الكشف عن خطاب سري لملكة بريطانيا في حال نشوب حرب عالمية ثالثة

كشفت ملفات سرية أنّ الحكومة البريطانية سبق وأن أعدت خطاباً للملكة اليزابيث الثانية، تدعو فيه البريطانيين للصلاة والبقاء موحدين في حال نشوب حرب عالمية ثالثة بالأسلحة النووية.

 

ما ستقوله الملكة خلال الحرب العالمية الجديدة؟

مع تزايد وتيرة الاستفزازات التي تقوم بها كوريا الشمالية على خلفية إجراءها اختبار إطلاق صاروخ مرّ فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادي، إضافة إلى اختبار القنبلة الهيدروجينية وغيرها من التجارب الباليستية، التي أثارت مخاوف جيران كوريا الشمالية خاصة ودول العالم بشكل عام، بدأ البعض يفكر في إمكانية وقوع حرب عالمية ثالثة قد تأتي على الأخضر واليابس.

 

ومن المعروف أنه وبمجرد اندلاع الحرب يقوم الساسة والملوك بتوجيه خطابات إلى الشعوب وهو ما كشفت عنه بعض الملفات السرية البريطانية، حيث سمحت مؤخرا دائرة المحفوظات الوطنية في العاصمة البريطانية لندن بنشر الخطاب الافتراضي الذي أعدته الحكومة البريطانية للملكة إليزابيث الثانية، وهو الخطاب الذي تدعو فيه صاحبة الجلالة البريطانيين للصلاة والبقاء موحدين في حال نشوب حرب عالمية ثالثة، حرب يتمّ فيها اللجوء إلى الأسلحة النووية. وقد وضع هذا الخطاب الافتراضي في حال ما إذا تعرض العالم إلى هجوم نووي من قبل الاتحاد السوفييتي سابقا.

 

الملكة إليزابيث تخاطب شعبها افتراضيا

ونقلت مصادر إعلامية بريطانية عن تلك الملفات أن الخطاب الافتراضي للملكة وصف التهديد الذي واجهته بريطانيا في أوج الحرب الباردة في ربيع العام 1983 بأنه “كان أكبر من أي شيء آخر في التاريخ“، لكن الملكة لم تسجله.

 

وأظهرت الملفات، التي توثق فيها الحكومة البريطانية الحوادث الداخلية والخارجية، ثمّ تصدرها بعد مرور 30 عاماً على وقوعها، أن خطاب الملكة كان من المقرر أن يتم بثه، بعد تسجيله، في 4 مارس-آذار للعام 1983 لإعداد المملكة المتحدة وسكانها لمأساة حرب عالمية ثالثة تجر معها العالم إلى دمار حتمي.

 

وفي بعض مقتطفات الخطاب الافتراضي تقول ملكة بريطانيا: “إن أهوال الحرب لا يمكن أن تبدو بعيدة أثناء تقاسمي وعائلتي فرحتنا بعيد الميلاد مع العائلة المتنامية في منظمة الكومنولث، والآن ومع انتشار جنون الحرب مرة أخرى في العالم، يتعين على العالم وعلى بلدنا الشجاع الاستعداد مرة أخرى من أجل البقاء في مواجهة الأخطار الكبيرة”.

 

التكنولوجيا مصدر الإرهاب

وتؤكد الملكة إليزابيث: “إنّ مصدر الإرهاب هي التكنولوجيا وليس الجنود أو الطيارين. وجميعنا يعلم أنّ الأخطار التي تواجهنا اليوم أكبر بكثير من أي وقت مضى في تاريخنا الطويل. العدو ليس الجندي مع بنادقه ولا حتى الطيار الذي يعبر أجواء مدننا وبلداتنا ولكن العدو الحقيقي هي القوة القاتلة للتكنولوجيا”.

 

وتضيف الملكة: “لم تكن تتخيل ممارسة هذا الواجب الرسمي والفظيع في يوم ما، ولكن أياً كانت الأهوال التي تنتظرنا جميعاً، فإن الصفات التي ساعدت في الحفاظ على حريتنا سليمة مرتين من قبل، أي الحربين العالميتين الأولى والثانية، خلال هذا القرن الحزين ستكون مرة أخرى مصدر قوتنا”.

 

قوتنا تكمن في اتحادنا

وتختم الملكة إليزابيث رسالتها بمخاطبة البريطانيين قائلة: “إذا ظلت الأسر متحدة وحازمة وتقدّم المأوى للذين يعيشون وحدهم ومن دون وقاية، فإن بلدنا سيبقى ولا يمكن كسره. ولذلك فإن رسالتي إليكم بسيطة، عليكم بمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم، وتوفير الراحة لمن لا مأوى لهم والسماح لعائلتكم بأن تصبح محور الأمل والحياة لأولئك الذين هم في حاجة إليها. دعونا نسعى جاهدين لمحاربة الشر الجديد، دعونا نصلي من أجل بلدنا ومن أجل رجالنا أينما كانوا وحيثما وجدوا لتعمّ النوايا الحسنة.

 

ليبارككم الرب جميعا”.