داعش يواصل توسعه في اليمن.. تدريبات لآلاف المقاتلين

نشر فرع تنظيم (داعش) بولاية البيضاء في اليمن، ألبوماً مصوراً لتخرج دفعة جديدة للمئات من مقاتليه، في معسكر خاص بالتنظيم في منطقة "قيفة" بمحافظة البيضاء (وسط البلاد).

 

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول مقاتلين من جنسيات أجنبية عدة إلى محافظة البيضاء، عبر محافظة أبين المجاورة، وتمدد التنظيم المتشدد وتوسيع خارطة تواجده.

 

وبث تنظيم داعش، الاثنين الفائت الموافق 9 أكتوبر / تشرين الاول 2017، ألبوما مصورا في موقع وكالة الانباء الإسلامية " الصوارم" التابعة له، تظهر تدريبات عسكرية للمئات من عناصره فيما أطلق عليه مسمى معسكر"الشيخ أبي محمد العدناني" المتحدث الرسمي للدولة الإسلامية "داعش" دولة الخلافة في الشرق الأوسط والملقب بـ"منجنيق داعش"، والذي قتل في شهر أغسطس 2016م جراء ضربة جوية للتحالف الدولي في ريف حلب السورية خلال تفقده مناطق الاشتباكات الدائرة بين عناصر التنظيم من جهة وفصائل المعارضة السورية المدعومة بالقوات التركية من جهة أخرى.

 

وتظهر الصور التي بثها موقع التنظيم الالكتروني المئات من عناصر التنظيم الملثمين بالأقنعة خلال تدريبات ميدانية وقتالية متنوعة انتهت بتخرج دفعة قتالية أطلق عليه اسم دفعة "الشيخ أبي بلال الحربي".

 

وتوضح الصور عناصر التنظيم وهم يمارسون التمرينات الجسدية ويتدربون على التسلق والقنص والرماية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشة على مختلف التضاريس في ملعب ترابي محاط بالجبال والأشجار والتي تكشف اكتساب مقاتليه مهارات عسكرية مختلفة.

 

كما توضح الصور العشرات من مقاتلي "داعش" يرتدون زياً عسكرياً شبيها بالزي الافغاني ومتطابقاً لكل مقاتليه أثناء التدريبات القتالية واقتنائهم لقناصات وأسلحة حديثة.

 

وكان بث تنظيم داعش - ولاية البيضاء، أول تقرير مصور له من ذات المعسكر للعشرات من عناصره اثناء تدريب المقاتلين الإنتحاريين (الإنغماسيين) في أواخر العام الماضي.

 

وذكر مفوض الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيليس دي كيرشوف في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية أن هناك حاليا نحو 2500 أوروبي يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" في سوريا والعراق بعضهم ينتقلون إلى مناطق أزمات أخرى مثل الصومال أو اليمن، متوقعا عدم عودة الكثير منهم إلى أوروبا.

 

وانفردت وكالة "خبر" في وقت سابق، بمعلومات من مصادر قبلية وسكان محليين بوصول عناصر أجنبية من تنظيم "داعش"، إلى منطقة قبلية تتوسط محافظتي مأرب والبيضاء.

 

في وقت ذكرت مصادر أمنية رفيعة، لوكالة "خبر"، ان تنظيم داعش وسع تمدده في الآونة الأخيرة، في مناطق يكلا والنقعة والعرار وعقبة زعج بالبيضاء. ولفتت المصادر إلى وصول المزيد من المسلحين المتشددين الأجانب مع اسرهم الى البيضاء، تدفقوا إلى اليمن عبر البحر العربي، وصولا إلى سواحل محافظة أبين الجنوبية.

 

في حين أكدت مصادر أمنية واستخباراتية رفيعة المستوى لوكالة "خبر"، أن أبرز معسكرات مقاتلي داعش في اليمن، يقع في منطقة (ولد ربيع) الرابطة بين محافظتي البيضاء ومأرب، وهو محاذ لمعسكر خاص بتنظيم القاعدة في منطقة يكلا.

 

وبجانب المعسكر المنشأ في المناطق المتاخمة لمحافظة مأرب من اتجاه الشرق، فتح التنظيم معسكر آخر من اتجاه الجنوب، وهو يحاذي محافظتي شبوة وأبين، في حين تمتد سيطرة عناصر تنظيم القاعدة من الجزء الغربي من منطقة يكلا وصولا إلى مدينة رداع مركز المحافظة.

 

ويتزعم مقاتلو "داعش" في تلك المناطق عنصرا سعوديا يكنى "أبو عامر الحربي"، ووصل إلى المكان رفقة ما يزيد عن 700 مقاتل متشدد، يحمل غالبيتهم الجنسيات المصرية والسورية والسعودية والأفغانية.

 

وكان تنظيم (داعش) اصدر في وقت سابق ألبوم صور فتوغرافية يوثق ويستعرض مشاركة عناصره رسمياً في المعارك، ضد وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية في احدى مناطق "قيفة" بمحافظة البيضاء، بعد أن ظلت عناصره تتخفى خلف عباءه ما تسمى "المقاومة الشعبية"، الموالية لحكومة المنفى وجماعة الإخوان في اليمن.

 

وعكس إعلان التنظيم الانخراط في العمليات القتالية المناهضة لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، تطورا خطيرا في مسار تواجده بمحافظة البيضاء، حيث اقتصر نشاط "داعش" العلني، خلال العامين الماضيين، على تدريبات قتالية في معسكرات تدريب سرية يوثقها بتسجيلات مصورة كان آخرها تسجيلاً مصوراً رقم (1) يوثق تدريبات ميدانية لعناصره في إحدى مناطق محافظة البيضاء نهاية مارس الفائت في معسكر أطلق عليه اسم "الشيخ أبي محمد الفرقان".

 

ويرى مراقبون أن استمرار الحرب التي يشنها تحالف العدوان بقيادة السعودية على اليمن، مكن داعش من العمل بهدوء وأريحية بعد إنشاء معسكرات خاصة للألاف من مقاتليه وضاعف قوته وعدم تعرضه لأي غارات بعكس ما تعرض له "القاعدة" من الطائرات بدون طيار الامريكية من حين الى آخر.

 

وحذر المراقبون من استعداد تنظيم داعش لشن هجمات مباغتة على مدن يمنية مستغلاً استنزاف وضعف طرفي الصراع في الداخل بسبب الحرب المتواصلة والضربات الجوية منذ 3 سنوات كما حدث في اجتياح مدينة الموصل في العراق.

 

وكانت تقارير صحفية دولية من ضمنها تحليل أجرته مجموعة الأزمات الدولية مؤخرا قال إن الحرب في اليمن مكنت المتطرفين من بناء قاعدة قوية في قلب الشرق الأوسط.