وزير الخارجية يجيب على السؤال الأصعب: لماذا غير ترامب موقفه من "البقرة الحلوب"؟

قال وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، المهندس هشام الجمعة 19 مايو/أيار 2017، إن زيارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى عاصمة دولة العدوان ستثبت وبدون شك "توجه السعودية والإدارة الأمريكية نحو منهج عدائي واستفزازي دولي".

 

وأضاف شرف في تصريح لوكالة "خبر"، إن التوجه "سيؤدي إلى تقويض دعائم الأمن والاستقرار وجهود التهدئة في الجزيرة العربية والخليج بالدرجة الأولى والعالم بشكل عام".

 

ورأى أن "إدارة ترامب تنتهج سياسة مصلحية متخبطة الاتجاهات، مؤكدا أنها لا تحظى بدعم المؤسسات التشريعية أو النخب السياسية الأمريكية التي ترى في تحركات ترمب الحالية محاولة للتغطية على سلسلة من الفضائح والأخطاء الداخلية والخارجية".

 

وعزا وزير الخارجية تخبط ترامب، وفشله في اعتماد سياسة خارجية متوازنة، إلى "طاقمه الرئاسي قليل الخبرة السياسية والديبلوماسية والذي لا يهمه –كما قال- إلا إرضاء الرئيس، مصيبا كان أو مخطئا".

 

وعن دوافع الزيارة في هذا التوقيت، قال وزير الخارجية اليمنية "إن ترامب يهدف إلى تحسين الصورة الحالية للإدارة الأمريكية الجديدة لدى حلفائها بالخارج بعد المواقف الغريبة والمتناقضة التي تبناها خلال حملته الانتخابية".

 

وأشار إلى أن ترامب "هاجم النظام السعودي خلال الحملة ووصفه بـ"البقرة الحلوب" كما حمل السعودية كل نتائج 11 سبتمبر الأسود 2001".

 

وتابع شرف: "كانت مملكة آل سعود بالنسبة لترامب –خلال الحملة الانتخابية- بلدا يفتقر للديمقراطية وينتهك حقوق الإنسان ويمنع قيادة المرأة للسيارات"، ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي قال خلال الحملة الرئاسية إن العدوان السعودي على اليمن "محاولة للاستحواذ على ثروات هذا البلد".

 

واستطرد وزير الخارجية: "وبعد الفوز بالانتخابات حدث التغير وبدأت المغازلة الأمريكية -السعودية بشكل صفقات أسلحة جديدة وخدمات بحرية وجوية ومحاولة تأسيس تحالف جديد ضد إيران وروسيا والصين، فضلا عن دعم التحركات السعودية في الجزيرة والخليج تحقيقا لهدف حلب البقرة الممتلئة بمليارات الدولارات فقط".

 

وأضاف: "بالنسبة للعامل الداخلي، فإن زيارة ترامب لمملكة العدوان اتت في الوقت الخطأ، في وقت يحتاج الحزب الجمهوري للرئيس ترامب للبقاء بالداخل، حيث تشتد معركة داخلية شرسة وأزمة سياسية وأمنية قومية في العاصمة الأمريكية تتمثل بفضيحة علاقات سرية لعدد من مستشاريه الأمنيين والسياسيين مع روسيا أثناء حملته الانتخابية سماها الأمريكيون (Russiagate) وهي شبيهة بتلك الفضيحة التي واجهها الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في العام 1974 وسميت بال "ووترجيت " "Watergate "نسبة للمبنى الذي حصلت فيه فضيحة التنصت الانتخابي آنذاك".

 

ورأى شرف أن ما يزيد "الطين بلة" هو الإجراء الأخير للرئيس ترامب بعزل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI المعني بالأمن الداخلي.

 

وقال وزير الخارجية: "رئيس الإدارة الأمريكية الحالية يفتقر إلى بوصلة صالحة للاسترشاد بها خارجيا، فبدلا من التوجه نحو إحلال السلام في اليمن وسوريا وأوكرانيا وليبيا والعالم بشكل عام يحاول خلق الفرقة واعتماد الهيمنة والاستفزاز بتدخل أكبر في سوريا وقصف القوات الحكومية السورية المقاومة للإرهاب، وبمضايقة واستفزاز إيران ومحاولة تعطيل الاتفاق النووي ، واستعداء روسيا في اكثر من مكان، وتشجيع عائلة آل سعود وحلفائهم الخليجيين في عدوانهم الإجرامي المستمر على اليمن وتزويدهم بالمزيد من السلاح والعتاد".

 

واعتبر وزير الخارجية تحركات ترامب "مخالفة صريحة لتدخلات الكونجرس الأمريكي الذي دعا أكثر من مرة إلى وقف شحنات السلاح للسعودية والضغط عليها لوقف الممارسات العدوانية المتمثلة بالقصف والقتل والتشريد وتهجير المدنيين والحصار البحري والجوي والبري على اليمن".

 

ودعا الوزير شرف في تصريحه لوكالة "خبر"، الكونجرس الأمريكي والجمعيات والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى ممارسة المزيد من الضغط لوقف مبيعات وتوريدات الأسلحة لدول العدوان، ودعم المزيد من جهود السلام والمصالحة في اليمن برعاية الأمم المتحدة. وشدد على ضرورة أن تشمل عملية السلام النظام السعودي الممول الرئيس والقائد للعدوان.

 

وطالب هشام شرف بإرسال لجان تحقيق دولية محايدة للوقوف على تفاصيل كل ما ارتكبته دول تحالف العدوان من جرائم حرب وضد الإنسانية، مؤكدا في ذات الوقت بأن الجرائم ستقود حتما عدد من قيادات الأسر الحاكمة في الرياض والخليج إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكم جنايات وتعويضات خاصة ستشكل لمحاسبتهم في مواقع استثماراتهم في أوروبا والولايات المتحدة.