كيف تصنع كوريا الشمالية صواريخها ومن يساعدها

على الرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة على بيونغ يانغ، إلا أنها لا تزال واحدة من أكبر منتجي وموردي الأسلحة في العالم، وما زالت تنتج الصواريخ الباليستية والقاذفات والمدفعية وقنابل يدوية وقنابل هجومية وبنادق وذخائر وغير ذلك.


ولم تؤد القيود الدولية المفروضة على كوريا الشمالية إلى انهيار هذه الصناعة، بل ذهبت إلى الظل فقط، وخلال هذا التقرير ترصد "سبوتنيك" من يسلح كوريا الشمالية، وكيف يسرت الولايات المتحدة ذلك.

 

سوق الظل:

بالإضافة إلى الفحم والمأكولات البحرية تعد الأسلحة التقليدية مصدرا هاما للمال لبيونغ يانغ، وعلى الرغم من أنه على المستوى الرسمي يمنع تصدير الأسلحة من هناك، إلا أن الوسائل غير القانونية تظل متاحة، وعلاوة على ذلك فإن ما يسمى "دول العالم الثالث" بحاجة ماسة لأسلحة كوريا الشمالية، لا سيما تلك المحظورة لتستطيع الحصول عليها دون إثبات رسمي.

 

ويقول الخبير العسكري يوري ليامين المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، إنه بعد فرض تلك العقوبات، أصبح من الصعب جدا تعقب سير هذه الأسلحة، ولم تتوقف بيونغ يانغ بالطبع عن بيعها، لكنها تستطيع عمل تمويه جيد لتجارتها، والمشترون أيضا حريصون على عدمم الكشف عن ذلك.

 

ويؤكد ليامين أن فرض الأمريكيين قيودا على بعض الدول، يؤدي بطريقة غير مباشرة لزيادة سوق أسلحة كوريا الشمالية.

 

وعلى الرغم من أن حجم الصادرات غير الرسمية للأسلحة في كوريا الشمالية يقدر بنحو 100 مليون دولار، فإنه لا أحد يعرف النطاق الحقيقي لتلك التجارة.

 

ويرى ليامين ان القيود الجديدة التي فرضت على كوريا الشمالية في عام 2017 يؤثر على صادرات كوريا الشمالية ما يحفز التجارة غير الشرعية، إذ سيحاول الكوريون كسب العملة بأي وسيلة كانت.

 

أسلحة مستنسخة:

كونستانتين ماكينكو نائب مدير المركز الروسي للتحليل الاستراتيجيا والتكنولوجيا يقول إن عملاء كوري الاشمالية ينجذبون إلى الأسعار المخفضة والموثوقية الجيدة، كما أن هذا البلد يصدر تقريبا كل ما ينتج من الأسلحة من قاذفات الصواريخ الآلية والصواريخ المتطايرة وأنظمة بنادق مستنسخة من كلاشينكوف السوفيتية أو النسخ الصينية منها.

 

كما تنتج كوريا لاشمالية بوفرة أسلحة المشاة بما في ذلك قاذفات الصواريخ والمدافع وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات والبنادق الهجومية وقاذفات قنابل يدوية وذخائر. وتجدر الإشارة إلى أن كوريا الشمالية اتخذت موقعا فريدا في تكنولوجيا القذائف في سوق الأسلحة، ففي ثمانينيات القرن الماضي استطاع المتخصصون في كوريا الشمالية استنساخ المجمع العملياتي التكتيكي السوفيتي "إر-17" (إلبروس)، مع صاروخ باليستي "8كي14" (سكود).

 

وقد اشترت نسخ صواريخ "سكود" دول مثل إيران وسوريا واليمن، ولم يتجاوز نطاق العينات الأولى 300 كيلومتر، لكن الكوريين تمكنوا من جعله يصل حتى 600 كل، ونتيجة لذلك تمكنوا من خلق الصواريخ متوسطة المدى "نودون" القادرة على تنفيذ مهمات على بعد 1300 كيلومتر، ويمكن تجهيز هذه الصواريخ بالرؤوس الحربية العادية أو الرؤوس النووية أو الكيميائية.

 

وفي الحرب الإيرانية العراقية وصلت أكثر من 90% من الصواريخ الكورية الشمالية التي أطلقتها إيران إلى أهدافها، مما يدل على نوعية عالية من الكفاءة، وفي وقت لاحق نسخت إيران صواريخ سكود الكورية الشمالية وأطلقت على نسختها اسم "شهاب — 3".


المثير في الأمر أنه وفقا للاتفاقات الدولية لا يمكن بيع أنظمة الصواريخ التي يزيد مداها على 300 كيلومتر، وبحكم عزلة بيونغ يانغ أصبح بمقدورها احتكار بيع هذا النوع من الأسلحة.

 

وقد رصدت من قبل نظم للصواريخ والمدفعية المضادة للسفن من تلك التي تنتجها كوريا الشمالية على متن سفن تابعة لميانمار، رسميا لم تذكر مثل هذه الصفقات، لك مظهرها من الخارج يؤكد أنها لا تختلف عن تلك المثبتة على القوارب الكورية الشمالية.

 

تفسير آخر لقوة كوريا الشمالية في الأسلحة، هو أنها تنتج بكثافة من اجل جيشها الخاص، إذ تضع الجيش على الاستعداد للحرب طوال الوقت، مع ملاحظة أن البلد ليس لديها مشكلة في الموارد، فهو غني بالمواد الخام والفحم والرواسب الأرضية النادرة اللازمة لإنتاج الإلكترونيات.