هاواي الأمريكية تتأهب لضربة صاروخية محتملة من كوريا الشمالية

تتأهب ولاية هاواي الأمريكية لاحتمال وقوع ضربة صاروخية بالستية مصدرها كوريا الشمالية، لتصبح بذلك أول ولاية في الولايات المتحدة تقدم على مثل هذه الخطوة.

 

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت 22 يوليو/تموز 2017، أن وكالة إدارة الطوارئ في ولاية هاواي أعلنت يوم الجمعة الماضي، 21 يوليو/حزيران، إطلاق حملةٍ توعوية حول ما يجب فعله في تلك الحالة.

 

وأعلن بول سيلفا نائب رئيس أركان الجيوش الأميركية الثلاثاء 18 يوليو/تموز 2017 أن كوريا الشمالية لديها "بوضوح" القدرة على ضرب الولايات المتحدة بصاروخ بالستي عابر للقارات لكن دون أن تتمكن بعد من إصابة أهداف دقيقة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وفي الرابع من تموز/يوليو أطلقت بيونغ يانغ بنجاح أول صاروخ عابر للقارات قادر بحسب خبراء على ضرب الأراضي الأميركية في ألاسكا أو هاواي.

 

 

خطوات احترازية

 

وكان مُشرِّعو الولاية يحثُّون وكالة إدارة الطوارئ بولايتهم على تحديث الخطط التي تعود لحقبة الحرب الباردة المتعلِّقة بالتعامل مع هجومٍ نوويٍ، وذلك على خلفية تطوير كوريا الشمالية لأسلحةٍ نوويةٍ وصواريخ باليستيةٍ قادرةٍ على الوصول إلى الجزيرة.

 

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ستبدأ هاواي شهرياً في اختبار "صافرات الإنذار" التي لم تُسمع في الجزيرة منذ العام 1980. وستُختَبَر صافرات الإنذار المبكر في أول يوم عملٍ من كل شهر، بعد اختبارٍ لصافرات "التنبيه" الثابتة والمألوفة بالفعل لدى السكان.

 

وتقوم خطة الولايات للاحتياط على تسخير كتيبات معلوماتية، بالإضافة إلى التلفاز والراديو، والبيانات على الإنترنت من أجل توعية العامة بشأن صوت الصافرات الجديدة، وتزويدهم بدليلٍ يرشدهم لكيفية التأهُّب.

 

ويقول فيرن ماياغي، مدير الوكالة، إنَّ التعليمات المُوجَّهة للعامة ستكون بسيطة لأنَّ الصاروخ سيحتاج ما بين 15 إلى 20 دقيقة ليصل إلى الجزيرة، وستتمثَّل تلك التعليمات في: "ادخلوا إلى منازلكم، وامكثوا بها، وترقَّبوا البيانات التي تُذاع. إذ لن يكون أمامكم متسعٌ من الوقت لاصطحاب أسركم والتوجه إلى ملجأٍ أو شيءٍ من هذا القبيل، يجب أن يكون الأمر تلقائياً".

 

وشدَّد على أنَّ وكالته تحاول ببساطةٍ استباق سياقٍ "بعيد الاحتمال"، لكنَّه يظل احتمالاً قائماً لا يمكن لهاواي أن تتجاهله.

 

 

ولاية هامة

 

وتعد هاواي مركزاً استراتيجياً بالغ الأهمية للجيش الأميركي. فجزيرة أواهو هي مقر قيادة المحيط الهادئ الأميركية، والتي تُمثِّل مقر الجيش في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما أنَّها تستضيف عشرات السفن الحربية في بيرل هاربر، وتُعَد قاعدةً أساسية للقوات الجوية، والجيش، وفيالق مشاة البحرية.

 

وحسب ما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم سلطات السياحة في هاواي شارلين تشان في بيانٍ لها، فإنَّ سلطات السياحة في هاواي تدعم التأهب للكوارث، لكنَّها تخشى أن تتسبب المعلومات المضللة بشأن إمكانية التعرض لهجماتٍ كوريةٍ في إخافة السياح ومنعهم من زيارة الجزيرة، وأضافت: "آثار تراجعٍ كهذا سيشعر بها في النهاية المقيمون الذين يعتمدون على ازدهار السياحة لتأمين معيشتهم".

 

يُذكَر أنَّ سكان هاواي، الذين يواجهون بالفعل أخطاراً كالعواصف والأعاصير، معتادون على التأهب لمواجهة الكوارث. ولأنَّهم الآن في موسم الأعاصير بالفعل، فعلى الأرجح سيكونون مستعدين بعتاد طوارئٍ يتضمَّن طعاماً ومياهاً يكفيان لأربعة عشر يوماً.

 

ويقول كليرمونت إنَّ هاواي استقصت حول ما تتخذه من تدابير إزاء التهديد الكوري 28 ولايةً أخرى، ووجدت الولاية أنَّ تلك الولايات الأخرى "تعتقد أنَّه من السابق لأوانه التفكير في هذا الآن".

 

لكنَّ نظراءه في ولاية كاليفورنيا قد تواصلوا معه، حسبما يقول، وطلبوا إرشاداتٍ لأنَّهم بدؤوا ينظرون في القيام بجهودٍ مماثلة.

 

وتُشير تحليلاتٌ أُجريت مؤخراً إلى أنَّ كوريا الشمالية ستمتلك صاروخاً فعّالاً ومزوّداً برؤوسٍ نووية قادرة على ضرب عمق الولايات المتحدة بحلول عام 2020. لكن رودغر بايكر، المحلل البارز في شؤون كوريا الشمالية بمؤسسة ستراتفور للاستخبارات العسكرية، والتي تقع في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، يرى أنَّ المشكلة لا تتمثل في الوقت الذي ستصبح فيه الصواريخ الكورية الشمالية فعّالة، وفق ما ذكر موقع Vice.

 

ويضيف الموقع أنه يمكن بمعنى آخر تشبيه قدرة كوريا الشمالية على خوض حربٍ نووية شاملة بقدرة صديقك الذي يحاول جاهداً أن يجعلك تستمع إلى مقطوعات الأغاني التي سجّلها بنفسه على المنافسة في حفل جوائز الأغاني المصوّرة، أي أنَّه يراودنا جميعاً شعورٌ قوي بأنَّ هذا لن يحدث، ولكن من منَّا متأكدٌ بالفعل من عدم حدوث ذلك؟