وفاة الممثل المصري جميل راتب عن 92 عاما

القاهرة (أ ف ب) - توفي الفنان المصري جميل راتب صباح الأربعاء في القاهرة عن عمر يناهز الثانية والتسعين بعدما قدم أكثر من مئة عمل فني في السينما والتلفزيون والمسرح في مصر وفرنسا وتونس.

وقد توفي الممثل فجر الأربعاء في منزله في العاصمة المصرية، على ما أفاد وكيل أعماله سامح الصريطي وكالة فرانس برس من دون أن يكشف عن سببب الوفاة.

وقد شيع الممثل المخضرم ظهر الأربعاء في العاصمة المصرية بحضور عدد من الفنانين المصريين من بينهم الممثل عزت العلايلي ونقيب الفنانين المصريين أشرف زكي وشريكه في أكثر من عمل الممثل محمد صبحي.

ولد جميل راتب في القاهرة العام 1926 في عائلة ثرية. وهو أدرك موهبته في سن مبكرة حيث راح يشارك في مسرحيات مدرسية. وفاز خلال تلك المرحلة بجائزة أفضل ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية.

وهو انتقل إلى فرنسا لدراسة الحقوق فانضم إلى فرقة "الكوميدي فرانسيز" الشهيرة وشارك في العديد من المسرحيات الكلاسيكية.

وقد شارك خلال تلك الفترة في بعض الأفلام الفرنسية والأميركية من أشهرها "لورنس العرب" من إخراج البريطاني ديفيد لين العام 1962 إلى جانب بيتر أوتول وأنطوني كوين ومواطنه عمر الشريف.

وكانت أول مشاركة له في السينما المصرية العام 1946 في فيلم "أنا الشرق" مع الفنانة الفرنسية كلود غودار.

وعاد إلى مصر في السبعينات وشارك في بطولة عشرات الأفلام المصرية إلى جانب مساهمته في السينما الفرنسية والسينما التونسية.

كانت أمه ابنة أخ المناضلة النسائية المصرية الشهيرة هدى شعراوي زوجة الزعيم المصري سعد زغلول في ثورة 1919، التي كانت تطالب بوقف استخدام النقاب وانصهار النساء في النضال الوطني.

وكان جميل راتب يختار في غالب الأحيان أفلاما سياسية للمشاركة فيها.

فهو كان من أنصار الدولة المدنية الديموقراطية وكان له حضور في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وكان يشارك في غالبية فعاليات التضامن مع الفلسطينيين والعراقيين وتلك المنددة بالهجمات الإسرائيلية على لبنان.

ومن أبرز أعماله المصرية أفلام "الكيف" و"البداية" و"الصعود إلى الهاوية" و"على من نطلق الرصاص" و "البريء" و"شفيقة ومتولي".

وهو تعاون مع عدد كبير من المخرجين والفنانين الكبار من أبرزهم عاطف الطيب وعلي بدرخان ويسري نصرالله وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز وفاتن حمامة وسناء جميل وسميحة أيوب.

وقد عمل في التلفزيون أيضا ومن أهم المسلسلات التي شارك فيها "المال والبنون" و"الراية البيضاء" و"وجه القمر" و"يوميات ونيس".

وتألق كذلك على خشبة المسرح في عدة مسرحيات من بينها "عائلة ونيس" و"اليهودي التائه".

وخاض تجربة الإخراج المسرحي ومن بين أعماله هذه "زيارة السيدة العجوز" و"شهرزاد".

وكان آخر عملين ظهر فيهما مسلسل "أبواب الخوف" و"همس الجذور" في 2011.

وكان راتب الذي نال الكثير من الجوائز في مصر والخارج، متزوجا من ممثلة ومنتجة فرنسية. وقلدته السلطات الفرنسية العام 2006 وسام الشرف من رتبة فارس.