الرئيس الموريتاني: الإخوان دمروا دولا عربية ويجب منعهم من تدمير موريتانيا

حث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الناخبين الموريتانيين على عدم التصويت للوائح الإسلاميين في الانتخابات المقررة السبت، وقال إنهم خطر على استقرار البلد وعلى ديمقراطيته.

وقال الرئيس الموريتاني في ختام الحملة الانتخابية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية أمام الآلاف من أنصاره إن “هدفنا في هذه الانتخابات تخليص البلد من التطرف والفساد ومن عدة أحزاب تشكل خطرا على البلد لأنها متطرفة وتلبس عباءة الإسلام السياسي”.

كما حذر من الأحزاب الإسلامية وخطورتها داعيا إلى “تحصين الدولة والمجتمع والدين”.

وتشهد موريتانيا اليوم السبت انتخابات تشريعية ومحلية وجهوية، في وقت تحتج فيه المعارضة المتشددة على شرعية اللجنة الانتخابية.

ويشارك عدد قياسي من الأحزاب يصل إلى 98 حزبا سياسيا في هذه الانتخابات التي دعي إليها أكثر من 1.4 مليون ناخب مسجل. وتم تحديد يوم 15 سبتمبر لإجراء جولة الإعادة في حال عدم حسم النتيجة من الجولة الأولى.

وحذر ولد عبدالعزيز الموريتانيين من التصويت لصالح الإسلاميين المشاركين في الانتخابات، وقال إنهم «مجموعة من المتطرفين فككوا بعض الدول العربية ودمروها، وبالتالي يجب سد الباب أمامهم»، قبل أن يضيف أن هذه “ليست اتهامات وآراء، إنها وقائع حدثت على الأرض في الدول العربية التي حدثت فيها ثورات قادت إلى صعود تلك الأحزاب المتطرفة”.

وأوضح ولد عبدالعزيز أن جماعة الإخوان المسلمين “عبارة عن شبكة من الأحزاب السياسية التي تنسق في ما بينها، وتشكل خطرا على دولتنا، فالجميع يعرف النتيجة التي تسبب فيها هؤلاء في بعض الدول العربية، التي تفككت مع أنها كانت أقوى وأغنى من موريتانيا واليوم لم تعد موجودة، وبالتالي يجب على الموريتانيين أن يكونوا حذرين”.

وأشار ولد عبدالعزيز إلى أن الإخوان المسلمين والحزب الذي يمثلهم في موريتانيا “يتقمصون الإسلام من أجل تحقيق أهداف سياسية، إنهم يتخذون الدين وسيلة وجسرا للوصول إلى السلطة، وقد تسببوا في فشل العالم العربي وشوهوا سمعة الإسلام”. وأضاف أنه “لا وجود لحدود فاصلة بين ما نسميه الإسلام السياسي والإسلام الذي ينتهجه المتطرفون والإرهابيون، اليوم سياسيون يمارسون السياسة ويرتدون ربطات عنق، وفي اليوم الموالي يحملون الأسلحة”.

ويقصد ولد عبدالعزيز بتحذيراته حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية”، المعروف اختصارا تحت اسم “تواصل”، وهو حزب سياسي تم الترخيص له قبل عشر سنوات، ويتخذ من “جماعة الإخوان المسلمين” مرجعية له.

وأكد ولد عبدالعزيز أمام العشرات من الصحافيين في باحة قصر المؤتمرات بنواكشوط، أن جماعة الإخوان المسلمين تسببت في “دمار بلدان عربية عدة، كانت أقوى وأغنى من موريتانيا”، محذرا من فوزها في الانتخابات؛ لأن ذلك يشكل خطرا كبيرا على موريتانيا وأمنها واستقرارها.

ووصل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز إلى السلطة في 2008 عبر انقلاب وانتخب مرتين في 2009 و2014 في أقصى عدد ولايات مسموح به وفقا للدستور.

وأكد ولد عبدالعزيز الخميس عدم نيته تعديل الدستور من أجل الترشح لولاية رئاسية ثالثة، وقال في مؤتمر صحافي بنواكشوط “لقد تحدثت كثيرا عن قضية المأمورية (الولاية الرئاسية) الثالثة، أقول لن أعدل الدستور من أجل المأمورية الثالثة، وقد أكدت ذلك في أكثر من مرة”.

والسبت الماضي اتهم “المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة” (أكبر ائتلاف معارض) ولد عبدالعزيز بالتخطيط للبقاء في السلطة لولاية رئاسية ثالثة.
ويتهم معارضون موريتانيون الإخوان بالسعي إلى إخراج البلاد من هويتها الدينية المعتدلة التي تنبني على المذهب المالكي، وجر الشباب الموريتاني إلى اعتناق أفكار متشددة، والولاء لدول مثل تركيا وقطر.

وقد بادرت موريتانيا إلى قطع علاقتها بقطر في 2017 معلنة دعمها لخطوة وقوفها إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر في دعوتها للدوحة إلى القطع مع الإرهاب ووقف تمويله ودعمه سياسيا.