معلومات تكشف عن تحالف بين الحوثيين والقاعدة برعاية قطرية وصفقات تبادل الأسرى تفضح حقائق جديدة (تفاصيل)

أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، أواخر يونيو الماضي، سراح عدد من عناصر تنظيم القاعدة من أحد السجون التابعة لها.
 
وقالت مصادر استخباراتية لوكالة "خبر"، إن مليشيا الحوثي أطلقت سراح تلك العناصر بتاريخ 25 يونيو/ 2018، من سجن البحث الجنائي في محافظة عمران، وقامت بعملية تبادل للأسرى مع تنظيم القاعدة في البيضاء.
 
وأكدت المصادر أن عملية تبادل الأسرى وإطلاق سراح قيادات أخرى من القاعدة كانت بتوجيهات قطرية.
 
وكانت أطلقت مليشيا الحوثي في شهر أبريل الماضي سراح 18 شخصا من عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي في محافظة البيضاء.
 
ولم يكن إطلاق سجناء القاعدة من سجن البيضاء المركزي الذي تديره مليشيا الحوثي المسيطرة على أكثر من ثلثي مديريات محافظة البيضاء أول تصرف مشبوه يلقي بظلاله على طبيعة العلاقة – المصبوغة بالعداء المشكوك في جديته - بين الجماعات الدينية المسلحة بمختلف مسمياتها ومذاهبها في المحافظة الواقعة وسط اليمن.
 
واستحدثت جماعة داعش الإرهابية معسكرات على العلن في منطقة قيفة بالبيضاء، تحت مرأى ومسمع من المليشيا الحوثية، إلا أن الأخيرة لم تقم حتى بإطلاق قذيفة أو رصاصة واحدة صوب تلك المعسكرات، الأمر الذي يؤكد العلاقة الحميمية بين الجماعتين.
 
وبحسب مصادر خبر فإن عناصر داعش التي وصلت البيضاء، تدعم وتنسق لوجستيا وعسكريا مع مليشيا الحوثي في جبهات القتال الدائرة وسط اليمن.
 
فالعلاقة طويلة من التعاون المشترك، ومن السذاجة الاعتقاد بأنها ناتجة عن علاقات قبلية وشخصية على الأرض في مناطق نائية، وتعد امتداداً لتدخلات إقليمية ودولية لاسيما من قبل دولتي إيران وقطر، وهي بذلك تخالف بنود اتفاق الرياض الموقع عام 2013 بين دول الخليج وقطر الذي كان أحد أهم جوانبه "عدم تقديم الدعم لأي جماعة في اليمن تخرب العلاقات الداخلية أو تشكل خطراً على الدول المحيطة" فكان ذلك أحد أسباب المقاطعة التي انتهجتها دول المقاطعة العربية.
 
وكشفت المصادر، عن تنسيق بين الحوثيين والقاعدة لتنفيذ عمليات إرهابية، لإعادة ترتيب صفوف مليشيا الحوثي في البيضاء إثر الخسائر الميدانية الثقيلة التي تتلقاها من القوات الحكومية وأبناء القبائل بإسناد من التحالف العربي.
 
وهذا يقودنا إلى البحث عن طبيعة الوشائج بين الجماعات المسلحة والمتطرفة مثل جماعة الحوثيين والقاعدة وداعش في محافظة البيضاء، ما يسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين الرعاة الدوليين، وهذا يجترنا إلى عدم إسقاط فكرة دور الصراع الإقليمي فيما يجري استناداً إلى تقارير رسمية دولية وشهادات ووثائق تؤكد ذلك.
 
وكان اللافت ظهور الجماعات التكفيرية المفاجئ في غير محافظة يمنية، قبل اجتياحها من قبل مليشيا الحوثي، فهي الذريعة التي أوصلت المليشيا الحوثية من البيضاء وصولاً إلى عدن.
 
وللأمر علاقة بإصرار الحوثيين على إقحام اسم محافظة البيضاء فيما سمي باتفاق السلم والشراكة عقب اجتياح صنعاء، حيث أفرد الاتفاق البند الثامن منه لضرورة سيطرة مليشيا الحوثي على البيضاء بذريعة (القضاء على الجماعات التكفيرية) ملزماً الحكومة حينها بدعم المليشيا، فكان لها ذلك، والذي اتضح فيما بعد أن الوصول إلى البيضاء كان تمهيداً لاجتياح المحافظات المجاورة لها.
 
ومع أن نشاط الجماعات المتشددة انخفض كثيراً بطرد عناصرها من مدينة رداع بعد سيطرتهم عليها إبان ما يسمى "الربيع العربي"، ثم حملة عسكرية تكونت من وحدات عسكرية متخصصة مسنودة بسلاح الجو اليمني انتهت في فبراير 2013م، لكنها عادت للظهور بشكل مثير للانتباه ونفذت جرائم اغتيال شخصيات بتفجير عبوات ناسفة داخل مدينة رداع قابله تفجير عبوات ناسفة واغتيال متهمين بالانتماء للقاعدة من قِبل من تبين لاحقاً أنهم قياديون في مليشيات الحوثي.
 
استخدام العبوات الناسفة محلية الصنع جانب مهم لكشف العلاقة الخفية بين الحوثيين والقاعدة، ويمكن القول إنها أحد جوانب "تبادل الخبرات" بين الجماعات المسلحة، فما اشتهر به تنظيم القاعدة أضحى أكثر شهرة ودموية مع مليشيا الحوثيين، فهي تستخدم العبوات الناسفة في جميع الجبهات وعلى جوانب الطرقات في المحافظات مستهدفة آليات الجيش والمقاومة وحتى المدنيين الذين كان لهم نصيب الأسد من عبوات الموت الحوثية الناسفة.
 
ومن النماذج المبرهنة للعلاقة بين الحوثيين والقاعدة ثم بعد ذلك داعش آخر الجماعات الإرهابية المتواجدة في محافظة البيضاء، هو التناغم بين ظهور تسجيلات فيديو للقاعدة وداعش لعمليات ذبح، وبين انكسار الحوثيين، فتنشر وسائل إعلام الحوثيين عمليات ذبح وسحل وتمثيل بجثث أسرى حوثيين، كلما ضاق الخناق على مليشياتهم في معاركها مع قوات الجيش أو مواجهاتها مع أبناء القبائل أو حتى ارتفاع منسوب التذمر منها ومن تصرفات مليشياتها الدموية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق المدنيين، فتأتي تلك المشاهد المفزعة طوق نجاة للمليشيا من هزائمها وانتكاساتها وإكسابها تعاطفاً لا تستحقه، وإظهار جميع أنواع المقاومة في البيضاء لاسيما في قيفة أنها عمليات إرهابية ما يكسبها التأييد والانضمام.
 
لكن قبل ذلك وبعده، يظل السؤال الأهم: كيف أصبحت البيضاء وتحديداً مديريات قيفة معقل الحوثيين والقاعدة وداعش في الوقت نفسه؟!!
 
ولتوضيح ذلك، يجب تسليط الضوء على الدور القطري في المنطقة، فقطر ليست بمنأى عما يجري في اليمن والبيضاء أنموذج لطبيعة دورها، فالعلاقة الوطيدة التي تربطها بجماعة الحوثيين ليست بخافية على أحد، أما تمويلها للجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا واليمن ومصر عبر الجمعيات الخيرية وتقديم أموال (الفدى) لتحرير الرهائن، فقد أصبح حديث صناع القرار في الإقليم.
 
وتجدر الإشارة هنا إلى جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي التي عقدت بشهر مايو الماضي، لشهادة الدكتور ديفيد واينبرغ، أحد أشهر خبراء الإرهاب وتمويله، وقد قدم في شهادته أمام اللجنة الفرعية للإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الإرهابيين استفادوا في اليمن وسوريا من ملايين الدولارات التي وصلتهم من قطر في شكل "فدية"، مطالبا لجنة الكونجرس بالتوصية بوقف دفع الدول فدية للإرهابيين لأنها مصدر تمويل غير مباشر. كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نهاية يناير 2017، تقريراً أشارت فيه إلى أن المخابرات الأمريكية قد عثرت في عملية الإنزال لقوات المارينز الأمريكية في يكلا التابعة لمحافظة البيضاء بتاريخ 29 يناير 2017 على وثائق تدين تورط قطر في دعم تنظيم القاعدة.