ما هي الأسرار التي كشفها ترامب للافروف؟

 نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" رأي الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية "ناتيف" ياكوف كدمي، في الضجة التي تثيرها وسائل الإعلام الأمريكية بشأن لقاء ترامب ولافروف.

 

 

يقول ياكوف كدمي:

 

إن المضمون الحقيقي للحديث بين ترامب ولافروف غير معروف، وهو في جميع الأحوال لا يشكل أي خطر على الأجهزة الأمنية.

 

وإن ما يقال عن أن المعلومات السرية، التي كشفها ترامب تشكل خطورة على الولايات المتحدة، هو على أقل تقدير كذب وتشويه غير مهني للحقائق. كما أن الهستيريا بشأن اكتشاف "داعش" عميلا دسه أحد الأجهزة الأمنية في التنظيم الارهابي لا أساس لها.

 

فلم يرتكب ترامب جريمة، بل أن الذين ارتكبوها هم المحيطون به، الذين "سربوا" إلى وسائل الإعلام معلومات عن الموضوعات، التي ناقشها الرئيس مع ممثل دولة أخرى. وهذا لم يكن من حقهم فعله. وكذلك، فإن الصحف من جانبها ومن دون أي مسؤولية نشرت هذه المعلومات، مهددِّةً بذلك مجمل عمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.

 

وعموما، وحتى لو أن الرئيس الأمريكي كشف فعلا معلومات سرية حصل عليها من الأجهزة الأمنية، لممثل دولة أخرى، ضمن إطار البحث عن طرق فعالة لمحاربة الإرهاب، فهو أمر طبيعي، لأن الولايات المتحدة أعلنت أن أحد أهدافها الرئيسة هو محاربة "داعش" والقضاء عليه. وما تحدث عنه ترامب، كان مع ممثل دولة تحارب "داعش" أيضا. فلو أن ترامب كشف هذه المعلومات لوزير خارجية فرنسا، أو بريطانيا، أو ألمانيا أو حتى إيطاليا، لكان كل شيء على ما يرام! وهل كان أحد سيأخذ على عاتقه الحديث عن أن هذا يهدد أمن الولايات المتحدة؟ ولكن وسائل الإعلام بهذا العمل وضعت علامة مساواة بين روسيا و"داعش"، مع أن روسيا لا تتعاون مع هذا التنظيم الإرهابي، بل تحاربه.

 

بيد أن هدف هذه الهستيريا هو روسيا وترامب أيضا. وعموما، هناك صراع داخلي في الولايات المتحدة. وإن هناك محاولة لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية بأي وسيلة، وإقالة الرئيس المنتخب شرعيا، حتى لو كان هذا يهدد أمن الولايات المتحدة.

 

ومع أن هذه الفضيحة لن تؤثر برأيي في العلاقات بين البلدين ومستقبلها البعيد، فإنها ستعقد وتعرقل اتخاذ القرارات من جانب ترامب. كما أن تحسين العلاقات مع روسيا سيكون بطيئا ومعقدا. ورغم ذلك، فلن يمكنهم التأثير في الاتجاه الرئيس – وهو البحث عن التعاون البناء.