واشنطن بوست: اليمن يتضور جوعاً بسبب الحصار وعلى البيت الأبيض التدخل فوراً

*افتتاحية "واشنطن بوست":

لقد مضى أسبوعان على فرض المملكة العربية السعودية حصارا بريا وبحريا وجويا على اليمن، وهي دولة دمرت بالفعل منذ أكثر من عامين ونصف العام بالقصف السعودي. وكانت اليمن تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم قبل الحصار حيث نحو 7 ملايين إنسان على وشك المجاعة، بينما أُصيب أكثر من 900 ألف بالكوليرا. وقد ازدادت هذه الظروف الآن سوءا - ومع ذلك، فما زال السعوديون يصرون على حصارهم، الأمر الذي يستدعي تدخلاً من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي دعمت القيادة السعودية لفترة طويلة.

 

ويعتمد اليمن، الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 28 مليون نسمة، للحصول على 90% من احتياجاته الأساسية، ومن ضمن ذلك الغذاء والدواء، على الخارج، وتحديداً عبر ميناء الحديدة، الذي يقع قرب العاصمة صنعاء. وفرضت السعودية حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على اليمن عقب إطلاق صاروخ على الرياض سقط قرب مطار الملك خالد، واتهمت السعودية إيرانَ بتزويد الحوثيين بهذا النوع من الأسلحة، إلا أن مراقبي الأمم المتحدة يقولون إنه لا دليل مقنعاً على هذه الادعاءات.

 

ورفع المسؤولون التابعون للأمم المتحدة حالة الطوارئ عقب فرض السعودية حصارها الأخير على اليمن، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن 2.5 مليون شخص يعيشون في صنعاء والحديدة ومدن أخرى فقدوا القدرة على الحصول على مياه الشرب النظيفة بسبب نقص الوقود، كما يتعرض نحو مليون طفل لخطر الإصابة بوباء الدفتيريا، بسبب عدم توافر اللقاحات الموجودة في سفن تابعة للأمم المتحدة منعت من الدخول.

 

وقالت رشا محرز، مديرة عمليات إنقاذ الطفولة في اليمن، إن العديد من المحافظات تنخفض فيها أيام تشغيل مطاحن الدقيق، وقد تتوقف لمدة خمسة أيام متتالية بسبب نقص الوقود، وهذا يعني أن هناك الملايين من الناس سوف يعانون من نقص المواد الغذائية والجوع. وأضافت محرز: "لقد أدى الحصار إلى قطع شريان الحياة على اليمن".

 

وسمحت السعودية، الأسبوع الماضي، باستيراد كميات محدودة من المساعدات الإنسانية عبر ميناء عدن الجنوبي الذي يخضع لسيطرة التحالف، إلا أن ذلك ليس كافياً، وهو ما دفع بثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، وهي منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة "اليونيسف"، إلى إصدار بيان مشترك، الخميس الماضي، حذروا فيه من استمرار إغلاق الموانئ البحرية والجوية، مؤكدين أن ذلك يمكن أن يقود إلى حالة كارثية.

 

ويقول مراقبون إن السعوديين ينتهكون قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2015 بشأن اليمن، والخاص بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

 

لقد اعترضت إدارة ترامب من خلال وزارة الخارجية على الحصار المستمر، ودعت إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا إعاقة، لكن الكثيرين يعتقدون أن البيت الأبيض يتسامح مع الجريمة إن لم يكن يشجعها، فحتى قبل وقت قصير من إعلان السعودية حصارها لليمن، زار جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السعودية والتقى حتى وقت متأخر من الليل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، فحتى لو لم يكن كوشنر على علم بهذا الدمار الذي سببته السعودية في اليمن، فإن البيت الأبيض مطالب بوضع حد للحصار السعودي، وينبغي أن يتصرف فوراً، وإلا ستكون واشنطن متواطئة في جريمة ضد الإنسانية.