حصري: تعز ساحة لتصفية الحسابات (تفاصيل)

استكمل العدوان مرحلة إعداد التشكيلات العسكرية التي ستشكل قوات ما يسمى "الحزام الأمني" والذي يسعى الى فرض امر واقع في مدينة تعز بأدواته من الكتائب والمجاميع المسلحة الموالية له، كما هو الحال في المحافظات الجنوبية.

قرار تشكيل قوات "الحزام الأمني" في تعز، جاء على غرار "الحزام الأمني" الموجود جنوب البلاد، ليتولى السيطرة الكاملة على المقرات الحكومية والأمنية والعسكرية ولتمديد نفوذ سيطرتها وتحقيق مصالحها وتقليص نفوذ الفصائل والتشكيلات العسكرية لما يسمى "المقاومة الشعبية" و"الجيش الوطني" الموالية لحزب الإصلاح "اخوان اليمن" الذي يتمتع بنفوذ في احياء ومناطق عديدة بمدينة تعز.

ولم يخفي حزب التجمع اليمني للإصلاح معارضته لهذه الخطوة بتشكيل "الحزام الأمني" في مدينة تعز واعتبر ذلك إنقلاب على حكومة الفار هادي ويقوض جهود القوات الموالية له في المدينة التي تعيش منذ أكثر من عامين وسط فوضى أمنية.

وقالت مصادر أمنية لوكالة "خبر"، ان العدوان جهز تشكيلات عسكرية مكونة من ثلاثة آلاف مجند، تلقوا تدريبات في معسكرات تابعة له في إريتريا وفي معسكرات تدريبية في عدن، وتطلق عليها قوات "النخبة التعزية"، وتعمل حاليا على الدفع بها لتشكيل الحزام الأمني المذكور بمدينة تعز والتي تسيطر عليها - فصائل مسلحة مختلفة ومتعددة الولاءات - موالية للعدوان.

وأضافت، أن تحالف العدوان أنشأ مؤخراً ما يسمى بـ "لواء العصبة" بقيادة رضوان العديني، ليكون بديلاً عن كتائب أبو العباس، وتم اعتماده ضمن قطاع المنطقة العسكرية الرابعة والذي يتلقى افرادها الدعم المالي والعسكري من العدوان.

من جهتها ذكرت مواقع محلية موالية للعدوان، أن الفار هادي قرر، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تشكيل قوة عسكرية بمحافظة تعز أطلق عليها قوات الحماية الرئاسية اللواء الخامس ومقرها مدينة تعز يقوده القيادي في كتائب حسم "عدنان زريق" والمقرب من حزب الإصلاح.

واعتبر مراقبون، قرار الفار هادي بتشكيل تلك القوات في تعز تأكيداً للخلافات الحادة بين فصائل موالية للعدوان، مشيرين الى ان القرار يعد خطوة مضادة.

وأكدوا، ان قرار هادي رسالة ومؤشر بجعل تعز ساحة لتصفية الحسابات بين الفصائل الموالية للعدوان والمنقسمة الولاءات لدول اقليمية مشاركة للعدوان.

ولفتت مصادر وكالة خبر، أن ما يسمى "لواء العصبة" بقيادة رضوان العديني سيتولى عملية إنشاء الحزام الأمني في تعز وذلك بعد أكثر من أسبوعين من إدراج أبو العباس من قبل دول العدوان الداعمة له في قائمة المتهمين بالإرهاب.

وأوضحت، أن العديني كان يعد من المقربين من قائد كتائب أبو العباس "عادل فارع" كان تم استدعاؤه مؤخراً مع قيادي آخر من كتائب أبو العباس السلفية، إلى مقر قيادة قوات تحالف الغزو والاحتلال في مدينة عدن لمناقشة إنشاء ما يسمى بـ "الحزام الأمني" في تعز.

وكانت باغتت مقاتلات تحالف العدوان قبل أيام قصفها مواقع قوات ما يسمى اللواء 22 ميكا ومجاميع المرتزقة المنتمية لحزب الإصلاح "الاخوان" في اعلى قمة جبل العروس الاستراتيجي بجبل صبر، أحد اهم المواقع المطلة على مدينة تعز والذي يبعد كثيراً عن مناطق سيطرة قوات الجيش اليمني واللجان أو مناطق المعارك، بـ 3 ضربات موجعة أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم.

واكدت مصادر محلية لوكالة "خبر"، أن هذه الغارات - متعمدة - ورسالة واضحة وعلنية لحزب الاصلاح والقوات التابعة له ولكل من سيحاول الوقوف امام خطوة تشكيل "الحزام الأمني" في مدينة تعز.

وتسيطر فصائل وكتائب مسلحة وتشكيلات عسكرية مختلفة موالية لعدة دول مشاركة في تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على عدة أحياء ومناطق بمدينة تعز والتي تشهد اشتباكات "بينيه" ومسلسل اغتيالات غير مسبوق وصراع ملحوظ على النفوذ والسيطرة وجباية الأموال منذ عامين.

وأفاد مصدر استخباراتي لوكالة "خبر"، أن عناصر"أنصار الشريعة" تنظيم القاعدة" المدعوم من قطر وكتائب أبو العباس السلفية "حماة العقيدة" التي يقودها "عادل فارع" المدعوم من العدوان يسيطر عناصرهما على حي الجمهوري وقسم الشرطة وحي بئر باشا وبعض الاحياء المحيطة بالمستشفى العسكري ومدينة تعز القديمة وتتضمن عدة حارات واقعة أسفل قلعة القاهرة وطرف وادي المعسل وفي حي الاجينات والتحرير الأعلى والاسفل، ويعد حي الجمهوري، بمديرية القاهرة، المركز الرئيس لتنظيم القاعدة الذي حول مدرسة ثانوية تعز الكبرى معسكرا لمجنديه، خصص قسم شرطة الجمهوري واحد المباني المجاورة له - محكمة خاصة - ومستشفى الجمهوري لعلاج عناصر التنظيم.

وأضاف المصدر، أن كتائب أبو العباس السلفية تسيطر على احياء ومناطق في أطراف الجحملية والهريش، وساحة الحرية والأربعين والدحي، كما يتواجد عناصر أنصار الشريعة "القاعدة" في حي المطار القديم وتباب التحرير الاسفل، واعلى معسكر اللواء 35 مدرع غرب مدينة تعز.

وتتوزع عدة أحياء ومناطق مشتركة مترابطة من مدينة تعز السيطرة لفصائل مسلحة ومجاميع متطرفة موالية للعدوان مثل كتائب حسم ولواء الصعاليك وكتائب التوحيد المنشقة عن كتائب أبو العباس وقوات الواء 170 دفاع جوي التي يقودها العقيد معاذ الياسري، المقرب من قائد ما يسمى "المقاومة" الشيخ حمود المخلافي المقيم في تركيا.

ولفت المصدر، أن كتائب حسم التي يقودها عدنان زريق المقرب من حزب الإصلاح اتخذت من مدرسة الشعب ومكتبة السعيد مقر لها وتسيطر على الحرم الجامعي ومنطقة حبيل سلمان، فيما يسيطر ما يسمى "اللواء 22 ميكا" الذي يقوده العميد صادق سرحان، الموالي لحزب الإصلاح على حيي المسبح والروضة.

وطبقا للمصدر، فإن تنظيم "داعش" الممول والمدعوم من السعودية تركز انتشار عناصره التي ترتدي الزي للتنظيم المتميز بلونه الأسود والمشابه لزي المجاهدين الأفغان في أحياء "حوض الاشرف والمدينة القديمة والمجلية وسوق الصميل والكوثر والجحملية وباب موسى" في مدينة تعز وتوجد له نحو 11 مقرا ومعسكرا سريا.

واستغل تنظيما القاعدة وداعش والكتائب المتطرفة البارزة التي تقاتل في صفوف مرتزقة العدوان الأحياء الشعبية والقديمة من المدينة ذات الكثافة السكانية، ووجدت فيها بيئة خصبة لتجنيد الشباب والعاطلين عن العمل واستقطابهم في صفوفها في ظل الظروف المعيشية الصعبة للمواطن منذ بدء العدوان على اليمن في 26 مارس 2015 وعدم تسلم الموظفين الرواتب لما يقارب العام.

إقرأ المزيد: