صحيفة كويتية: وفد دبلوماسي سعودي يزور طهران بعد عيد الأضحى

كشف مصدر مقرب من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لصحيفة "الجريدة" الكويتية، السبت، أنه من المقرر أن يزور وفد دبلوماسي سعودي العاصمة الإيرانية، طهران بعد عيد الأضحى، لتقييم الأضرار التي لحقت بالسفارة السعودية هناك، وقنصليتها في مشهد إثر اعتداء نفذه محتجون على إعدام السعودي نمر باقر النمر ضمن مجموعة أدانتها المملكة بالإرهاب قبل نحو عام.

ووفقاً للصحيفة الكويتية، قال المصدر إن الوفد كان من المفترض أن يزور طهران منذ شهرين، غير أن الزيارة أجلت إلى موعد آخر، بسبب خلافات حول برنامج الوفد ولقاءاته بالمسؤولين الإيرانيين، موضحا أن الرياض أبدت غضبا لما اعتبرته تباطؤا في إصدار التأشيرات لأعضاء الوفد، لكن بدا للإيرانيين أن ذلك الغضب يرجع إلى مستوى لقاءات الوفد التي تم تأمينها مع المسؤولين في طهران.

وأضاف أن الوفد السعودي كان قد طلب لقاء قضاة ومسؤولين مكلفين متابعة قضية الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين، الذي تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، غير أن وزارة الخارجية الإيرانية لم تستطع تأمين تلك اللقاءات.

ولفت إلى أن الخلافات بين الجانبين انخفضت بشكل ملحوظ خلال فترة التحضير لموسم الحج، وبحث مسؤولو منظمة الحج الإيرانية والوفد الدبلوماسي القنصلي الإيراني الذي زار الرياض، كيفية حل قسم من الخلافات بين البلدين خلال لقاءاتهم مع الجانب السعودي، ورفعوا تقارير إلى السلطات في طهران أكدوا خلالها أن الموقف السعودي كان إيجابيا جدا.

وأشار المصدر إلى تجهيز إيران لوفد دبلوماسي سيزور الرياض بعد زيارة وفدها لطهران، على أمل أن يكون ذلك بداية لحل الخلافات بين البلدين، عبر بحث إيجاد قنوات اتصال مباشرة، عوضا عن الاتصالات التي تتم عبر الوسطاء.

وتابع أن موضوع ضرورة إيجاد قنوات اتصال مباشرة بين البلدين لحلحلة الخلافات التي تشمل ملفات عدة بالمنطقة، طرح خلال لقاء عرضي قصير بين وزيري خارجية البلدين في تركيا، مؤكدا أن الوفود الدبلوماسية ستعمل على وضع أطر لإنشاء تلك القنوات.

وشدد على أن المسؤولين في طهران يأملون أن تفضي الزيارات إلى حل الخلافات وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وخاصة أن الهدف من زيارة الوفد السعودي لتقييم الأضرار يدل على نية سعودية لإعادة تشغيلها.

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن حرص بلاده على إقامة علاقات حسن جوار، في إشارة إلى السعودية.

جاء ذلك في تصريحات لموقع الحكومة الإيرانية، نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية السبت.

وحول العلاقات مع السعودية، قال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية حريصة على بناء علاقات حسن جوار وتعاون في المنطقة، قائلا: "إن سياستنا قائمة على خطاب الجوار".

وأضاف ظريف: "إننا بحاجة إلى منطقة آمنة ومقتدرة، ونؤمن بأن قدرة منطقتنا يتم توفيرها عبر الاعتماد على شعوب المنطقة والعلاقات والتنسيق بين الدول الإقليمية".

وتابع: "الدول الأجنبية لا يمكنها توفير القوة والأمن للمنطقة، ونؤمن بأنه في أي وقت تكون فيه دول الجوار مستعدة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستكون جارا قويا ومتعاونا".

وأوضح أن الأوضاع الميدانية في سوريا تتحسن والمجموعات التي وصفها بالتكفيرية والمتطرفة تعيش ظروفا صبغة للغاية، الأمر الذي يشكل فرصة تاريخية لمتابعة الحل السياسي.

وقال: "نؤمن دوما بأن أزمات المنطقة لاسيما أزمتي سوريا، واليمن ليس لها حلا عسكريا، الحل الوحيد هو الحل السياسي المبني على مشاركة الشعب في تقرير مستقبل بلاده".

يذكر أن السعودية قطعت العلاقات مع إيران مطلع العام الماضي عقب اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد في أعقاب إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر بين 47 شخصا أدينوا بالإرهاب.