دراسة تظهر أن الأرض في أزمة احترار شديدة

تظهر دراسة جديدة أجراها خبراء في جامعة واشنطن أنه من غير المرجح أن ترتفع درجة حرارة العالم أقل من درجتين مئويتين. وتعد هذه العتبة مؤشرًا على بعض التغييرات الكارثية لشكل الحياة على الأرض.

الأمل بالنقطة الفاصلة

تمر الأرض حاليًا بنقطة حرجة في تطورها، وعندما يتعلق الأمر بتغير المناخ يبدو أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، أو نأمل على الأقل أنها النقطة التي يشار إليها عادة «بالنقطة الفاصلة». فوفقًا لدراسة أخير نُشرت في دورية نيتشر كلايمت تيشينج، من غير المرجح أن ترتفع درجة حرارة الأرض أقل من درجتين مئتويتين بحلول العام 2100.

وتعد هاتان الدرجتان مؤشرًا مهمًا للاحترار على المستوى العالمي. ففي عام 1977 اقترح عالم اقتصاد من جامعة يال أن يكون ارتفاع درجتين مئويتين العتبة في قياس التغير المناخي العالمي.

وحسب تعبير آشلي ستريكلاند من قناة سي إن إن، فإن تجاوز هذه العتبة سيغير من شكل الحياة الذي نعرفه على الأرض. «من الأمور المتوقعة ارتفاع مستوى البحار، وانقراض واسع للعديد من الأنواع، وأزمات جفاف فائقة، وتزايد الحرائق في الغابات، وأعاصير شديدة، وتناقص المحاصيل والمياه العذبة وذوبان الجليد القطبي.» وتبنت اتفاقية باريس للمناخ هذه العتبة عند صياغة شروطها ووضعت ارتفاع قدره 1.5 درجة مئوية كالعتبة الهدف.

تغييرات كبيرة

وقد يكون الواقع أسوأ من ذلك: إذ تظهر دراسة جديدة أن هناك احتمالية بنسبة 90 بالمئة لارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين، ما يجعل الارتفاع الكلي يصل إلى 4.9 درجة مئوية. يقول الباحث الرئيسي أدريان رافتري أستاذ العلوم الإحصائية وعلم الاجتماع في جامعة واشنطن «يتوافق تحليلنا مع تقديرات سابقة، إلا أنه يجد أن التوقعات المتفائلة غير مرجحة الحصول. فنحن أقرب إلى الهامش مما نظن.»

من المتوقع أيضًا أن ترتفع نسب الوفيات الناتجة عن مسببات وآثار ارتفاع درجات الحرارة العالمي، وتقدر منظمة الصحة العالمية أنه يمكن عزو 12.6 مليون حالة وفاة إلى التلوث فقط. ويتوقعون أيضًا أن تغير المناخ سيكون مسؤولًا بين عامي 2030 و2050 عن زيادة عدد الوفيات بمقدار 250 ألف حول العالم.

لا يزيد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس التفاؤل أيضًا، إلا أن العديد من الولايات والأفراد يتابعون الالتزام بما تخلت عنه الحكومة الفيدرالية الأمريكية. فعلى الرغم من الأمل الضئيل في تجنب تجاوز عتبة الدرجتين مئويتين، يوجد أمل أننا نستطيع التخفيف من الأضرار المستقبلية بالعمل والتعاون معًا.

المصادر: مرصد المستقبل، Phys.org, Nature Climate Change, CNN