أفغانستان: عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارة أمام مصرف

قتل عشرات المدنيين وأفراد الأمن في انفجار سيارة ملغومة أمام بنك في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند بجنوب أفغانستان. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي ضمن سلسلة اعتداءات دامية تشهدها البلاد خلال شهر رمضان.

قتل 29 شخصا على الأقل وأصيب 60 بجروح جراء انفجار قوي بسيارة مفخخة الخميس استهدف مصرفا في مدينة لشكركاه الأفغانية أثناء اصطفاف موظفين حكوميين مدنيين وعسكريين لسحب رواتبهم، في آخر فصول الاعتداءات الدامية خلال شهر رمضان.

وانقلبت السيارات وتناثر الحطام المتفحم، فيما علت سحب الدخان فوق المكان إثر الانفجار الذي ضرب بنك كابول الجديد في عاصمة ولاية هلمند.

وقال عمر زواق المتحدث باسم حاكم الإقليم، إن ما لا يقل عن 20 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 50 بينهم رجال من الجيش والشرطة ومدنيون وموظفون في فرع بنك (نيو كابول) حيث وقع الانفجار.

وقال مدير مستشفى "بوست" الحكومي، مللا داد تابيدار لوكالة فرانس برس: إن "29 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 60 بجروح في تفجير اليوم (الخميس)،" فيما حمل الضحايا الملطخين بالدماء على نقالات.

وأضاف تاديبار أن بين القتلى مدنيين وعناصر شرطة، محذرا من أن العدد قابل للارتفاع.

وتسبب اعتداء مشابه وقع في شباط/فبراير بمقتل ستة أشخاص على الأقل، عندما قاد انتحاري من حركة طالبان سيارته المفخخة لصدم جنود أفغان اصطفوا خارج مصرف في لشكر كاه لتسلم رواتبهم.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد عن الاعتداء الذي يأتي في وقت تصعد حركة طالبان هجماتها السنوية الربيعية، رغم دعوات الحكومة إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان.

واستهدفت جماعات متشددة بينها طالبان وتنظيم "داعش" فيما سبق، بنوكا يتردد عليها رجال الشرطة والجيش وموظفون حكوميون لصرف رواتبهم.

وهذا الهجوم هو أحدث حلقة في سلسلة هجمات أبرزت تدهور الوضع الأمني في أنحاء أفغانستان، بعد ثلاث سنوات من إنهاء القوات الدولية مهمتها القتالية الرئيسية عام 2014.

وحاول عمال الطوارئ والمارة مساعدة المصابين الذين كانوا متناثرين على الأرض وسط الموتى. ونقلت عربات الإسعاف وعربات خاصة الجرحى إلى المستشفيات.

وفي حين تجتذب الهجمات التي تقع في العاصمة كابول أغلب الاهتمام الإعلامي، شهدت أيضا الأقاليم الأفغانية عشرات الهجمات المماثلة على مدى الشهور القليلة الماضية.

ويواجه إقليم هلمند، أحد أهم مراكز زراعة القنب الهندي في العالم والمعقل التقليدي لحركة طالبان، ضغوطا شديدة نظرا لخضوع مناطق كبيرة منه لسيطرة الحركة المتطرفة.

وشنت طالبان الأحد هجوما منسقا على مقر الشرطة في غارديز جنوب شرق أفغانستان، في عملية استغرقت حوالي عشر ساعات وأسفرت عن مقتل خمسة عناصر شرطة وإصابة تسعة، فيما أصيب 13 مدنيا بجروح.

وقتل الاثنين ثمانية حراس أفغان يعملون في أكبر قاعدة أمريكية في أفغانستان في كمين استهدف موكبهم، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

ويتوقع أن تعلن واشنطن قريبا عن زيادة عدد قواتها المنتشرة في أفغانستان دعما للقوات المحلية، التي تحاول جاهدة السيطرة على تمرد طالبان. وكان قادة عسكريين أمريكيين في أفغانستان طالبوا بنشر آلاف من الجنود الإضافيين على الأرض.

ويبلغ عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان حاليا نحو 8400، إضافة إلى خمسة آلاف من حلف شمال الأطلسي، يتمثل عملهم خصوصا في تقديم التدريب والمشورة. وهذه الأرقام أقل بكثير من مئة الف جندي أمريكي كانوا منتشرين منذ ست سنوات.

وهذا الشهر، أقر وزير الدفاع جيم ماتيس أن الولايات المتحدة لا تزال "غير رابحة" في أفغانستان بعد مرور 16 عاما على إطاحتها نظام طالبان.

وأعلن ماتيس أنه سيقدم خلال الأسابيع القليلة القادمة إستراتيجية بلاده الجديدة المتعلقة بأفغانستان، بما في ذلك أعداد الجنود المعدلة، إلى الرئيس دونالد ترامب.

والنزاع الأفغاني هو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، إذ تخوض القوات التي تقودها واشنطن حربا في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001.