الأمين العام والرئيس الأميركي يؤكدان التزامهما بإصلاح الأمم المتحدة بدعم من أكثر من 120 دولة

قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن بعض القواعد التي تقيد عمل المنظومة الدولية تفضي إلى عدم فعاليتها، متسائلا ما إذا كان الأمر "مؤامرة" لتقويض الأمم المتحدة.

جاء ذلك في كلمته خلال الاجتماع رفيع المستوى حول إصلاح إدارة الأمم المتحدة الذي استضافته الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، أفاد فيها بأن المنظومة الدولية تجري عملية إصلاح واسعة بما في ذلك في مجال المساواة بين الجنسين ومكافحة الإرهاب وهيكل السلام والأمن، لضمان أن تصبح الأمم المتحدة أكثر قوة في مجال الوقاية من نشوب الصراعات وأكثر مرونة في مجال الوساطة وأكثر فعالية من حيث التكلفة في مجال عمليات حفظ السلام:

"من أجل دعم كل هذه الجهود، نحن نسعى إلى إصلاح إداري شامل - لتبسيط الإجراءات وتحقيق اللامركزية في القرارات، وزيادة الشفافية والكفاءة والمساءلة. تعزز هذه الجهود بعضها بعضا - وهي ترتكز جميعها على مبادئ شاملة."

وأشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة منظمة عالمية، يعمل تسعون في المائة من موظفيها في الميدان. وهي بحاجة إلى تقريب عملية صنع القرار من الناس الذين تخدمهم؛ وأن تثق بالمديرين وتمكّنهم؛ وأن تصلح إجراءات الميزانية المرهِقة والمكلفة؛ وأن تزيل الهياكل المزدوجة.

وأضاف مخاطبا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:

"السيد الرئيس، لطالما قلت إن الأمم المتحدة تتمتع بإمكانيات هائلة وكررت هذه العبارة اليوم. من مسؤوليتنا جميعا أن نرتقي إلى مستوى هذا الإمكانيات. هدفنا المشترك هو أمم متحدة عصرية تركز أكثر على الناس وأقل على الإجراءات- وكما قلتَ - تركز أكثر على الوفاء بالوعود وأقل على البيروقراطية. نحن ندرك أن الاختبار الحقيقي للإصلاح لن يقاس بخطابات في نيويورك أو في عواصم العالم، بل بنتائج ملموسة في حياة الناس الذين نخدمهم - وثقة أولئك الذين يدعمون عملنا عبر موارد عملوا بكد ليكسبوها."

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "الغاية المشتركة (في عملية إصلاح الأمم المتحدة) هي القيمة مقابل المال - فيما نمضي قدما بقيمنا المشتركة".

من جهته أكد ترامب الالتزام بإصلاح الأمم المتحدة، وأشاد بالأمين العام لوضعه رؤية لهذا الهدف كي تتمكن المنظمة الدولية من خدمة جميع الشعوب بشكل أفضل.

وقال مخاطبا الأمين العام:

"ندعم جهودك للنظر في عمل منظومة الأمم المتحدة بأكملها لإيجاد سبل يمكن من خلالها للأمم المتحدة أن تحسن أداءها في مجالات التنمية والإدارة والسلام والأمن. الأمم المتحدة أنشئت على أسس نبيلة، منها التأكيد على كرامة وقيمة الشخص والسعي لتحقيق السلام الدولي. وساعدت الأمم المتحدة في النهوض بهذه الأهداف بأشكال كثيرة."

وتحدث ترامب عن جهود الأمم المتحدة في توفير الغذاء للجوعى والإغاثة في حالات الكوارث وتمكين النساء والفتيات بأنحاء العالم.

ولكنه قال إن الأمم المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، لم تحقق كامل إمكاناتها بسبب البيروقراطية وسوء الإدارة. وأكد ثقته في أن هذا الوضع سيتغير تحت قيادة الأمين العام غوتيريش.

وأشاد ترامب بدعوة الأمين العام للتركيز بشكل أكبر على الناس بدلا من البيروقراطية.

وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة ألا تتحمل دولة ما عبئا أكثر من غيرها، سواء من الناحية المالية أو العسكرية، وأن يكون لكل بعثة حفظ سلام أهداف محددة لتقييم أدائها فيما بعد.

أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي فقالت إن إعلان دعم إصلاح الأمم المتحدة، الذي أعلنت عنه في الاجتماع، بدأ لإعطاء الزخم لجهود الأمين العام غوتيريش لإضفاء مزيد من الفعالية والشفافية والمساءلة على عمل الأمم المتحدة.

وقد وقعت 128 دولة الإعلان حتى الآن. ويذكر أن الأردن هو أحد البلدان المشاركة في استضافة الفعالية.