بلومبيرغ: بن سلمان المسؤول عن المواقف السعودية الأكثر عدوانية.. وهجومه على اليمن فشل

من شأن التغيير المفاجئ في خط الخلافة الملكية السعودية أن يحافظ على تأثير آل سعود على 31 مليون شخص، 70% منهم تحت سن الثلاثين. ومع ذلك، تعد خطوة خطرة في سياق لعبة كبيرة جديدة تتكشف في الشرق الأوسط، تشترك فيها الولايات المتحدة وروسيا وكذلك اللاعبون المحليون.

 

عين الملك سلمان ابنه محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاما، وليا جديدا للعهد وفي العامين الماضيين تم إسناد المسؤولية لمحمد بن سلمان عن أهم سلطتين حكوميتين: الدفاع والنفط. وقد أجرى جولات دبلوماسية الشهر الماضي، حيث زار الرئيس دونالد ترامب في واشنطن، والرئيس فلاديمير بوتين في موسكو.

 

المزيد من الفوضى

 

كان محمد بن سلمان مسؤولا حتى الآن عن المواقف السعودية الأكثر عدوانية في الشؤون الإقليمية، حيث ضحى بسياسة البلاد السابقة في محاولة التمسك بحصة سوق النفط. وفي عام 2015، عندما بدأ بن سلمان الهجوم السعودي المكلف على اليمن، كان دعمه للولايات المتحدة كشريك للتحالف ضد تنظيم الدولة فاترا.

 

وجاءت العملية العسكرية في اليمن بينما كان السعوديون يحاولون خنق صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة عن طريق ضخ النفط الخام بكثافة كبيرة وتقديم خصومات للعملاء. وبذلك وبطرق أخرى، أوضح السعوديون أنهم ضد قرار الرئيس باراك أوباما بإضعاف العقوبات ضد إيران في مقابل وعود للحد من برنامجها النووي.

 

ولم تمض العملية اليمنية على ما يرام. ولا يزال الحوثيون وحلفاؤهم يسيطرون على العاصمة صنعاء، ولا يوجد سلام في الأفق، وقد دمرت المرافق الطبية، وهناك تهديد مستمر بحدوث مجاعة. وعلى الرغم من أن السعوديين لا يزالون متورطين، إلا أن عدم نجاحهم العسكري يجب أن يظهر لهم أهمية العمل دائما بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

 

ومن خلال عكس بن سلمان للسياسة النفطية، ساعد منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة للوقوف على أقدامهم من جديد. ومع التحركات الأخيرة الأخرى، مثل الإعلان الكبير عن صفقة بقيمة 100 مليار دولار لشراء الأسلحة الأمريكية التي قد تنفذ أو لا، ساعد ذلك على إعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة، أو بالأحرى مع إدارة ترامب. وبدون دعم ترامب، لم تكن المقاطعة التي بدأتها السعودية ضد قطر لتبدو أكثر من مغامرة سيئة.

 

ويحاول ولي العهد الجديد استخدام ترامب في دعم شن هجوم على الجيوب الإيرانية المتصورة في العالم العربي. وتعد هذه السياسة في حد ذاتها محفوفة بمخاطر الدخول في صراعات عسكرية، لكنها تدفع بوتين وروسيا أيضا بشكل أكبر تجاه إيران.

 

وتعتبر روسيا ظاهريا حليفا للسعودية في أمر خفض إنتاج النفط، على الرغم من أنها دعمتها في الغالب بالتدخلات اللفظية، ولم تخفض الإنتاج في الواقع. وهناك مشاريع استثمارية مشتركة قيد المناقشة، وإن لم يتحقق شيء كبير منها بعد. وتسعى روسيا أيضا للتوسط في الصراع اليمني، وهو أمر يحتمل أن يكون له قيمة بالنسبة للسعوديين وحلفائهم في الإمارات، حيث يرغبون في الخروج من تلك الحرب المكلفة والميتة. لكن بعد ذلك، يتعين التعامل مع مصالح روسيا الخاصة في اليمن، حيث تريد أن ترسو سفنها الحربية هناك. وعلى نطاق واسع، لا شيء من هذا يفوق التحالف العسكري المباشر مع إيران في سوريا.

 

ويعد قصف القوات الأمريكية للقوات الجوية السورية مؤخرا مظهرا من مظاهر التوتر المتزايد، وكان رد فعل روسيا القوي عليه تصعيدا متوقعا. وبقدر ما يريد بوتين تجنب الانحياز بقوة إلى الجانب الإيراني، إلا أن عددا قليلا من الحوادث المماثلة قد يدفعه بشدة في هذا الاتجاه.

 

وللخروج من هذا الوضع المتقلب، تحتاج السعودية إلى زعيم قادر على الحفاظ على التوازن بين الولايات المتحدة وروسيا. وكان الملك سلمان وولي العهد السابق محمد بن نايف يفهمان هذا التحدي. ويبدو أن الأمير محمد بن سلمان يميل بشكل كبير تجاه ترامب، لكن كوسيلة للحصول على دعم لجهوده المعادية لإيران.

 

إن كلا من عملية اليمن وعكس سياسة النفط قد فشلتا إلى حد ما، ويدل هذا على ضعف خبرة الأمير. وقد يكون هذا خطرا عند تقاطع الكثير من المصالح. فالشرق الأوسط يحتاج إلى عدد أقل من الهواة، إذا أريد له نزع فتيل صراعاته بدلا من تعميقها.

 

شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية