تصفيات مونديال 2018: سوريا تحقق نصف انجاز وتبلغ الملحق الآسيوي

طهران (أ ف ب) - حققت سوريا نصف إنجاز بتأهل منتخبها الى ملحق قاري اثر تعادلها الصعب مع مضيفتها ايران 2-2، وبلغت كوريا الجنوبية النهائيات التاسعة تواليا بتعادلها سلبا مع أوزبكستان، في الجولة الأخيرة من الدور الثالث الحاسم لتصفيات آسيا الى مونديال 2018 الثلاثاء.

وكانت سوريا التي تعاني من نزاع مدمر منذ ستة أعوام أودى بحياة أكثر من 330 ألف شخص، تأمل في التمتع ببارقة أمل وبلوغ كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها. الا ان تعادلها مع ايران في المباراة الحاسمة اليوم، حرم سوريا التأهل المباشر، الا انه أبقى على آمالها بحال تخطيها الملحق ولاحقا الملحق الدولي مع رابع منطقة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).

وعلى ملعب آزادي في طهران، سجل لسوريا تامر حاج محمد (13) وعمر السومة (90+3) ولايران سردار أزمون (54 و64)، لتنهي سوريا التصفيات ثالثة المجموعة الآسيوية الأولى برصيد 13 نقطة، بفارق نقطتين عن كوريا الثانية ومتقدمة بفارق هدفين عن أوزبكستان، بينما سبق لايران (22 نقطة) ضمان تأهلها للمرة الخامسة.

وكانت سوريا في حاجة الى الفوز لتضمن على الأقل خوض الملحق الاسيوي مع ثالث المجموعة الثانية (السعودية أو استراليا)، على ان يخوض الفائز في هذا الملحق ملحقا دوليا، بغض النظر عن نتيجة مباراة كوريا واوزبكستان. كما كان في امكان سوريا التأهل مباشرة بحال فوزها وفشل كوريا بحصد النقاط ضد أوزبكستان.

ويتأهل الاول والثاني من كل مجموعة مباشرة الى مونديال روسيا فيما يخوض ثالثا كل مجموعة ملحقا قاريا من مباراتي ذهاب واياب في 5 و10 تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

وخيم التأثر على لاعبي سوريا بعد المباراة، فقال مرديك مرديكيان لقناة "بي ان سبورتس"، "نقطة أحسن من لا شي".

أضاف "تأهلنا الى الملحق وهذا انجاز كبير. نلعب بروح واحدة، لسوريا، للشعب السوري، للأطفال ولكل الناس (...) وصلنا الى هنا بدعوات الشعب السوري ومحبتنا لبعضنا".

وأردف صاحب التمريرة الحاسمة لهدف التعادل "هناك عمل أكبر في الفترة المقبلة، ان شاء لله نحقق أمرا يليق باسم سوريا"، مؤكدا ان "الأمل موجود بالوصول الى كأس العالم".

وجاء الشوط الاول حماسيا، ودانت الافضلية في نصفه الاول لسوريا التي افتتحت التسجيل بعد ربع ساعة عن طريق لاعب الوسط تامر حاج محمد، اثر ضربة حرة قوية نفذها المهاجم عمر السومة وارتدت من حارس المنتخب الايراني علي رضا بيرانفاند.

لكن في نهاية الشوط الاول، وقع السوريون فريسة أخطاء دفاعية، فمنيت شباكهم بهدف التعادل عن طريق سردار أزمون الذي كاد يقلب الطاولة مرة ثانية قبل الدخول الى غرف الملابس، لولا تألق الحارس ابراهيم عالمة.

وفي الشوط الثاني، أحكمت ايران سيطرتها على مجريات اللعب وضاعفت النتيجة عن طريق أزمون اثر خطأ دفاعي. الا ان سوريا تمكنت من معادلة النتيجة عبر السومة قبيل انطلاق صافرة النهاية.

وقال السومة "باذن الله نكمل المشوار ونفرح الجماهير. بدأت التصفيات من جديد وننتظر نتيجة السعودية واليابان (تقام في وقت لاحق في جدة ضمن المجموعة الثانية)". وتابع "اللاعبون كان أبطالا داخل الملعب من أول دقيقة حتى آخر دقيقة".

اما الحارس عالمة فقال باكيا ايضا "كنا نتمنى الافضل وهدفنا الى تشجيع جماهيرنا في سوريا".

- هدفان: مبكر وقاتل -

وعلى رغم ضمان تأهله، دفع المدرب البرتغالي كارلوس كيروش بتشكيلة ايرانية قوية ضمت الحارس بيرانفاند، مهدي طارمي، علي كريمي، أزمون ، احسان حاجي صافي واشكان ديجاغاه. بدوره، دفع المدرب أيمن الحكيم بتشكيلة هجومية ضمت محمود مواس وفراس الخطيب وعمر خريبين والسومة.

وعبرت سوريا باكرا عن نواياها بافتتاح التسجيل، فاختبر عمر خريبين، مهاجم الهلال السعودي، الحارس بيرانفاند برأسية خطيرة أبعدها الى ركنية (8).

لكن السومة، هداف الدوري السعودي في المواسم الثلاثة الماضية، كان له رأي آخر، فأطلق ضربة حرة صاروخية من نحو25 مترا، صدها بصعوبة الحارس الايراني وتابعها لاعب وسط ظفار العماني تامر حاج محمد ارتدت من القائم الايسر الى الشباك (13).

واللافت ان هذا الهدف الاول يهز شباك ايران بعد 1121 دقيقة (أكثر من 18,5 ساعة) في التصفيات، اذ حافظت على نظافة شباكها في المباريات التسع الأولى وآخر ثلاث مباريات من الدور الثاني.

صدم الايرانيون بهدف الافتتاح، وكادوا يعيدون عقارب المباراة الى بدايتها من انفراد لأزمون صده ببراعة حارس سوريا عالمة (23).

وفي وقت كان "نسور قاسيون" يبحثون عن الدخول الى غرف الملابس بأفضلية هدف حاج محمد، سجلت ايران هدف التعادل بعد ركنية من ديجاغاه ورأسية لطارمي ارتدت من العارضة، تابعها أزمون، لاعب روبين قازان الروسي، بصدره في الشباك (45).

وفقد السوريون تركيزهم بشكل كبير، فكاد ازمون يسجل الثاني بعد ثوان قليلة، كما نجوا من هدف مؤكد في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع اثر ضربة حرة ارضية من مسافة قريبة لديجاغاه، لاعب وسط فولهام الانكليزي السابق، ابعدها عالمة بصعوبة بالغة، لكن طارمي اهدرها برعونة على بعد امتار قليلة في الشباك الجانبي.

واستهلت ايران الشوط الثاني بضغط كبير، وكانت رأسية لاعب الوسط البديل روزبه جشمي الاخطر في اول ربع ساعة.

ومن خطأ جديد في التعامل مع رمية حرة بعيدة، منيت شباك سوريا بهدف ثان عن طريق أزمون (22 عاما) المستبعد عن مونديال 2014، بتسديدة سهلة من حافة المنطقة الصغرى ارتدت من عالمة الى الشباك (64)، مسجلا بذلك هدفه الدولي الحادي والعشرين.

وانتظرت سوريا حتى ربع الساعة الاخير لتخرج من منطقتها بضربة حرة قوية للسومة صدها الحارس الايراني. الا ان السومة عاد وسجل هدف التعادل القاتل بهجمة مرتدة وتمريرة من البديل مرديكيان سددها ارضية من بين قدمي الحارس الايراني (90+2).

وفي المباراة الثالثة ضمن المجموعة نفسها، خسرت قطر أمام ضيفتها الصين 1-2، الا ان النتيجة لم تكن كافية للصين التي كانت تأمل في بلوغ الملحق. وأنهت الصين التصفيات برصيد 12 نقطة في المركز الرابع، بينما حلت قطر أخيرة مع سبع نقاط. سجل للصين جياو تشي (74) ولي وو (84) ولقطر أكرم عفيف (47).