مسؤول وخبراء أمريكيون لـ"خبر": السعودية تواجه صعوبة كبيرة في الدفاع عن حدودها مع اليمن

بعد فشلها الذريع في مواجهة وحدات الجيش واللجان الشعبية، وعدم مقدرتها تحقيق اي نجاح في جبهة ما وراء الحدود، لجأت السعودية الى الاستعانة بقوات تم تدريبها امريكيا، وطلبت امدادات من قوات ما يسمى بالحرس الوطني السعودي الذي تولى الامريكان تدريبه.

وكشفت مجلة "فورين بوليسي"، الخميس 12 اكتوبر 2017، أن السعودية تستعد لإرسال وحدة مروحية جديدة من قوات الحرس الوطني بتدريب وإمداد أمريكي، للمشاركة في القتال على طول حدودها الجنوبية مع اليمن. وسيتم نشر تلك الطائرات في وقت لاحق من العام الحالي. واعتبرت "فورين بوليسي" تلك الخطوة بأنها تصعيد سعودي جديد في الحرب التي تقودها المملكة في اليمن منذ اكثر من عامين لمواجهة الحوثيين وحلفائهم.

في هذا السياق، قال بروس ريدل مستشار سابق لاربعة رؤساء امريكيين وضابط استخباراتي سابق وحاليا مدير معهد "بروكينغز" الاستخباراتي في تصريح لوكالة "خبر"، عبر البريد الالكتروني: "في الحقيقة، واجه السعوديون صعوبة كبيرة في الدفاع عن حدودهم الجنوبية الشرقية من الهجمات التي يشنها الحوثيون وحلفاؤهم، منذ بدء الحرب التي أحرجت الرياض. وهم الآن يستنجدون ويستعينون بقدرات جديدة باستخدام الحرس الوطني السعودي المدرب والمجهز امريكيا، في محاولة لوقف الحوثيين والقوات المتحالفة معهم من إطلاق الصواريخ والهجمات الانتقامية عبر الحدود. مشددا أن الحل الأفضل هو وقف إطلاق النار.

من جهته اوضح مايكل هورتن كبير خبراء مؤسسة "جيمس تاون" الاستخباراتية الامريكية ان السعوديين كافحوا لتأمين حدودهم الجنوبية من الغارات والهجمات الصاروخية اليمنية، وما زالوا يواصلون القيام بذلك.

وقال هورتن في حديثه لوكالة "خبر" عبر البريد الالكتروني: "إن الحوثيين والقوات المتحالفة اثبتوا أنهم قادرون على شن هجمات متكررة في عمق الأراضي السعودية. وحتى لو قدم الامريكيون الطيارين والطائرات، لن يحدث ذلك فرقا كبيرا من حيث تعزيز أمن الحدود".

واعتبرت "فورين بوليسي" أن تلك الهجمات تأتي انتقاما على الغارات الجوية المستمرة التي قامت بها الطائرات السعودية - التي تزودها الطائرات الأمريكية بالوقود في الجو- وقصف المواقع المدنية في اليمن.

من جانبه، قال الخبير الأمريكي المختص بالشؤون الخليجية، وأكاديمي في معهد بيكر وزميل مشارك في معهد تشاثام هاوس الأمريكي، الدكتور كريستيان أولريكسن لـ"خبر": أعتقد أن آخر التحركات تدل على أن السعوديين سيزيدون من وجودهم العسكري على المناطق الحدودية في محاولة لصد هجمات الحوثيين وحلفائهم اليمنيين".

وأضاف أولريكسن "أن الاعتماد على القوة الجوية، حتى على مستوى متزايد، من غير المرجح أن يؤدي إلى تحول حاسم في ميزان القوى في الحرب الأوسع، دون وجود التزام كبير من القوات البرية، التي لا تزال خارج الملعب. وفي غياب هذا الخيار، أعتقد أن السعوديين يتطلعون إلى تأمين مصالحهم الخاصة في المنطقة الحدودية مع هذه الخطوة".

وقال مسؤول دفاعي امريكي لـ"فورين بوليسي"، إن السعوديين يريدون تأمين حدودهم ولا يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك.

واوضحت المجلة أن السعودية أنفقت 25 مليار دولار على شراء مروحيات هجومية أمريكية الصنع لقوات الحرس الوطني، رافقها برنامج تدريبي مكثف نفذه طيارون في الجيش الأمريكي.

وبحسب المجلة تأتي هذه الخطوة وسط استمرار هجمات الحوثيين وحلفائهم اليمنيين على الحدود السعودية. ويقول مسؤولون أمريكيون إن الغارات والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون وحلفاؤهم اليمنيون على الحدود السعودية تحبط الرياض وتفقد السعوديين أعصابهم.

وقد أثار التحالف الذي تقوده السعودية غضبا دوليا بقتل مئات المدنيين في غارات جوية خاطئة، ما دفع الحوثيين وحلفاءهم إلى الهجوم وإطلاق الصواريخ على المواقع السعودية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الحرس الوطني السعودي سيستخدم المروحيات لحماية حدود البلاد والبنى التحتية النفطية.

وقد استخدم السعوديون الأباتشي منذ فترة طويلة باليمن، وجيش المملكة واحد من مجموعة صغيرة في العالم لديها تلك المروحيات الهجومية المتقدمة. على الرغم من ذلك أعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون منذ فترة طويلة عن قلقهم إزاء قدرة الطيارين السعوديين على تحديد الأهداف وتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.

وفي أحد الأمثلة الأخيرة على عدم القدرة على تحديد الأهداف بدقة، قامت مروحية أباتشي سعودية بإطلاق النيران على قارب مليئ بالمهاجرين في مارس مما أسفر عن مقتل أربعين شخصاً.