إرث الفن اليمني بين الحفظ والضياع

في عصر الميديا الذي نعيشه اليوم، تعج الوسائل المرئية بكافة أشكالها من فضائيات و مواقع تواصل اجتماعي و غيرها بالكثير و الكثير من الفنانين و أعمالهم و أحياناً كثيرة بمدعي الفن و مصائبهم, نعم يمكن تصنيف بعض الأعمال التي نشاهدها اليوم بالمصائب فهي إن لم تكتفي بإفساد الذوق العام فهي على الأقل تضع الجيل الحالي أمام حالة من الضياع تودي به إلى النسيان، نسيان عراقة الماضي و فقدان الأصالة في الحاضر.
 
و هنا يظهر جلياً ضرورة اتخاذ الجهات المعنية لدورها المنوط بها، هنا يجب أن يكون لهذه الجهات وقفتها الصارخة و نعني بحديثنا هنا على وجه الخصوص لا الحصر نقابة الفنانين, نقابة الفنانين هي الجهة الأولى التي يجب أن يكون لها الدور الفاعل في إصلاح أي خلل يطرأ على الساحة الفنية من خلال عملها في إيصال المضمون الصحيح للمتلقي, لكن الأهم و هذا محور حدثينا هو حفظ الإرث و هنا لا نعني فقط الفنانين العظماء من الجيل الذهبي كأمثال (أيوب طارش ، أحمد السنيدار ، حسن عطا، محمد سعد عبدالله ، محمد مرشد ناجي ، علي عبدالله السمه)، بل حتى فناني الجيل الحالي و ما سيأتي في المستقبل, فالزمن لا يتوقف عند ظرف زمني معين.
 
إن حفظ كل إرث و تسلميه إلى الجيل اللاحق هو عملية تكاد تكون بأهمية عملية الإنتاج نفسها، و هذا ما أشار إليه الأستاذ فؤاد الكريزي عضو نقابة الفنانين اليمنيين فرع إب و هو مسؤول عن عمليات المتابعة والتوثيق حيث قال: إن سرعة عجلة الحياة ربما تدفع البعض دون أن يشعر إلى حذف تفاصيل مهمة من الحياة حتى تتسع ذاكرته لما هو قادم و هذا ينعكس بشكل ما على تاريخ الفنانين اليمنين فنحن – ربما – و الجيل اللاحق معنا نواجه خطر فقدان إرثنا الفني العظيم، و لا بد لنقابتنا أن تتدخل و ذلك من خلال توثيق و أرشفة هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة حتى لا تضيع الهوية الفنية و لا يضيع جهد من قدموا الكثير لإنتاج هذه الأعمال.
 
إن توثيق أعمال الفنانين اليمنيين ليس أمراً سهلاً و ليس مجرد عمل ينجز و ينتهي, إنها عملية مستمرة و متطورة و لا بد من متابعتها بشكل دائم و التأكد من سلامة و استمرارية سيرها، هي عملية من خلالها نستطيع أن نقول للفنانين شكراً على جهودكم و نقول لمن يقرأ التاريخ هذا جزء من تاريخنا, هذا هو الفن اليمني الأصيل.