نيويورك تايمز: 5000 طفل في بريطانيا درسوا مناهج سعودية أقرتها "داعش"

نشرت صيحفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالاً للكاتب طوم ويلسون، قال فيه إن قطر ليست وحدها من تدعم الإرهاب. وهاجم في المقال المملكة العربية السعودية، واتهمها بأنها تدعم التطرف، كما دعى حكومات الدول الغربية إلى التصدي لذلك.

وقال ويلسون "لا تزال المواجهة بين قطر السعودية التي تتهم الأولى بدعم التطرف والإرهاب محيرة. والأمر المحير هنا ليس لأن قطر "بريئة" — فقد قامت برعاية واستضافة عدد كبير جداً من "الجهاديين" ولا أحد يستطيع أن يدعي خلاف ذلك — ولكن لأن السعوديين الذين يعترضون على تمويل التطرف ويطالبون بمعاقبة قطر، أنفقوا من قبل الكثير من الوقت والمال لدعم التطرف".

وأضاف ويلسون في مقاله "كان للترويج للنصوص المتطرف طريقة أخرى تنتشر بها الفلسفة الوهابية في المجتمعات الإسلامية في بريطانيا وأوروبا. فقد نشرت العديد من "أسوأ" الكتب المتوفرة في المساجد البريطانية من قبل وكالات تتبع المملكة العربية السعودية.

ومما يبعث على الانزعاج بشكل خاص التقرير الذي أعد عام 2010 من قبل هيئة الإذاعة البريطانية وقال إن حوالي 5000 طفل في بريطانيا كانوا يدرسون المناهج الدراسية الرسمية في السعودية، التي اشتملت على حكم "قطع أيدي اللصوص". وهذه الكتب متطرفة لدرجة أنه في عام 2014 تم اعتمادها ككتب مدرسية من قبل "داعش".

ويقول الكاتب إنه "في مواجهة هذا الدعم المالي السعودي الواسع، غالبا ما تغرق أصوات المسلمين التقدمية والمعتدلة في البلدان الغربية في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم. لا يمكن للدوائر التقدمية الوليدة التي تحاول تطوير نهج أكثر تحررا في الثقافة الإسلامية أن تأمل أن تتطابق مع الدعم الذي تلقته الرؤية الوهابية السلفية للدين".

ويضيف "في كانون الأول / ديسمبر الماضي، خلص تقرير تم تسريبه من وكالات الاستخبارات الألمانية إلى أن المؤسسات الخيرية المرتبطة بحكومات المملكة العربية السعودية وقطر والكويت كانت تمول الجماعات السلفية المتطرفة والأنشطة في ألمانيا منذ سنوات.

وتفيد التقارير أن التحقيق كشف عن "استراتيجية طويلة الأمد لممارسة النفوذ". إن الجمعية العالمية للشباب الإسلامي، التي لها صلات بالأسرة المالكة السعودية، هي واحدة من أبرز المؤسسات المتهمة بتمويل التطرف، ولكن التحقيق الألماني يدعي أيضا أن رابطة العالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية، فضلا عن جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية هي الأخرى تقوم بذلك".

وبحسب المراسلات الدبلوماسية المزعومة التي نشرها "ويكيليكس" في عام 2011، أشار مسؤولون أميركيون زاروا بريطانيا في عام 2007 إلى أن مجتمع الغوجاراتية الهندية في ليستر، وقعت تحت تأثير الوهابية، وأصبحوا "أكثر السكان الإسلاميين تحفظا" في أي مكان في أوروبا".

وقال ويلسون: "كلما تقدمت هذه النسخة السعودية من الإسلام في أوروبا، كلما ازدادت العزلة والإقصاء. ولعل البلد الأوروبي الذي أخذ هذه المسألة على محمل الجد هو النمسا.

وفي عام 2015، سنت فيينا تشريعات منعت التمويل الأجنبي للمساجد والأئمة. وكان وزير الخارجية النمساوي، سيباستيان كورز، صريحا حول هذا الهدف: "أرادت الحكومة وقف بعض الدول الإسلامية من ممارسة النفوذ المالي" لإعطاء الإسلام الفرصة للتطوير بحرية داخل مجتمعنا وبما يتماشى مع قيمنا الأوروبية المشتركة".

ويختم ويلسون مقاله قائلاً "إن تمويل التطرف في الغرب ليس بأي حال من الأحوال ظاهرة سعودية. وقد لعبت قطر وإيران أجزاء حاسمة أيضاً. إن إلقاء الأضواء الدولية على تمويل قطر للتطرف والإرهاب طال انتظاره، ولكن لا ينبغي أن يصرف الانتباه عن نشر السعوديين المعتقدات التي تؤدي إلى "الكراهية المتجذرة". وبالنظر إلى التهديد المتواصل للإرهاب الإسلامي، يجب على الحكومات الغربية أن تسأل حلفائها السعوديين أسئلة صعبة حول دعمهم لهذه الأيديولوجية السامة".

سبوتنيك