مليشيا الحوثي تحوّل ضريح الصماد إلى مزار محاكاة لأضرحة شيعية في العراق وإيران

حولت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ضريح رئيس ما يسمى "المجلس السياسي" التابع لها الصريع صالح الصماد بالعاصمة صنعاء، إلى مزار "طائفي" لعناصرها وأنصارها، في شكل مماثل لما يحدث لأضرحة "شيعية" في كربلاء وقم بالعراق.

وأثار دفن القيادي البارز في صفوف المليشيات الحوثية الصريع صالح الصماد في مكان الجندي المجهول بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، سخطاً واستنكاراً واسعاً في الشارع اليمني، الذي اعتبره استفزازاً ومحاولة انتقامية من رموز ثورة 26 سبتمبر المجيدة، ضمن المحاولات المليشيا الساعية إلى إعادة النظام الكهنوتي الرجعي الذي أسقطه الشعب اليمني في 26 سبتمبر 1962 وتلاه فك الثوار السبتمبريين من الثوار الأحرار لحصار صنعاء الذي فرضه أجداد "الحوثيين" ومن يعرفون ب"الملكيين"، في محاولة لإسقاط صنعاء من قلب ميدان السبعين، حيث يمثل الجندي المجهول نقطة فاصلة ومشرقة في تاريخ اليمن ويحوز مكانة في قلوب اليمنيين.

وكشفت مصادر خاصة لوكالة خبر، بأن مليشيا الحوثي أسست ضريح الصريع صالح الصماد منفردًا بأكثر من 12 مليون ريال.. ويقع القبر في الجهة الغربية من ميدان السبعين عند ضريح الجندي اليمني المجهول، الذي يعد لدى اليمنيين أحد رموز النظام الجمهوري.

وأوضحت المصادر أن المليشيا الكهنوتية قامت بتزيين الضريح بالرخام الفاخر والزجاج الأخضر بطريقة هندسية، كما عملت على تطريزه بالمصابيح الخضراء، المضاءة على مدار الساعة في الوقت الذي لاتزال الكهرباء مقطوعة عن كل أبناء الشعب اليمني في منازلهم والأحياء السكنية منذ أكثر من ثلاث سنوات، بالإضافة إلى نهب المليشيا لرواتب الموظفين منذ أكثر من عامين.

ولفتت المصادر أن المليشيا رصدت ميزانية شهرية تصل إلى 10 آلاف دولار، لحراسة ضريح الصريع الصماد ومرافقيه وإنارة وصيانة ضريحه الذي حولته لمزار لأتباعها وقياداتها في سياق سعيها لتمجيده وتسويقه في أوساط اليمنيين باعتباره رمزاً وطنيّاً.

وطبقاً للمصادر، فإن العشرات من عناصر المليشيا الكهنوتية والموالين لها يقومون بشكل يومي بزيارة الصريع صالح الصماد، في مشهد غريب عن الشعب اليمني ويخالف اعتداله ووسطيته ورفضه لانتهاج العبودية والصنمية التي تحاول مليشيا الحوثي جاهدة إضفاء القدسية لقياداتها كالصريعين صالح الصماد ومؤسس الجماعة الأكبر حسين الحوثي، وزعيمها الأصغر عبدالملك الحوثي.

ولفتت المصادر أن توجيهات عليا حوثية صدرت لعناصرها وانصارها، كما أجبرت المسؤولين المحليين والموظفين في المؤسسات الحكومية على زيارة قبر الصريع الصماد خلال الأعياد وما يسمى الأسبوع السنوي للشهيد، في محاولة لطي تاريخ "الجندي المجهول"، ذلك النصب التذكاري الخالد في قلوب اليمنيين، لأنه يرمز لثوار قدموا أرواحهم من أجل قضية ومشروع وطني جامع، بعكس الصرعى من قيادات المليشيا الذي قتلوا في سبيل مشروع كهنوتي تمييزي عنصري وتنفيذا لأطماع إقليمية مشبوهة عابرة للحدود.

وأقدمت مليشيا الحوثي، مؤخرا، على تغيير اسم مستشفى الشهيد العلفي، أحد ثوار 26 سبتمبر المجيدة في مدينة الحديدة، وقامت بإزالة صور ومقتنيات ثوار 26 سبتمبر التي قضت على الحكم الإمامي من "المتحف الحربي" بصنعاء، وعلقت بدلًا عنها صوراً ومقتنيات لصرعى من قياداتها البارزه من بينها الصريع حسين الحوثي، وقيادي آخر يدعى القحوم.

وتحاول قيادة مليشيا الحوثي أحفاد "الملكيين" والنظام الإمامي الكهنوتي، على قدم وساق، طمس ومحو كل تذكار أو نصب تاريخي يتعلق بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي أنهت نظامها الرجعي المتخلف البغيض وعمدت إلى إحلال بديل عنه بآخر من أضرحة الصرعى من قياداتها التي قضت في سبيل تحقيق مشروعها الظلامي في مسعى تهدف لتحويله كذكرى خاصة بها.