الترسانة الاميركية في مواجهة كوريا الشمالية

"مستعدون للمعركة هذه الليلة". يوجز هذا الشعار الموقف العسكري للولايات المتحدة حيال كوريا الشمالية.

 

وعندما كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ايضا في تغريدة يوم الجمعة بنبرة عسكرية، ان "الحلول العسكرية باتت جاهزة تماما الان، ونحن على أهبة الاستعداد لاستخدامها، اذا ما تصرفت كوريا الشمالية بتهور"، لم تضطر وزارة الدفاع الاميركية الى تغيير اي شيء من استعداداتها.

 

في ما يأتي معلومات عن القوات المستنفرة والتي يمكن ان تستنفرها الولايات المتحدة اذا ما تحولت الحرب الكلامية حربا فعلية بين واشنطن وبيونغ يانغ.

 

-كوريا الجنوبية-

يتمركز في كوريا الجنوبية عشرات الاف الجنود الاميركيين بصورة دائمة. انهم العمود الفقري للقوات الاميركية في المنطقة، لمواجهة كوريا الشمالية. هم موجودون منذ الحرب الكورية في مطلع خمسينات القرن الماضي التي ما تزال مستمرة نظريا، لأن المتحاربين لم يوقعوا هدنة بعد.

 

وتنشر وزارة الدفاع الاميركية في الوقت الراهن 28,500 جندي جنوب خط العرض 38: هم من سلاحي الجو والبر ومن مشاة البحرية الاميركية (المارينز الذائعو الصيت) والبحرية بالتأكيد.

 

وتتألف اكبر فرفة من 19 الف جندي من الجيش الثامن، المتمركز في يونغسان بسيول وتبعد فقط 40 كلم عن المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين البلدين.

 

ويتمركز ايضا بصورة دائمة في كوريا الجنوبية عدد كبير من اسراب المطاردات القاذفة اف-16، وطائرات آي-10 الرهيبة للهجوم على اهداف برية، ويمكن ان تساعد في وقف قوات المشاة المؤللة الكورية الشمالية.

 

وتجري هذه القوات تدريبات باستمرار مع نظيرتها الكورية الجنوبية، في البر وفي الاجواء وفي البحر. ومن المقرر ايضا اجراء مناورات مشتركة في آب/اغسطس، للتأكد من ان العمليات تجرى من دون عوائق، ولاستعراض القوة ايضا.

 

ولحماية البلاد من صواريخ كيم جونغ-اون المتوسطة المدى، نشرت الولايات المتحدة درع ثاد المضادة للصواريخ التي يمكنها اعتراض الصواريخ على ارتفاع شاهق.

 

وقد وافقت السلطات الكورية الجنوبية التي تحفظت في البداية، على نشر هذه الدرع، بعد تجارب صاروخية كثيرة اجرتها بيونغ يانغ. واعربت الصين عن استيائها من نشر هذه المنظومة على ابوابها.

 

-اليابان-

تشكل اليابان جزءا آخر اساسيا من الاستعدادات العسكرية الاميركية في المحيط الهادىء وقرب شبه الجزيرة الكورية.

 

ويستضيف الارخبيل الياباني 47 الف جندي اميركي يشكل المارينز اقل من نصفهم (20 الفا). وهم مختصون بعمليات الانزال على الشواطىء التي يمكن ان تبدو مفيدة في حال قيام نزاع في شبه الجزيرة الكورية.

 

وتتولى قيادة المحيط الهادىء التي تضم 377 الف مدني وعسكري في كامل منطقة آسيا-المحيط الهادىء، إمرة جميع هذه القوات.

 

وتتوافر للبحرية الاميركية في اليابان حاملة الطائرات العملاقة رونالد ريغان، المتمركزة في يوكوسوكا، اضافة الى مقر قيادة الاسطول السابع، الذي يعد الاهم من بين كل رؤوس الجسور للبحرية الاميركية في العالم.

 

-القوة البحرية-

تهيمن الولايات المتحدة على المحيط الهادىء وعلى البحار الاقليمية، حتى لو ان الصينيين يتقدمون بوتيرة ثابتة، محاولين تحدي سيطرة الاميركيين، فيما يقوم الروس ايضا بتحديث اسطولهم.

 

وحدها حاملة الطائرات الاميركية رونالد ريغان موجودة في المنطقة، لكن حاملة الطائرات تيودور روزفلت تجري تدريبات في جنوب كاليفورنيا، وحاملة الطائرات نيميتز في الخليج.

 

وأحد المكونات الاساسية لهذه القوة، هو اسطول الغواصات الهجومية التي تتحرك بالدفع النووي. كما لا يملك الجيش الكوري الشمالي حاملات طائرات بخلاف الاميركيين.

وتستطيع هذه الغواصات اطلاق وابل من الصواريخ وجمع معلومات، وفي امكان البعض منها ارسال مجموعات كوماندوس الى ما وراء خطوط العدو.

 

وكان دونالد ترامب اغضب العسكريين عندما تباهى بوجودهم قرب شبه الجزيرة الكورية، فيما يقضي التقليد بألا يجرى الحديث عن مكان وجود الغواصات الاميركية.

 

-غوام-

ومنذ كشفت بيونغ يانغ عن خطة لاطلاق اربعة صواريخ متوسطة المدى فوق اليابان واطراف جزيرة غوام، عادت هذه الاراضي الاميركية الى الواجهة.

 

وتتمتع الجزيرة بأهمية استراتيجية للعمليات الاميركية في المحيط الهادىء. وتتيح قاعدة اندرسون الجوية استقبال كل انواع القاذفات الثقيلة التي تمتلكها الولايات المتحدة.

 

ومنها بالتأكيد طائرات بي-52 وايضا بي-1 بي لانسر التي قامت باستعراض قوة فوق شبه الجزيرة الكورية في الفترة الاخيرة، وبي2 الاكثر تطورا من القاذفات الأميركية. وتتيح لها تكنولوجياتها الخفية ان تفلت الى حد كبير من عمليات الرصد وتتمتع بقدرة هائلة على حمل قنابل وصواريخ.

 

وتتولى درع ثاد المضادة للصواريخ حماية غوام ايضا.