نيويورك تايمز: ذبح أطفال اليمن

يشن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية حملة قصف في اليمن اُعتبرت في مسودة تقرير للأمم المتحدة بأنها السبب الرئيس وراء القتلى والمصابين من الأطفال في اليمن التي مزقتها الحرب.

 

وعملت السعودية سرا على تغيير هذا التقرير ورفع اسم التحالف من قائمة الجيوش التي تقتل وتشوه الأطفال. وفي العام الماضي نجحت السعودية في رفع اسم التحالف بعد ضغوط دبلوماسية. ولا ينبغي أن يُسمح بحدوث ذلك مرة أخرى.

 

الحرب التي اجتاحت واحدة من أفقر بلدان العالم العربي "اليمن"، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ونزح حوالي ثلاثة ملايين يمني داخليا.

 

وأصبح أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الغذائية الأعلى في العالم؛ فقد دمرت الخدمات الصحية؛ وأدى وباء الكوليرا إلى مقتل ما يقرب من ألفي شخص وأصاب أكثر من نصف مليون شخص خلال ثلاثة أشهر فقط. غير أن الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015 أدى إلى تقليص المساعدات الإنسانية إلى الحد الأدنى، ناهيك عن القصف المدمر للمدارس والمستشفيات والبنية التحتية.

 

ومنذ تدخل التحالف بقيادة السعودية في مارس 2015 لمواجهة الحوثيين وإعادة هادي إلى السلطة، قُتل أكثر من 7600 شخص –الرقم الحقيقي أكثر بكثير- وأصيب 42 ألفا آخرين أغلبهم بسبب غارات التحالف.

 

وتدعي المملكة العربية السعودية أن طائراتها تتجنب الأهداف المدنية، ولكن المستشفيات والمدارس والمواقع المدنية الأخرى قد استهدفت ودمرت. وأكدت الأمم المتحدة يوم الأربعاء أن 30 مدنيا على الأقل قتلوا في قصف جوي سعودي في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

والعام الماضي، هددت المملكة العربية السعودية الأمم المتحدة حال وضعتها على قائمتها السوداء، فإنها سوف تعلق تمويلها لمشروعات إنسانية رئيسية. وآنذاك رفع الأمين العام بان كي مون اسم المملكة من القائمة. لكنه أيضا جعل هذا الأمر معلنا وأشار إلى أن التحالف الذي يضم دولا مثل (البحرين والكويت ومصر والسودان والإمارات) ينتمي إلى القائمة السوداء.

 

ما حدث كان من المفترض أن يضع المملكة العربية السعودية تحت التدقيق. لكن وفقا لمسودة عام 2016 وضعها مسئولون أمميون متخصصون في رصد أوضاع الأطفال وسط الصراعات المسلحة، جاء أن التحالف بقيادة السعودية كان مسئولًا عن أكثر من نصف الضحايا من الأطفال وعن 75 % من الهجمات ضد المدارس والمستشفيات في اليمن خلال العام الماضي.

 

الحرب في طريق مسدود، ولا يمكن ببساطة السماح للتحالف بقيادة السعودية -وعناصر التمكين الأمريكية التي توفر المعدات العسكرية والتزود بالوقود الجوي والاستهداف - بمواصلة قتل المدنيين وتدمير ما تبقى من اليمن. وهذا هو السبب في أنه من الضروري أن نشجب علنا الذبح غير المبرر للأبرياء، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى تعرية وفضح المملكة العربية السعودية وداعميها الأمريكيين للبحث عن نهاية إنسانية للجحيم الذي يكتوي به الشعب اليمني.