يمنية تساند زوجها العالق في مصر بعد إغلاق المنافذ: بعت ذهبي وذهب ابنتي

محمد ونوال زوجان يمنيان ووالدان لخمسة أطفال، لكن محمد وبعد أشهر من رحلة علاج في القاهرة لا يستطيع مغادرة مصر اليوم للعودة إلى بيتهما في محافظة إب وسط اليمن بعد قرار التحالف العسكري بقيادة السعودية إغلاق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن.

محمد مزاحم، صحفي يمني أنهى رحلة علاج من السرطان امتدت نحو 8 أشهر في مصر، كان على وشك العودة إلى عائلته يوم الاثنين لكنه وجد نفسه عالقا في القاهرة "في وضع مأساوي".

بي بي سي عربي تحدثت مع محمد ونوال، مدرسة اللغة الانجليزية، المقيمة في الطرف الآخر من البحر الأحمر، في محافظة إب.

تقول نوال: "أشعر بالخوف من أن يعلق زوجي في مصر لفترة أطول، وهو مريض أصلا"، مضيفة: "أطالب الأمم المتحدة أن تجد حلا لهذا الوضع".

وكحل مؤقت، قامت نوال ببيع أغلى ما امتلكته هي وابنتها منذ زواج كل منهما لتتمكن من إرسال المال لمحمد العالق في مصر والذي "نفدت موارده المالية".

تقول نوال: "بعت الحلي الذهبية التي أهديت لي يوم زواجي، وكذلك ذهب ابنتي الذي حصلت عليه عند زواجها، لأتمكن من إرسال المال إلى زوجي بسبب هذه الأوضاع".

"من دون عشاء... أحيانا"

اليمن دولة لا حدود برية لها إلا مع السعودية من الشمال، و سلطنة عمان من الشرق. لكن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أعلن الاثنين إغلاق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن.

ودعت الأمم المتحدة والصليب الأحمر قوات التحالف إلى إعادة فتح طرق مرور المساعدات الحيوية إلى اليمن حيث يعاني ملايين الأشخاص من المجاعة وخطر الأوبئة ومنها الكوليرا.

لكن نوال تصف الوضع الحالي بأنه أشبه بـ "الحصار المفروض على لقمة العيش"، فالرواتب، كما تقول، متوقفة منذ مدة وحتى المعونات التي كانت تصل للمعلمين من الخارج توقفت أيضا مع إغلاق المنافذ.

وتقول إنهم أحيانا يضطرون للاستغناء عن وجبة العشاء بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية.

"المعاناة مستمرة منذ زمن وتطورت هذه المعاناة اليوم؛ هذه ليست المرة الأولى التي تغلق فيها المعابر فكلما كانت هناك ضربة (جوية) تغلق المعابر، وكلما أغلقت المعابر ازداد الوضع سوءا وارتفعت أسعار المواد الغذائية لدرجة أننا لا نجد ما نسد به رمق أطفالنا"، كما قالت لبي بي سي.

لا يجد محمد العالق في مصر مبررا لمنعهم من المغادرة إلى بلدهم: "إذا كان مبرر التحالف منع دخول الأسلحة إلى اليمن، فنحن في أراض مصرية - ومصر إحدى الدول الأعضاء في قوات التحالف العربي - والطيران هنا لا يمكن أن يحمل أسلحة إلى اليمن".

ويطالب محمد بإيجاد "حلول سريعة" لوضعه ووضع "مئات اليمنيين" العالقين وغالبيتهم من المرضى والطلاب. ويوضح أنهم لم يحصلوا بعد على رد رسمي من سفارة بلدهم في مصر التي يطالبونها "بترحيلهم فورا إلى اليمن".

وحتى تشرين الثاني/ نوفمبر، كان مطارا عدن وسيئون المنفذين الوحيدين لاستقبال المدنيين ومنهم المرضى الذين كانوا يغادرون إلى دول مثل الأردن والهند وجيبوتي ومصر للعلاج، ذلك ان مطار صنعاء كان قد تم إغلاقه من قبل في وجه المدنيين.

وكان مطار عدن قد تعرض سابقا للإغلاق أكثر مرة جراء الاشتباكات الدائرة في منطقة المطار، ولكن كان يعاد افتتاحه بعد فترة قصيرة.

في هذه الأثناء، يقول محمد: "المدنيون هم وحدهم المتأثرون من هذا الوضع. المرضى معظمهم يعاني أمراضا مزمنة، والطلاب أكملوا دراستهم. أطالب بتحرك جاد قبل الوصول إلى كارثة".