الخارجية اليمنية ترد على بيان مجلس الأمن الأخير

علق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية بصنعاء على جلسة مجلس الأمن الأخيرة تحت عنوان "صون السلم والأمن الدوليين" وتطرق فيها إلى الأوضاع في اليمن جراء العدوان السعودي بالقول إن مجلس الأمن يكرر نفسه مرة أخرى بعرض المآسي والمعاناة ولايأتي بجديد، وكأن الأمر إسقاط واجب بشأن عدد من مناطق التي تعاني نتائج الحروب والعدوان من مجاعة وغيرها ومنها اليمن.

وأشار المصدر أنه الأحرى بمجلس الأمن أن يعلن على الملأ عن هوية من يعيقون فعلا إيصال شحنات المساعدات الغذائية والدوائية والحيوية الإنسانية للسكان ويستخدمون ذلك كسلاح مساعد لتحقيق أهداف العدوان وزيادة المعاناة ، وهو الأمر الحاصل بشكل جلي وواضح في اليمن منذ بداية العدوان السعودي ، ويعرف كل اعضاء مجلس الامن الخمسة وبقية اعضاء الدورة الحالية أن القوات البحرية السعودية وتحالفها منعت ولاتزال وصول وتركيب خمس رافعات خاصة بالحاويات (Cranes) قدمتها وكالة التنمية الدولية الامريكية مساعدة لليمن عبر برنامج الغذاء العالمي WFP للمساعدة في سرعة مناولة البضائع والمواد المستوردة ومنها، المساعدات الانسانية , عوضا عن الرافعات الخاصة بمؤسسة الموانئ اليمنية والتي قصفتها ودمرتها الطائرات الحربية السعودية في هجومها العدواني المستمر على الميناء ومرافقه المدنية.

وبالنسبة للاستجابة الفعالة للأزمات وتعامل المجلس معها، ذكر المصدر أن المجلس يستخدم نظارات ملونة للنظر في الحالات التي يتعامل معها ومنها الحالة اليمنية بسبب المملكة السعودية أحد الممولين الرئيسين لميزانية منظمة الامم المتحدة ، حيث يدرك مجلس الامن الدولي بأن العدوان السعودي لم ولايحترم القانون الإنساني والدولي ، بل ويضرب بهما عرض الحائط مستندا الى سطوة أمواله والى المتعاطفين والمؤيدين له في المجلس وبالذات اصحاب صفقات السلاح الفتاك والمحرم ، وبذلك يعرف العدوان السعودي مسبقا ان لا رادع له في وقفه عن غيه ، بل وتتجرأ سلطات العدوان السعودي بالكذب تارة والانكار تارة اخرى بعد كل مذبحة وجريمة حرب ترتكبها بحق المدنيين الذين تقصفهم طائراتها ، حيث وتثبت كل الشواهد والدلائل وصور الاقمار الصناعية العسكرية والتجارية ان تلك المجازر والجرائم استخدم فيها سلاح الجو، والعالم اجمع يعرف انه ليس هناك سلاح جو يسرح ويمرح في اجواء اليمن سوى للجانب السعودي او الاماراتي.

وفيما يتعلق بالمساعدات الانسانية أكد المصدر المسؤول مجددا التزام حكومة الانقاذ الوطني للامم المتحدة وكل الدول الصديقة بالسماح بوصول كل المساعدات المرسلة والدخول الى المناطق المستهدفة وفي الوقت المناسب وبطرق آمنة ، اضافة الى التعاون في تيسير وصول الواردات الاساسية من الاغذية والوقود والامدادات الطبية كونها شحنات يحتاج اليها مواطنو البلاد في ظروف العدوان بشكل ملح ، ولكن مجلس الامن والدول الرئيسية فيه على علم واف بأن تحالف العدوان في البحر ومليشياته في المناطق المحتلة برا تعيق وصول تلك المواد الاساسية وتفرض الاتاوات في المنافذ والطرق التي تسيطر عليها ، وتمنع شحنات الوقود من الوصول لاحداث ازمات، بل وتؤخر وصول الامدادات الطبية العاجلة لمكافحة الكوليرا عمدا بمنع استخدام خط جوي مباشر الى مطار صنعاء الدولي لايصال مساعدات الدول والمنظمات التي تحاول مساعدة الشعب اليمني.

وبالنسبة للاستجابة الانسانية التي بحثتها الجلسة ، فإن حكومة الإنقاذ الوطني تؤكد عملها في هذا الاتجاه وبتنسيق كامل مع الامم المتحدة وومنظماتها ووكالاتها المتخصصة والتي تشكر على كل جهودها في اليمن بالرغم من عدم توفير متطلباتها من الدعم المادي والانساني لمواجهة حجم الازمة في اليمن.

وتساءل المصدر عن سر تكرار الدعوة للصرف الفوري للاموال التي سبق التعهد بها في المؤتمرات الدولية دون الاشارة لتفاصيلها وحجمها، منوها الى ان هناك العديد من الدول تحاول المساعدة في رفع المعاناة ،بينما تؤدي عمليات العدوان العسكرية والقصف المتواصل والتصعيد العسكري الى زيادة المعاناة وتشريد الالاف من مناطقهم، وجعل تلك المساعدات غير ذات اثر ، وبالتالي فان الدعوة للوقف الفوري لاعمال العدوان ورفع الحصار تساوي بحد ذاتها نفس الدعوة بزيادة المساعدة لرفع المعاناة.

واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على ان التعافي الذي نادى به مجلس الامن يجب ان يقوم على اعتماد منطق معالجة الاحداث عبر الاستجابة لحاجات ومتطلبات الشعوب في الامن والاستقرار ووقف المؤثرات التي تسبب المعاناة ومنها العدوان بكافة اشكاله العسكرية والاقتصادية والمعيشية ، وليس مجرد الدعوة المجردة للدول التي تعاني من ويلات الصراعات والنزاعات والعدوان للتعافي وتحمل الازمات، حيث ومعظم اسباب تلك الصراعات والنزاعات والحروب معروفة الاسباب وتستدعي حتما العمل الحاسم والواضح بوقف اسبابها وتشكيل مجموعات معالجة للازمات يكون اعضاء من المجلس وبالذات الخمس الدول الكبار اعضاء فيها تقوم بزيارة دورية لمناطق النزاعات والصراع والحروب للوقوف على طبيعة الامور وحقائقها واقتراح المعالجات ، اما الاحاطات فانها تأخذ المنحى الشكلي دون حلول على الارض، وهكذا تأتي مجرد اسقاط واجب امام العالم الذي يرى المعاناة ويعرف الاسباب ويقف موقف المتفرج من بؤس وشقاء البشر.