقياً للأمن في موريتانيا وفي المنطقة، خاصة في ظل وجود مئات الطلاب الأفارقة الذين قدموا من أجل الدراسة فيه.

وأكدت مصادر شبه رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات الموريتانية لديها شكوك حول بث المركز لبعض الأفكار المتطرفة والعنيفة، التي تشكل تهديداً حقيقياً للأمن في موريتانيا وفي شبه المنطقة الأفريقية، خاصة في ظل وجود مئات الطلاب الأفارقة، الذين قدموا من أجل الدراسة فيه.

وسبق أن أغلقت السلطات الموريتانية قبل أربع سنوات «جمعية المستقبل» الخيرية، التي ترتبط بشكل مباشر مع مركز تكوين العلماء، وتتبع هي الأخرى للشيخ محمد الحسن ولد الددو، وقالت السلطات الموريتانية آنذاك إن «مصادر تمويل الجمعية غير شفافة وعليها بعض الشبهات».

وتتحدث مصادر مطلعة عن «بداية المواجهة» ما بين السلطات الموريتانية وجماعة «الإخوان المسلمين» في موريتانيا، وهي مواجهة يبدو أن النظام الموريتاني سيكون حاسماً وصارماً فيها، خاصة أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أكد في مؤتمر صحافي نهاية الأسبوع الماضي أن «إجراءات ستتخذ ضد الجماعة في الوقت المناسب».

وتأتي هذه التطورات بعد انتخابات تشريعية ومحلية وجهوية اكتسحها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، رغم المنافسة القوية من طرف حزب «تواصل» الإسلامي، الذي قال الرئيس الموريتاني إنه استغل أموال الزكاة والصدقات في حملته الانتخابية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها رموز وقادة حزب «تواصل» الإسلامي تهم «الإرهاب والتطرف»، إذ سبق أن اعتقل أغلبهم من طرف نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطائع، الذي اتهمهم آنذاك بالتورط في أعمال عنف مسلح ضد الدولة الموريتانية، وكان من ضمن المعتقلين آنذاك الشيخ محمد الحسن ولد الددو.

وندد ائتلاف أحزاب المعارضة بالإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات ضد مركز تكوين العلماء، إذ قال أحمد ولد داداه، رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض، إن قرار إغلاق المركز «غير ديمقراطي وغريب على تقاليد وأخلاق المجتمع الموريتاني»؛ مضيفا أن القرار { يكشف عن أن رئيس الدولة اختار التهديد والمضايقة بدل الحوار والتشاور».