سياسيون وإعلاميون عن "ذكرى النكبة": أربعة أعوام سوداوية سببتها الجائحة الحوثية

تحل الذكرى الرابعة لما بات يعرف بنكبة "21 سبتمبر"، واليمن ممزق مدمر يعاني الفقر بعد أن عطلت مليشيا الحوثي كافة المؤسسات الحكومية والخاصة.
 
وأجمع سياسيون وناشطون وإعلاميون، أنه وخلال الأربع السنوات الماضية استطاعت المليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، إرجاع اليمن إلى عهد الإمامة الكهنوتية.. نشرت الفقر والجوع والمجاعة في كل المحافظات والقرى ودمرت التعليم وقطعت الرواتب، وغيبت الدولة وحضرت هي، وفجرت منازل الخصوم.
 
ورصدت وكالة "خبر"، ردود فعل غاضبة لناشطين وإعلاميين وسياسيين عكست معاناة شعب عاش سوداوية الأربع السنوات الأخيرة.
 
جائحة وجوع وتخريب
 
بذكرى هذا النكبة، يرى المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن "الحوثية جائحة وبائية اجتاحت اليمن وأهلكت الحرث والنسل وعاثت فساداً في الأرض.
 
وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "برغم التضحيات والآلام إلا أنها ستزول وسيتعافى اليمن".
 
أما الصحفي، عادل النزيلي، قال من جانبه "كان توسعهم بقضية الجرعة وخديعة الناس.. وبعد أربع سنوات احتيال واقحام بحروب وتجويع ممنهج قد قضيتهم الحسين وصراعات الغابرين". 
وتابع "الجوع يغيب العقل ويخلق التبلد ويسهل عملية قيادة القطيع، وهذه سياسة عبدالملك وعصابته".
 
بدوره رأى الصحفي محمد عايش أن "21 سبتمبر هو "عاشوراء" اليمنيين، حيث فقدوا فيه دولتهم ووحدتهم وكيانهم الوطني وسلمهم الاجتماعي". وأشار إلى "إنه تاريخ انهيار السد المعاصر، لم يتمزق اليمنيون مثل تمزقهم عند انهيار السد إلا يوم 21 المشؤوم".
 
وقدم اعتذاره قائلاً "إنني أعتذر عن كل ما كتبته متفهماً فيه هذا الحدث من زاوية أنه سيخلصنا من"محسن" فقط، واتضح أنه خلصنا من الوطن كله".
 
وتابع قائلا، "لقد صرنا بعد 21 سبتمبر هدفاً سهلا لكل عدو، وغرضاً رخيصاً لكل كارهٍ لليمن، بعد انهيار كياننا الجامع كيمنيين، ولم نَعُدْ شيئاً بعد ذلك، إلا مقابر نسكنها نحن، وزوامل لا يسمعها أحد".
 
وأما الصحفي أنيس منصور، قال إنها "نكبة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ولا توصيف آخر يليق بها غيره، 21 سبتمبر ذكرى نكبة لليمن". وأشار إلى أن "أذناب إيران حاولت اختطاف اليمن العربي الأصيل لأحضان الفرس الروافض لكن حزم سلمان كان بالمرصاد".
 
فرص وتقويض وشلل
 
إلى ذلك يقول القاضي أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد إن "الدولة أعطت للحوثيين الكثير من الفرص للسلام وتم تمثيلهم في مؤتمر الحوار بنسبة أكبر من حجمهم وتم التحاور معهم في تمردهم في صعدة وعمران والجوف وحجة، ومع ذلك لم يرضوا الا بإسقاط الدولة والنظام وقتل اليمنيين وتهجيرهم".
 
وأضاف، "يوم النكبة والكارثة، تعمل مليشيا الحوثي الإيرانية منذ انقلابها المشؤوم على تكريس الطائفية والسلالية وادعاء الحق الإلهي في الحكم وحصره في البطنين، ويلتقي مشروعها العنصري مع مشروع ولاية الفقيه التخريبي المعادي للدول العربية".
 
من جانبه قال وزير الإعلام معمر الإرياني، "أربعة أعوام سوداء مرت على اليمنيين منذ اقتحام المليشيا الحوثية الإيرانية العاصمة صنعاء وانقلابها على الشرعية الدستورية والاجماع الوطني المتمثل بمخرحات مؤتمر الحوار الوطني بعد محاصرة مداخل العاصمة واقتحام مؤسسات الدولة تحت مزاعم اسقاط الجرعة وتغيير الحكومة".
 
وتابع "عطلت المليشيا الحوثية منذ انقلابها العمل بالدستور والقوانين النافذة وفرضت أحكامها العرفية في مناطق سيطرتها عبر ما أسمي بالإعلان الدستوري، وعملت على تعطيل السلطات الدستورية وهدم مؤسسات الدولة وفرض مليشياتها (اللجان الثورية) والاطاحة بالكادر القيادي للدولة".
 
ومضى "انقلاب المليشيا الحوثية الايرانية وسيطرتها على البنك المركزي ونهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي واستمرار نهبهم للايرادات العامة للدولة أدى إلى تعطل الاقتصاد الوطني، وانقطاع مرتبات الموظفين وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانهيار العملة الوطنية بمعدل ٣٠٠%".
 
وقال "مارست المليشيا الحوثية سياسة التجويع والافقار بحق المواطنين عبر نشر السوق السوداء للمشتقات النفطية والغاز وقطع المرتبات والمضاربة بالعملة وجني رسوم غير قانونية، ما أدى إلى تفاقم المعاناة الانسانية وتدهور الحالة المعيشية للمواطنين وارتفاع معدلات الفقر والمرض".
 
وشدد الإرياني قائلا "قوضت المليشيا الحوثية الايرانية بحقد كل المكتسبات الوطنية منذ ثورة ٢٦ سبتمبر، من بنية تحتية وانقطاع كامل للخدمات العامة من كهرباء ومياه وشبكات صرف صحي وطرق وجسور، وحولت المدارس والمعاهد الفنية والمهنية والجامعات إلى معسكرات لمليشياتها ومخازن لأسلحتها".
 
وبين أن "انقلاب المليشيا الحوثية شل الحياة السياسية في مناطق سيطرتها واغلق مقرات الاحزاب السياسية وصادر ممتلكاتها وأغلق منابرها الاعلامية واغتال واعتقل قياداتها، وزج بهم في السجون، ونظم محاكمات غير قانونية لمعارضيه في واحدة من أبشع مراحل التنكيل السياسي في تاريخ اليمن". وتابع "قامت المليشيا الحوثية بالغاء الهامش الديمقراطي وصادرت الحقوق السياسية والاقتصادية والحريات العامة وأغلقت المنابر الاعلامية وشنت حملات قمع وتنكيل بالصحفيين والنشطاء في مواقع التواصل الالكتروني وقادتهم للسجون والمحاكم ومارست بحقهم ابشع صنوف القمع والتعذيب".
 
واستطرد "استهدفت المليشيا الحوثية المؤسسة العسكرية، وخططت لتدمير الجيش، وتفكيك الاجهزة الامنية واحلال مليشياتها المسلحة المعبأة بالافكار والعقائد المنحرفة والتي لا تدين بالولاء للوطن، وقطعت رواتبهم، وخيرتهم بين التسريح من الخدمة أو الالتحاق بدوراتها الثقافية لغسل عقولهم".
 
وحاولت المليشيا الحوثية الايرانية - والكلام للوزير الإرياني- منذ انقلابها على السلطة الاضرار بعلاقات اليمن المتميزة مع محيطها الاقليمي وفي المقدمة الجارة الكبرى المملكة العربية السعودية، وحاولت جر اليمن إلى خلق حالة من القطيعة والعداء مع الوطن العربي، والعزلة عن العالم الخارجي، وعملت المليشيا الحوثية طيلة أربع سنوات على تدمير النسيج الاجتماعي، واستهدفت بشكل ممنهج السلم الأهلي وقيم العيش المشترك من خلال زرع افكارها الدينية المتطرفة المستورد من إيران ومحاولة فرض معتقداتها الدخيلة على المجتمع باستخدام سياسة الترهيب وقوة السلاح.
 
حسنة وحيدة
 
أما المحلل السياسي، عارف أبو حاتم قال إن "الحسنة الوحيدة لعبدالملك الحوثي أنه القى حجرته القذرة في بركة اليمن فأخرج وسخا عمره ألف سنة".
 
وأضاف "ما كنا نظن أن كل تلك الوجوه خصوصا الناشطة تتدثر بعباءة الجمهورية وتخفي وجهها الامامي الحقير، وما كنا نظن أن الذين تعلموا واستفادوا من النظام الجمهوري عادوا ليشتغلوا ضده".
 
وذكر بدوره الكاتب سام الغباري، "في هذا اليوم الأسود ٢١ سبتمبر، تنكر الهاشميون لحياة عمرها ألف عام، خانوا جيرانهم وزملاءهم واصدقاءهم، وأعلنوا انفصالهم الذاتي عن الهوية اليمنية، قالوا إنهم هاشميون ولأنهم كذلك فالحُكم والثروة لهم فقط.. واعتبر أنه "في هذا اليوم اختطفت الجمهورية وسادت الولاية الهاشمية".
 
أما السفير السعودي لدى اليمن محمد محمد آل جابر، قال "في مثل هذا اليوم قبل اليمنيون باتفاق جائر ليحفظوا دولتهم ونسيجهم ووحدتهم تحت إشراف الأمم المتحدة، ورغم ذلك انقلبت عليه الميليشيا الحوثية واحتجزت الرئيس والحكومة، وهاجموا المحافظات واستولوا على المؤسسات ونهبوا البنك المركزي ومقدرات اليمن، وسجنوا وقتلوا كل معارض".
 
وتابع "هاجمت الميليشيا الحوثية المدعومة من ايران سلفيي دماج بحجة الطائفية، ثم قتلت قائداً للجيش اليمني في عمران بحجة أنه تابع للإصلاح ثم سيطرت على العاصمة والدولة ومؤسساتها بحجة محاربة الفساد وارتفاع أسعار المشتقات النفطية.....!!! وحينها أعلنت ايران سقوط العاصمة العربية الرابعة في يدها".
 
وزاد "في مثل هذا اليوم انقلبت الميليشيا الحوثية المدعومة من ايران على الدولة وعلى الحوار الوطني وكل ما اتفق عليه اليمنيون. دمرت النسيج والحوار الوطني والدولة اليمنية ومؤسساتها، ولازالت متباهية بالقتل وبالجرائم المروعة، بل تحتفل مفتخرة بعمالتها وتنفيذها لأوامر اليمن".
 
من جهته قال المحلل السياسي، جمال خاجقشي، "دخل الحوثي صنعاء غدرا وتآمرا، هدفهم كان مزودوجا، تقويض الجمهورية والبطش بقوى التغيير في اليمن التي ارادت يمنا جديدا تعدديا حرا بثورة الشباب".
 
ولفت إلى أن "الحوثي مشروع لا ينتمي للعصر، إقصائي لن يتمكن من حكم اليمن بغير القوة والبطش بالآخرين، ما يعني فتنة مستمرة".
 
أما مختار الرحبي، فغرد قائلاً، "عشت تفاصيل يوم نكبة اليمنيين حين اقتحمت مليشيات الحوثي الانقلابية العاصمة صنعاء كان شيئا لا يصدق مليشيات وعصابات مسلحة تقتحم مؤسسات الدولة وتقوم بدور الجيش والأمن، وتنتشر في الحارات والشوارع العامة، يومها أيقنت انه لن يستمر هذا الوضع وسيأتي يوم وتعود الدولة".
 
وتابع "أربعة أعوام استطاع الحوثيون ارجاع اليمن إلى عهد الإمامة الكهنوتية حيث الفقر والجوع والمجاعة المنتشرة في المحافظات والقرى وانعدام التعليم وانعدام الرواتب وغياب للدولة وحضور للمليشيات وتفجير منازل الخصوم".
 
من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور رياض الغيلي، "اختاروا ٢١ سبتمبر بعناية فائقة لإسقاط النظام الجمهوري ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٢ تم تنصيب آخر أئمتهم المدعو محمد البدر ابن أحمد حميد الدين ملكا على اليمن، وبعد تنصيبه بخمسة أيام فقط كانت الثورة المباركة ٢٦ سبتمبر".