الولايات المتحدة تعد لانقلاب في فنزويلا

تطرق الكاتب أيضين ميهدييف، في مقال له على موقع "برافدا.رو" إلى الأزمة في فنزويلا؛ مشيرا إلى أن موسكو تفضل عدم التدخل في النزاع الداخلي، في حين أن ترامب عازم بوضوح على إطاحة مادورو.

 

 

جاء في المقال:

في الفترة الأخيرة بدت العصبية واضحة على سلوك الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وخلال الأيام القليلة الماضية بذل جهودا محمومة للحفاظ على النظام القائم في البلاد، وهو يدرك أن التهديد الرئيس لاستقرار بلاده يأتي من الولايات المتحدة، التي تمول المعارضة الفنزويلية من أجل تغيير السلطة في البلاد.

 

لذلك، غيَّر الرئيس الفنزويلي مادورو تكتيكه، واستبدل التصريحات المعادية لواشنطن، بنداءات سلمية وموجهة شخصيا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال أمام الجمعية التأسيسية: "أنا أثق بالدبلوماسية... وأؤكد للرئيس الأمريكي رغبتنا في إقامة علاقات سياسية على أساس الحوار والاحترام والمساواة".

 

ويعتقد الزعيم الفنزويلي أن ترامب "مكبل اليدين"، وأن الصقور على غرار (السيناتور الجمهوري) ماركو روبيو يفرضون عليه قراراتهم المتعلقة بأمريكا اللاتينية وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا.


وقد أمر مادورو وزارة الخارجية الفنزويلية بالتحضير للاجتماع مع دونالد ترامب، ولكن السؤال هنا هو هل ستتوفر الرغبة لدى ترامب لمصافحته في البيت الأبيض؟ إذ إن لهجة التصريحات القاسية التي تصدر عن الإدارة الأمريكية إزاء كاراكاس لا تترك مجالا للتفكير في وجود أي نيات لدى واشنطن لـ "إنقاذ سمعة" الزعيم الفنزويلي، الذي تتهمه إدارة ترامب بالعلاقة الوثيقة مع روسيا.

 

ولكن من يتهم من هنا! الرئيس الأمريكي نفسه، تتهمه النخبة السياسية الأمريكية بإقامة علاقات سرية مع موسكو، في حين أنه يعتزم إسقاط النظام في كاراكاس لأنه "موالٍ جدا لموسكو!"، فهل من الممكن أن تكون هذه فرصة الرئيس ترامب؟ – إسقاط النظام الموالي لموسكو في فنزويلا، ليثبت بذلك أنه لا يسير في ركاب موسكو، وأنه لا يسمح بوجود نظام مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين على مقربة من حدود الولايات المتحدة.

 

ولكن، لنعد مرة أخرى إلى الوضع الذي اصطدم به الرئيس الفنزويلي. حيث يعتقد العديد من الخبراء أن قطع الحوار مع المعارضة واعتقال زعيميها ليوبولدو لوبيز وأنطونيو ليديسما قد ضيَّق وبشكل حاد مجال مناورته كزعيم للبلاد.

 

هذا، في حين أن المؤسسات السياسية أصبحت ضعيفة في البلاد: فبدلا من البرلمان الشرعي، تم إنشاء جهاز تشريعي جديد وهو الجمعية التأسيسية التي لا تحظى باعتراف المعارضة.

 

والجيش لم يخرج بعد من ثكنه العسكرية، ولكن لا أحد يستطيع ضمان عدم تمرد أجزاء منه وتوجيه سلاحها ضد مادورو.

 

وعلاوة على كل ذلك، يبقى الركن الأضعف للنظام في كاراكاس هو – الاقتصاد. والذي أصبح على خلفية انخفاض أسعار النفط على وشك الانهيار، ولم تعد فنزويلا قادرة على دفع الفوائد المستحقة على الديون الخارجية، ولذا لم تسدد كاراكاس لموسكو مليار دولار كفوائد عن القروض التي حصلت عليها مسبقا، وبدلا من ذلك، وعد مادورو "روس نفط" بعقود مربحة من أجل تطوير وإنتاج النفط في بلاده، هذا على الرغم من أن قطاع النفط في فنزويلا أصبح في حالة يرثى لها.

 

وهكذا، فان الأزمة السياسية في فنزويلا ما زالت مستمرة. وفي حين أن روسيا لم تظهر أي محاولة لإنقاذ نظام مادورو، فإن الولايات المتحدة على العكس تزيد من ممارسة الضغط على كاراكاس، لتغيير السلطة ولو عبر الانقلاب المباشر، ذلك الأسلوب المجرب مع الزمن من قبل وكالة الاستخبارات المركزية.