مسؤولون أمريكيون: كذبة "حضرموت" تتكرر في "شبوة"

قلل مسؤولون وخبراء أمريكيون من أهمية العملية العسكرية المشتركة الإماراتية-الأمريكية في محافظة شبوة ضد "تنظيم القاعدة" مؤكدين أن العملية التي وصفوها بــ "المزعومة" ليس إلّا "وهماً" لأجل الاستيلاء على منابع النفط والغاز، وخداع الرأي العام العالمي لإخفاء العلاقات الاستراتيجية بين التحالف والقاعدة وداعش، على غرار العملية المزعومة في حضرموت.

 

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها ترجمته صحيفة "اليمن اليوم"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الهجوم في محافظة شبوة بدأ الأربعاء الماضي ويضم نحو 2000 جندي يمني تعرف بـ "النخبة الشبوانية" يدعمهم عشرات المستشارين من الإمارات العربية المتحدة وعدد قليل من الكوماندوز الأمريكيين الذين يقدمون المساعدة في مجال الاستخبارات والتخطيط.

 

وأضافت الصحيفة عن مسؤولين –تحفظت عن ذكر أسمائهم- أنه وقبل وقت قصير من وصول القوات المدعومة أمريكيا إلى منطقة عزان -معقل القاعدة- أفاد السكان بأنهم شاهدوا طائرات (بدون طيار) وطائرات هليكوبتر، وطائرات حربية فوق المنطقة تُطلق طلقات تحذيرية أولية وبعيدة كلياً عن مواقع ومعسكرات التنظيم.

 

وأضاف السكان "أن الطائرات كانت تطلق قنابل صوتية على أهداف داخل المدينة وخارجها كما لو أن الغرض إخبار عناصر القاعدة بالفرار قبل وصول القوات الجديدة" أو أنها مجرد "مسرحية" أي معارك وهمية حتى يُقال إنه بالفعل هناك حملة عسكرية طردت القاعدة.

 

وقال المسؤولون الأمريكيون إن مسلحي القاعدة تلقوا الرسالة وخرجوا من المدينة والقرى المجاورة الأخرى، وبحلول ليلة الجمعة دخلت القوات المدعومة أمريكياً وإماراتياً مدينة عزان وتمددت في اليوم التالي إلى مناطق حبان ووصولاً إلى مدينة عتق، مركز المحافظة.

 

وقال محمد سالم القميشى، قائد مجموعة من القوات المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، إن القوات استولت على 13 نقطة تفتيش وثلاث مناطق في شبوة. مشيراً إلى أن مسلحي القاعدة "هربوا إلى الجبال بعد فشلهم في وقف قواتنا".


ونقلت ذات الصحيفة الأمريكية عن مسؤول حكومي يمني موالٍ للتحالف السعودي -طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى الصحافيين- قوله "إن العملية العسكرية مصممة بشكل واضح لتأمين منشآت النفط والغاز في محافظة شبوة".

 

وحول ميناء بلحاف للغاز الطبيعي المسال في شبوة، قال خالد العدهمي، قائد المليشيات المسؤولة عن أمن المنشأة والموالي للتحالف لـ "نيويورك تايمز" إن الجنود السودانيين والإماراتيين واليمنيين يقومون بحمايتها. وقال "إن المنشأة مؤمنة من هجمات القاعدة".

 

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية وأمنية وشهود عيان في شبوة لـ "اليمن اليوم" أنه لم يكن هناك أي قتال على الأرض، وأنها كانت عملية استلام وتسليم متفق عليها بين أدوات الاحتلال (القاعدة والإخوان من جهة، والمليشيا المدعومة إماراتياً من جهة أخرى وباتفاق سعودي-إماراتي.

 

ولفتت المصادر إلى أنه قبل عملية الدخول إلى شبوة تم اصطناع حادث إرهابي في منطقة رضوم المحاذية لحضرموت، عبارة عن عبوة ناسفة في نقطة أمنية خلفت قتيلا وجرحى، ليكون مبرراً للسيطرة على شبوة ومنابع النفط وميناء التصدير، وإخراج "المسرحية" الهزلية.

 

وفي حديثه إلى "اليمن اليوم"، قال الدكتور والباحث البريطاني المختص في التحقيقات الصحفية والأمن الدوليين، نافيز أحمد، إن سيناريو "عملية" المكلا البارودية "المهزلية"، تشبه عملية شبوة اليوم والهدف المكشوف هو الاستيلاء على مسار خط أنابيب النفط.

 

وتابع في حديثه لـ "اليمن اليوم" عبر البريد الالكتروني: "مثلما زوَّر التحالف الأمريكي-الإماراتي-السعودي الهجوم المزعوم على القاعدة في حضرموت واستولى على ميناء المكلا وخط أنابيب النفط وخرجت قوات القاعدة بكامل عتادها إلى الصحراء، يتجه اليوم إلى شبوة، بنفس الخطة وبنفس السيناريو للاستيلاء على منابع النفط والغاز".

 

وجدد تأكيده أن السعودية وحلفاءها من دول الخليج يريدون ممراً مباشراً إلى خليج عدن والمحيط الهندي، للحفاظ على تدفق النفط.

 

وأضاف المحلل نافيز: أنه كان لدى التحالف العسكري المدعوم من الغرب، الذي حول اليمن بقصفه إلى قطع صغيرة، فرصة غير مسبوقة لسحق دويلة القاعدة، ولكن بدلاً من ذلك، سمح لما يقرب من ألف من المتشددين الإسلاميين من الفرار إلى بر الأمان تحت صفقة سرية أبرمت بينهما. متسائلاً بذلك: هل هي مكافأة؟ أم أنها للاستيلاء -سريعاً وبدون دماء- على مسار خط أنابيب النفط والغاز المربحة لصالح الخليجيين؟

 

ونقل عن دبلوماسي بريطاني أيضاً أن السعودية، عملت على دعم قيادات عسكرية يمنية، ودفع مبالغ بالسعر المناسب لشراء ولاء شيوخ وغيرها من الوسائل، لضمان الحصول على خطوط تلك الأنابيب من خليفة الرئيس صالح (هادي).

 

وفي السياق قال مايكل هورتون، كبير المحللين في شؤون اليمن في مؤسسة جيمس تاون الأمريكية: "إن إنشاء خط أنابيب عبر حضرموت سيمنح السعودية وحلفاءها من دول الخليج وصولا مباشراً إلى خليج عدن والمحيط الهندي، وستسمح لهم بتجاوز مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يمكن أن يُغلق ولو بشكل مؤقت إذا ما حصل صراع مع إيران في المستقبل".

 

من جانبها، أكدت المحللة السياسية والباحثة بشكل خاص في الحركات الراديكالية واليمن، كاثرين شاكدام، التحالف الأمريكي- السعودي-الإماراتي يعمل على السيطرة على طرق النفط الرئيسة والطرق البحرية.

 

كما أكدت أنه "خلافاً للمزاعم الرسمية عن هجوم كبير مدعوم من الغرب على تنظيم القاعدة في عاصمة حضرموت، وميناء مدينة المكلا في أبريل الماضي، إلّا أن الهجوم المزعوم كان في غاية المهزلة".

 

مبينة أنه بدلاً من ذلك، عقد التحالف المدعوم من الغرب أسابيع من المفاوضات السرية مع القاعدة في جزيرة العرب قبل العمل العسكري المخطط له. وفي يوم "الهجوم المزعوم"، سلم القاعدة، الميناء النفطي الاستراتيجي سلمياً لـ"المهاجمين". في المقابل، مُنح تنظيم القاعدة الضوء الأخضر الخروج الآمن إلى الصحراء وعدم اعتراضه أو القبض على أين من عناصره، مزوداً بمئات الملايين من الدولارات لتمويل مؤامرات إرهابية في المستقبل.