خبير أمريكي: الناتو عاجز أمام روسيا

يشير ألكسندر شاركوفسكي، في مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى قلق الغرب إزاء مناورات القوات المسلحة الروسية والبيلاروسية "الغرب-2017" على مقربة من الحدود مع الناتو.

 

جاء في المقال:

تعتقد واشنطن أن روسيا تستعد لإرسال قرابة 100 ألف عسكري في نهاية الصيف إلى الحدود الشرقية لحلف الناتو؛ ما سيشكل قفزة كبيرة في مجال الاستعدادات العسكرية التي يجريها فلاديمير بوتين، والتي تذكر بأكثر الأيام شؤما في فترة "الحرب الباردة".

 

وقد أعدت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا خاص يتناول المناورات العسكرية المشتركة لقوات روسيا وبيلاروس "الغرب-2017"، وهو يركز: أولا، على أن هذه المناورات العسكرية ستُجرى عند الحدود مع بلدان حلف شمال الأطلسي. وثانيا، بمشاركة جيش دبابات الحرس الأول، الذي أعيد تشكيله حديثا. هذا، على الرغم من أن الصحيفة الأمريكية طمأنت قراءها بألا علاقة لهذه المناورات بإقرار مجلسي الكونغرس الأمريكي مشروع قانون جديد لتشديد العقوبات ضد روسيا، وأنها "جزء من جهد بوتين الشامل لتعزيز القوة العسكرية الروسية".

 

غير أن العميد المتقاعد والملحق العسكري السابق في السفارة الأمريكية في موسكو بيتر زواك وصف فهمه لكل ما يقوم به الجيش الروسي بأنه: "أولا وقبل كل شيء هو رسالة" (موجهة من موسكو إلى الغرب – الصحيفة) تقول: إننا نراقبكم ونحن أقوياء وتعلمنا الكثير، فلا تقتربوا من روسيا".

 

وبحسب المعطيات الأمريكية، فإن وزارة الدفاع الروسية أعدت من أجل إجراء مناورات "الغرب–2017" كمية كبيرة من قطارات سكك الحديد بما يسمح بنقل قرابة 4 آلاف دبابة وغيرها من المدرعات على متنها إلى بيلاروس. كما تعتقد واشنطن أن الروس يقومون بتعزيز قوتهم العسكرية في بيلاروس. ومع حلول أواسط هذا الشهر الجاري، ستصل الألوف من طلائع القوات العسكرية الروسية المختلفة الصنوف للمشاركة في مناورات "الغرب-2017" على حدود بيلاروس المحاذية لبلدان حلف الناتو العسكري.

 

وإضافة إلى ذلك، يشير الجنرال الأمريكي المتقاعد فيليب بريدلاف إلى أن "تسمية المناورات لم تأت مصادفة. وهي تعدُّ رسالة واضحة جدا إلى دول البلطيق وبولندا".
 

أما رئيس مؤسسة "بوتوماك" الدكتور فيليب كاربر، فيرى أن "ظهور جيش دبابات الحرس الأول الروسي بالقرب من حدود بولندا سوف يضع الناتو وجها لوجه أمام معضلة حادة، وهي: كيفية تعزيز العسكريين في دول البلطيق، والدفاع عن بولندا، في حين أن التحالف ليس لديه ما يكفي من القوة العسكرية، لحل هاتين المشكلتين في وقت واحد".

 

صحيفة "نيويورك تايمز" تتحسر أيضا على أن الروس، إضافة إلى ما أوردته أعلاه، نشروا فرقة آلية جديدة بالقرب من مدينة سمولينسك الروسية بالقرب من الحدود مع بيلاروس، وأنه مع جيش حرس الدبابات الأول سيبلغ عدد دبابات هذه القوة 800 دبابة وأكثر من 300 منظومة مدفعية، وعشرات من أنظمة الصواريخ التكتيكية "إسكندر"، كما تنقل الصحيفة الأمريكية.

 

وبحسب ما يعتقد القادة العسكريين لحلف الناتو، فإن المسؤولين الروس تعمدوا تقليل عدد القوات العسكرية المشاركة في المناورات وتحديده بـ 13 ألف جندي. وفي حين شكك الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ بصحة هذا الرقم، وتقدر وسائل الإعلام الغربية عدد القوة العسكرية الروسية التي ستشارك في المناورات على أراضي بيلاروس من 60 إلى 100 ألف عسكري روسي. ويبدي قادة الناتو تخوفاتهم من بقاء هذه القوات الروسية على أراضي بيلاروس بمحاذاة الحدود مع الناتو.