برقية تهنئة من نائب رئيس المؤتمر والأمين العام إلى الزعيم

رفع الأخوان صادق أمين أبو راس نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، وعارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر برقية تهنئة للأخ المناضل الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق.. رئيس المؤتمر الشعبي العام بإسميهما.. ونيابة عن الأمناء العامين المساعدين وقيادات وهيئات وأعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام، بمناسبة العيد الوطني السابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، التي ارتفع علمها شامخاً في سماء الوطن اليمني الواحد في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م، هذا العيد الذي يبتهج به شعبنا وكل الوحدويين الأحرار وللمرّة الثالثة في ظل العدوان رغم الآلام والأوجاع والكوارث والمآسي التي خلّفها العدوان السعودي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي الغاشم وبقية الدول المتحالفة معهم على بلادنا وشعبنا، وللعام الثالث على التوالي، إلى جانب الحصار الجائر والشامل المفروض على 27 مليون يمني بهدف تركيعهم وإذلالهم أو قتلهم جوعاً، إرضاءاً لنزعات الحقد المسكون في نفوس حكَّام نظام آل سعود على اليمن وطناً وشعباً.

 

مجدّدين العهد والولاء المطلق لله.. وللوطن والشعب والثورة والجمهورية والوحدة، والسير على نهج الميثاق الوطني النظرية السياسية والدليل الفكري النابع من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، والمجسّد لطموحات وآمال وتطلّعات ومعانات الشعب اليمني والذي أجمعت عليه كل القوى السياسية في الوطن بمختلف توجهاتها الفكرية والسياسية والإجتماعية، وأقرّه الشعب في استفتاء شعبي عام ومباشر بعد مراجعته ومناقشته شعبياً من كل المواطنين الذين أثروه بملاحظاتهم وآرائهم وإضافاتهم القيّمة.

 

وأشارا الأخوان نائب رئيس المؤتمر والأمين العام إلى أن قيام الجمهورية اليمنية.. وإعادة تحقيق الوحدة مثلا ميلاداً جديداً لكل اليمنيين التواقين للحرية والديمقراطية والتنمية والتطوّر، وتتويجاً للنضالات الطويلة التي خاضها شعبنا اليمني الواحد، والحركة الوطنية اليمنية، من أجل الوصول إلى تحقيق هذا المنجز التاريخي.. والهدف الإستراتيجي السامي للثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وقُدمت من أجله قوافل الشهداء وأنهار من دماء الجرحى والمناضلين، وهو الهدف الذي ناضل وعمل من أجل تحقيقه بالطرق السلمية والديمقراطية الزعيم القائد علي عبدالله صالح ومعه الشرفاء الوحدويون الصادقون من قيادات المؤتمر الشعبي العام والحزب الإشتراكي اليمني، وأن تحقيق الوحدة اليمنية بالطرق السلمية والديمقراطية قد وضع حداً فاصلاً لمراحل التشطير والتشرذم والمعاناة والحروب والصراعات المريرة التي عانى منها كثيراً شعبنا في جنوب الوطن وشماله، وشرقه وغربه، وأكتوى بويلاتها وآثارها التدميرية والكارثية، التي أعاقت مسيرة التطوّر والنهوض الحضاري الذي كان اليمنيون ينشدونه ويتطلّعون إليه.

 

وأكدا: إن الوحدة اليمنية، إلى جانب كونها الإنجاز التاريخي الهام الذي يفاخر به شعبنا اليمني وفاجأ به العالم في زمن كانت تجلياته حافلة بالتمزّق والإنهيارات لأنظمة وشعوب عريقة في كثير من بقاع العالم، فإنها إلى جانب ذلك تعتبر مكسباً قومياً عظيماً لأمتنا العربية والإسلامية، حيث كانت الوحدة اليمنية -ولازالت- تشكّل اللبنة الأساسية للوحدة العربية الشاملة التي يناضل العرب الوحدويون من أجل تحقيقها ويواجهون التآمرات والعراقيل والإحباطات التي لاتزال تعترض طريق تحقيق هذا الهدف القومي النبيل..

 

بالإضافة إلى أن الوحدة اليمنية ستظل صمام أمان لإستقرار الوطن اليمني وللمنطقة، بإعتبارها قدر ومصير شعبنا وضرورة حتمية -وطنيّاً وقوميّاً- لتكامل نمو وتطوّر اليمن ودول المنطقة وضمانة لقدرة شعبنا على حماية كيانه وأداء دوره الفاعل والإيجابي على المستوى الإقليمي والقومي والدولي، وتشكّل رافداً قوياً ودعماً للأمة العربية قاطبة.

 

واستطرد الأخوان أبو راس والزوكا في برقيتهما بأنه مهما كانت دقة الظروف التي تمرّ بها بلادنا وما تحمله من معوّقات وصعوبات وكوارث بسبب العدوان الذي استهدف تدمير كل مقدرات الوطن وقتل أبنائه ويهدف إلى تمزيق الوطن اليمني وتفتيته وتحويله إلى دويلات وكانتونات متناحرة والذي بدأت فصوله تظهر على السطح تحت مسمّيات عِدّة أخطرها على الإطلاق: مسمّى الأقاليم وإعلان الكيانات المناطقية في بعض المحافظات الشرقية والجنوبية، فإن شعبنا سيظل متمسكاً بالوحدة، وسيدافع عنها بكل ما أوتي من قوة وإرادة، وسيفديها بالأرواح والمهج والدماء الطاهرة، فذلك ليس غريباً على شعب قدّم من أجل إنتصار إرادته الحُرّة في الثورة والجمهورية والإستقلال والوحدة، قوافل من الشهداء الأبرار من خيرة أبنائه وأنهار من الدماء الزكية التي سُفكت على إمتداد الأرض اليمنية الطاهرة.

 

وتطرقا في برقية التهنئة المرفوعة منهما للزعيم علي عبدالله صالح، إلى أن المؤتمر الشعبي العام في هذه المناسبة الوطنية الخالدة يؤكد ويجدّد العهد للوطن والشعب وللزعيم القائد علي عبدالله صالح محقّق الوحدة وصانع إنتصارها الخالد، بأن المؤتمر بكل تكويناته سيكون في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوحدة، وصد كل محاولات التآمر عليها أو المساس بها، مهما اعتقد أولئك المركنون المرتهنون لأطراف خارجية متآمرة على اليمن ووحدتها بأن في استطاعتهم هزيمة شعب آمن بالوحدة والحرية قدراً ومصيراً وعاهد الله والوطن وقيادته الوطنية على أن لا يتهاون أو يهادن أو يفرّط بهذا المكسب العظيم الذي تحتفل جماهير شعبنا بكل قواهما السياسية الخيّرة بعيده السابع والعشرين في ظل الظروف الراهنة، والذي تأتي الإحتفالات هذا العام درساً وتحدّياً لأولئك الذين باعوا ضمائرهم وتجرّدوا من وطنيتهم، وتخلّوا عن قيم الولاء الوطني وارتهنوا للأعداء التاريخيين لليمن ولثورته ووحدته.

 

وحيا الأخوان نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام والأمين العام بإسمهما وبإسم أعضاء اللجنة العامة، واللجنة الدائمة الرئيسية واللجان الدائمة المحلية ورؤساء وأعضاء فروع المؤتمر في المحافظات والمدن والجامعات والمديريات والمراكز التنظيمية في العزل والقرى، تلك التضحيات الجسيمة والمآثر العظيمة التي يسطّرها أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في جبهات القتال فيما وراء الحدود، والملاحم البطولية التي يجترحونها في جبهات التصدّي لقوى الغزو والعدوان والمرتزقة والعملاء، دفاعاً عن الوطن والشعب.

سائلين الله سبحانه وتعالى، الرحمة والغفران للشهداء الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمعاقين..

 

مبتهلين إليه جلّت قدرته، أن يوفق شعبنا ومقاتليه الأبطال ويمدهم بعونه وقوته لتحقيق الإنتصار المؤزر على كل الأعداء في الداخل والخارج.

 

مجددين التهاني والتبريكات للقائد الوحدوي الرمز الزعيم علي عبدالله صالح.. ولشعبنا اليمني العظيم، ولكل المؤتمريين والمؤتمريات الصادقين الأوفياء الصامدين والثابتين في مواقفهم أينما وجدوا.

 

وأنها لوحدة يمنية خالدة، والعار لدُعاة الإنفصال والتشرذم ومن يقف وراءهم.

 

والعزّة والسؤدد لشعبنا العظيم.. ومن نصر إلى نصر.

 

وكل عام وأنتم وشعبنا بخير