اميركان كونزيرفيتف: تجويع اليمنيين لم يتوقف

قال التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إنه سيواصل فرض الحصار على طريق المساعدات الرئيسية - ميناء الحديدة - حتى يضمن أن الحوثيين وحلفائهم لا يستطيعون استخدامها لادخال الأسلحة.

 

وكان التحالف قد اغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية الى اليمن الاسبوع الماضي اثر اعتراض صاروخ اطلق الى العاصمة السعودية قائلا انه اضطر الى وقف تدفق الاسلحة الى الحوثيين من ايران.

 

إن إبقاء ميناء الحديدة مغلقا حتى لفترة قصيرة يضمن أن العديد من اليمنيين الأبرياء سيموتون من الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها. ميناء الحديدة هو الميناء الرئيس للبلاد وشريان الحياة بالنسبة لمعظم السكان، وبالتالي إبقائه مغلقا سيكون له عواقب وخيمة على الملايين من الناس. ولا يحق للتحالف أن يملي شروطا لفتح الميناء، وطالما أبقوا الميناء مغلقا فإنهم ينتهكون القانون الدولي ويزيد احتمال وقوع خسائر هائلة في الأرواح بسبب المجاعة.

 

ان تعزيز عمليات التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة سيعني ان العملية البطيئة جدا لادخال الامدادات الحيوية ستصبح اشد بطأ مما كانت عليه. وهذا من شأنه أن يجعل الغذاء والدواء مكلف للغاية بالنسبة لمعظم السكان. وقد قام التحالف بالفعل بمنع او تأجيل أو تحويل شحنات المواد الغذائية والادوية التي وافقت عليها آلية التحقق التابعة للامم المتحدة.

 

ومن الواضح ان وقف شحنات الاسلحة هو مجرد ذريعة. لقد استخدموا الحصار لمحاولة اخضاع اليمنيين منذ سنوات، وسوف يستمرون في ذلك حتى لو أعيد فتح الميناء. ومن أجل معالجة الأزمة الإنسانية في اليمن على نحو فعال، يجب رفع الحصار بشكل كامل، ويجب ألا يكون هناك مزيد من التدخل في إيصال المساعدات.

 

الكارثة الإنسانية في اليمن تزداد سوءا

ولاحظت إيونا كريغ في تقريرها الذي نشرته في صحيفة "الغارديان" عن الظروف المروعة السائدة في جميع أنحاء اليمن، أن التقدم المحرز في مكافحة وباء الكوليرا يتعرض للخطر بسبب تشديد الحصار.

 

وبدون المعالجة المجانية للكوليرا والمعونة الإنسانية الأساسية، تحذر الوكالات الدولية من أن العديد من الأطفال اليمنيين سوف يعانون كثيرا.

 

وانتشر وباء الكوليرا في اليمن بشكل سريع مسجلا أكثر من 900،000 اصابة في أقل من سبعة أشهر، مما جعله اسرع انتشارا وأسوأ وباء من نوعه في التاريخ الحديث. وقد تباطأ انتشار المرض في الأسابيع الأخيرة، واعتقدت جماعات الإغاثة أنه في نهاية أوجه، ولكن تشديد الحصار يعني أن إمدادات الأدوية اللازمة لعلاج المرض والوقاية منه قد توقفت. ومن شأن ذلك أن يزيد من صعوبة إبقاء وباء الكوليرا قيد الفحص، كما أنه يزيد من صعوبة مكافحة الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها. ومع تفاقم أزمة الغذاء في البلاد، فإن الناس الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية سيكونون أكثر عرضة للمرض، ومن المرجح أن يموتوا بسبب المرض.

 

إن التحالف الذي تقوده السعودية المدعوم من الولايات المتحدة ليس مسؤولا عن تفاقم هذه الأزمات فحسب، بل مسؤولون إلى حد كبير عن المساعدة على خلقها.

 

وقد اجتمعت الأضرار التي لحقت بمحطات المعالجة والعديد من المستشفيات والعيادات والشبكة الكهربائية في البلاد من خلال حملة القصف العشوائي التي قام بها التحالف، لخلق كابوس في مجال الصحة العامة في الوقت الذي كان الملايين على وشك المجاعة.

 

إن الآثار التراكمية لسنتين ونصف من الحرب الفاشلة تسببت معاناة عميقة لملايين من الأبرياء. ولم يفت الأوان بعد لوقف الحرب ورفع الحصار لمنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح، ولكن القيام بذلك يتطلب تغييرات فورية وهامة في الاستجابة الدولية لأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

 

*صحيفة "اميركان كونزيرفيتف"
دانيال لاريسون