السيناتور راند بول: مشاركة واشنطن الرياض في تدمير اليمن تمت بدون إذن دستوري

أكد السناتور راند بول في مجلس الشيوخ الأمريكي أن مشاركة بلاده في حرب السعودية المتواصلة ضد اليمن لم يأذن بها الكونغرس على الإطلاق وتعد انتهاكا للدستور وقرار قوى الحرب. مطالباً الكونغرس بالتصويت لوقفها وعدم التدخل.

 

وقال بول: "نحن في حالة حرب في اليمن. نحن نساعد ونحرض السعوديين في حربهم على اليمن. ومع ذلك لم يكن هناك تصويت في الكونغرس على ذلك. يعيش 17 مليون شخص على حافة المجاعة بسبب الحصار السعودي وحملة القصف المستمرة. نحن نساعد ونحرض على ذلك، رغم أن الكونغرس لم يصوت على ذلك".

 

وأكد السناتور الجمهوري أن المشاركة الأمريكية في الحرب السعودية على اليمن ليست في مصلحة الأمريكيين، بل إنها في الحقيقة تضر بمصالح الأمريكيين.

 

وأضاف: هل يعتقد أي شخص في أمريكا أن الحرب في اليمن هي في مصلحتنا الحيوية؟ معظم الناس لا يعرفون أين اليمن، إن الحرب في اليمن في الواقع تعارض مصالحنا الوطنية الحيوية وتضر بها.

 

ولفت بول إلى الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم قائلاً: "الحرب السعودية أدت إلى أسوأ تفش للكوليرا في العالم وزجت بـ 17 مليون شخص إلى حافة المجاعة. وفوق ذلك أين معظم هذا يحدث؟ أين معظم المجاعة، ومعظم القتل والتدمير، وتفشي الكوليرا يحدث؟ إنها في المناطق التي يتم قصفها من قبل السعوديين. لقد قصفوا البنية التحتية وحولوها إلى أنقاض، ولا توجد مياه نظيفة. وتسببوا في أسوأ تفش للكوليرا في العالم. إذا نظرتم إلى الكوارث الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ستجد السبب الأول هو الحرب. واليمن الفقير كان ذلك بالفعل. ونحن الأمريكيين نقاتل في اليمن دون إذن أو تصويت، ونقاتل في اليمن من خلال الوكيل السعودي، ولم يطلب أحد منا إذنا... ليس لدينا أي مصلحة في اليمن. نحن لم نصوت للذهاب إلى الحرب في اليمن".

 

السيناتور راند بول اتهم حكومة بلاده بدعم تنظيم القاعدة والتي تدعي أنها تحاربه، وقال إن دعم الولايات المتحدة للحرب السعودية في اليمن يساعد تنظيم القاعدة.

 

وأضاف: لماذا ندعم الحكومة المدعومة من السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم، ليقتل بعضهم البعض وتنتشر الفوضى، وتملأ القاعدة... الفراغ؟ حسنا، إذا نظرتم إلى ليبيا، هذا ما حدث. إذا نظرتم إلى سوريا، هذا ما حدث. ماذا لو حدث في اليمن؟ وعليكم أن تقولوا لنا، ما هي مصلحتنا الحيوية في اليمن؟ لماذا نحن في اليمن؟ لماذا نزود السعوديين بالقنابل؟ هل يجعلنا بطريقة أو بأخرى أكثر أمنا من الإرهاب؟ هل نحن نقتلهم هناك حتى لا يقتلونا هنا؟

 

وتابع: قصف السعوديون قاعة عزاء مكتظة بالمدنيين! وقتلوا 150 شخصا وجرحوا 500. هل تعتقدون أنهم سوف ينسون ذلك؟! ... سيتحدثون عن اليوم الذي جاء فيه السعوديون وقصفوا المدنيين بالقنابل الأمريكية. وسوف يقولون هم - الأمريكيين - من ساعدوا في توجيه الطائرات وتزويدهم بالوقود.. فكروا مليا هل الجرحى الذين نجوا في قاعة العزاء سيعودون إلى قراهم ليخبروا كل واحد من جيرانهم عن اليوم الذي قصف فيه السعوديون بالقنابل الأمريكية؟ لذلك علينا أن نسأل أنفسنا، هل اليمن في مصلحتنا الوطنية الحيوية؟ هل نجعل الأمور أفضل أم أننا نجعل الأمور أسوأ؟ هل نحن سبب في مثل هذه الفوضى، حيث ازدهر القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتوسع وأصبح تهديدا حقيقيا لنا؟

 

وقال بول إنه "يدعم جهدا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس النواب من قبل السناتور جاستين أماش والسناتور مارك بوكان، وغيرهما لإجبار إدارة ترامب للحصول على موافقة الكونغرس على تورط الولايات المتحدة في حرب السعودية مع اليمن ، والتي بدأت تحت إدارة الرئيس أوباما".

 

موضحاً: "هذا نقاش كبير يجب أن نواجهه.. إنها حرب جديدة منفصلة تماما، إنها ليست مرتبطة بأي من الحروب الأخرى. وأعتقد أن هناك حجة قوية بأننا إذا ما زدنا من الفوضى في اليمن، فإننا سنجعل الفراغ يتطور وتملأ القاعدة هذا الفراغ.. وأعتقد أن هناك فرصة كونها ليست حربنا.. وينبغي أن نصوت لوقفها وعدم التدخل".

 

إن الدعم الذي يقدمه راند بول لهذا الجهد، يضيف الآن زخما هائلا وراء وقف الدعم اللوجستي الأمريكي المثير للجدل للسعوديين في هذه الحرب.

 

وأفاد تقرير "ذي انترسيبت" بأن البنتاغون لا يعرف حتى إلى أي مدى تساعد الولايات المتحدة السعودية على قصف المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن. وبالتالي، فإن أي شخص يقول إن الولايات المتحدة ليست "متورطة مباشرة" في الحرب السعودية في اليمن - كما قالت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا - فلا ينبغي لأحد أن يصدق ذلك. إذا كان البنتاغون لا يعرف، فكيف تعرف صحيفة نيويورك تايمز؟ وبالتالي، فإن أي شخص يقول إن دعم الولايات المتحدة لحرب المملكة العربية السعودية قانوني ودستوري فإنه يكذب أيضا، لأنه حتى البنتاغون لا يعرف ماذا يفعل البنتاغون!

 

وفي حين أن السناتور بول وهو صوت جمهوري فريد في السياسة الخارجية، أكد رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر نقاط بول الواضحة: إن قانون قوى الحرب ضد القاعدة لعام 2001 لا يأذن بالعمل العسكري الأمريكي ضد الحوثيين وحلفائهم اليمنيين.

 

المصدر: هافينغتون بوست