وزير الدفاع الامريكي بعهد اوباما يكشف تهرب الخليج من محاربة داعش

كشف وزير الدفاع الامريكي السابق اشتون كارتر عن تقرير عرض فيه جانبا من مذكراته خلال توليه منصب وزارة الدفاع في عهد الرئيس الامريكي باراك اوباما، تحدث فيه عن الحرب ضد داعش ومواقف دول الخليج منها.

وقال كارتر: دول الخليج كانت متحمسة لمساعدة الحملة العسكرية ضد داعش لكنها لم تساهم نسبياً بما هو أكثر من مجرد الكلام. وكانت دول الخليج نشطة في الضغط وحملات العلاقات العامة التي لم تترجم بعمل ميداني. وأتذكر محادثة مع أحد كبار أعضاء الكونغرس، الذي جاء لتوه من اجتماع مع دبلوماسي رفيع المستوى من إحدى دول الخليج قال إن هناك جيشاً سنياً من 70 ألف جندي وهؤلاء مستعدون للعبور نحو العراق وسوريا وهزيمة داعش. سألني عضو الكونغرس لما لم أقبل العرض؟ فأجبته: "هل قال لك إن 60 ألفاً من هؤلاء هم سودانيون؟"

واوضح التقرير المطول الذي نشره "مركز بلفر للشؤون الدولية" الذي يترأسه كارتر والتابع لكلية كينيدي في جامعة هارفرد، ان طرح الدول العربية فكرة الاعتماد على جيش من المرتزقة من السودان من أجل هزيمة داعش لم تكن بالفكرة النموذجية للتعبير عن مستوى التزامها. مشيرا انه في اجتماع تلو الآخر حاول
إقناع زعماء دول الخليج بالمشاركة في القتال. لكن دائماً كان يتم وضع شروط، ودائماً كانت الذريعة بأن الوقت ليس مناسباً. لدينا الكثير من التداخلات الأمنية البناءة مع دول الخليج لكن الحملة ضد داعش لم تكن من بينها.

واضاف إن الجهد المبذول لم يكن بالنسبة لي أو بالنسبة لباقي المسؤولين الأميركيين بالمستوى العالي. وكان هناك سبب لذلك وهو أن الكثير من دول الخليج تفتقر للقدرة العسكرية القابلة للاستخدام في مواجهة داعش باستثناء القوة الجوية حيث إن قواتها البرية كانت أقل قدرة بكثير.

وتابع وزير الدفاع الامريكي السابق ان ومن بين أسباب تردد الخليجيين في العمل على نحو واضح جداً في سوريا وقبل كل شيء في العراق، عدم ترحيب القوات المحلية ومواطني البلدين بذلك. غير أن هذه العوامل لا تمنع دول الخليج من المساعدة في استعادة الوضع السياسي والاقتصادي الذي يعتبر ضرورياً لهزيمة داعش بشكل دائم لكن من المؤسف أنها لم تستطع أن تفعل ما في وسعها من أجل ذلك.