وزير الخارجية محذراً: الإرهاب الرابح الوحيد من استمرار العدوان على اليمن

دعا وزير الخارجية اليمنية، المهندس هشام شرف عبد الله، يوم الأحد، الدول الشقيقة والصديقة إلى المساهمة في إنهاء العدوان ورفع الحصار المفروض على اليمن منذ 26 مارس 2015م، محملا السعودية وحلفاءها مسؤولية دمار شامل في اليمن تجاوزت تقديراته الاولية مبلغ 200 مليار دولار امريكي.

 

وطالب وزير الخارجية في رسائل بعثها إلى نظرائه في الدول الشقيقة والصديقة التي لها علاقات دبلوماسية مع اليمن، الدعوة إلى إيقاف العدوان والحصار والجلوس على طاولة المفاوضات وتحقيق التسوية السياسية.

 

مشددا على ضرورة إعادة فتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة التجارية والمدنية، وتأهيل ميناء الحديدة والسماح بتركيب الرافعات المشغلة للميناء إلى جانب صرف رواتب الموظفين في مختلف المحافظات ووقف صادرات الأسلحة للسعودية والإمارات التي تستخدم في قتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته.

 

كما دعا الوزير شرف نظراءه إلى إدانة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في اليمن في المحافل الدولية وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان، والدعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، وتقديم المساعدات الغذائية والدوائية.

 

وحث الوفود السياسية والبرلمانية ورجال الصحافة والإعلام في الدول الشقيقة والصديقة لزيارة اليمن والاطلاع عن كثب على حقيقة الأوضاع على الأرض، كما دعا الدول التي لديها تمثيل مقيم في اليمن إلى إعادة فتح سفاراتها في صنعاء.

 

ولفت وزير الخارجية إلى أن الجمهورية اليمنية تتعرض للعام الثالث على التوالي لعدوان وحصار جائر براً وبحراً وجواً، من قبل تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات على مرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكناً.. مشيراً إلى أن دول التحالف العسكري سعت لشرعنة عدوانها من خلال مسوغات واهية لا أساس لها من الصحة ولا تنطلي على أحد.

 

واشار الى أن دول التحالف العسكري سعت لشرعنة عدوانها من خلال مسوغات واهية لا أساس لها من الصحة ولا تنطلي على أحد، كالادعاء باستعادة شرعية قد انتهت، وإعادة رئيس شبه مشلول العقل والارادة، والتمسك بحكومة هاربة خانت شعبها وحرضت عليه من يقتلونه ويدمرون ممتلكاته ومقدراته، فضلا عن اداعاءات ووهم المد الايراني والذي لا يتواجد الا في تفاصيل مؤامراتهم الخبيثة ضد اليمن.

 

وقال الوزير شرف "كما زعم تحالف العدوان أن عدوانه جاء للحفاظ على سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، في حين أساطيل العدوان وسفنهم هي من يهدد تلك الملاحة".. مشيرا إلى أن ما يتم استهدافه من قبل الجيش اليمني من وقت لآخر يأتي في إطار حق الدفاع عن النفس وما يكفله القانون الدولي والاتفاقيات ذات الصلة.

 

وأكد وزير الخارجية أن الهدف الرئيس للعدوان هو فرض الوصاية السعودية على اليمن وتدمير اقتصاده ومقدراته، والعودة به عقوداً إلى الوراء حتى لا يكون هناك يمن قوي ومزدهر.

 

وأشار إلى أن السعودية استطاعت بأموالها وصفقاتها واستثماراتها وإعلامها أن تستميل الكثير من دو ل العالم وتشتري مواقفها، وكثير منها وجدت في ذلك فرصة ذهبية لبيع أسلحتها لتجني من وراء ذلك مليارات الدولارات حتى وإن كان ذلك على حساب دماء اليمنيين.

 

وأوضح الوزير شرف أن تقارير المنظمات الدولية والحقوقية تؤكد أن دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، انتهكت القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان وارتكبت جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.

 

وبين أن العمليات العسكرية واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً أدى إلى مقتل وجرح وإعاقة وتشريد ونزوح الملايين من المدنيين وتدمير البنى التحتية من مطارات وموانئ وطرقات وجسور والمرافق العامة من مستشفيات ومدارس ومصانع ومواقع أثرية ومصالح حكومية.. مشيراً إلى انه لم يبق شيء في اليمن إلا وتم استهدافه، وآخر تلك الانتهاكات تمثل في إنشاء سجون سرية تشرف عليها الإمارات ويتم فيها تعذيب المعتقلين، وإخفاؤهم.

 

وأوضح وزير الخارجية أن السعودية وبعد فشلها عسكرياً سعت إلى استخدام التجويع كسلاح من أجل تحقيق الأهداف التي عجزت عن تحقيقها، حيث قامت بإغلاق مطار صنعاء الأمر الذي حال دون تمكن المرضى من السفر للعلاج والطلاب من الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية، وسحب السيولة النقدية، ونقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.

 

ونوه الوزير شرف إلى أن الاقتصاد اليمني بمختلف قطاعاته تكبد خسائر فادحة جراء العدوان والحصار منذ 26 مارس 2015م، وأن التقديرات الأولية تُشير إلى أن خسائر اليمن جراء الحصار تصلُ إلى ملياري دولار شهرياً، فيما يقدر اقتصاديون الخسائر الإجمالية للاقتصاد اليمني جراء العدوان والحصار خلال العامين الماضيين بـ 200 مليار دولار.

 

وفيما يتعلق بالجانب الإنساني، أشار وزير الخارجية إلى أن العدوان والحصار أدى إلى تدهور الوضع الإنساني وأصبحت الأزمة في اليمن الأسوأ على مستوى العالم، ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فان نحو 18.8 مليون شخص، أي ثلثي السكان، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، و14 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسبعة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة بالإضافة إلى انتشار الكوليرا في الشهور الأخيرة كنتيجة من نتائج العدوان والحصار وتدهور النظام الصحي.

 

وأكد وزير الخارجية لكل نظرائه بأن إحلال الأمن والاستقرار في اليمن وإنهاء العدوان سينعكس إيجاباً على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، محذرا في ذات الوقت أن استمرار العدوان يمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب والتطرف وهو الامر الذي يمكن ان يخرج عن السيطرة في ظل المراهقات السياسية للقيادة السعودية الحالية، والتي ستكتوي حتما بنارها لان الارهاب عابر للحدود وغير ذي مبدأ.

 

وتمنى الوزير شرف تعاون العالم مع حكومة الانقاذ الوطني لمحاربة الجماعات الارهابية وجعل المنطقة وممراتها المائية مناطق امن وسلام واستقرار.