"مافيا استغلال المهاجرين" في قبضة الشرطة الإيطالية

أفادت السلطات الإيطالية، الإثنين 15 مايو/أيار 2017، بأن الشرطة فككت عصابة يُعتقد أنها تسللت إلى أحد أكبر مراكز استقبال المهاجرين واستغلت طالبي اللجوء بمساعدة رابطة كاثوليكية.

وتمكنت "عائلة أرينا"، التابعة لمافيا "ندرانجيتا" الإجرامية، من تكوين ثروة عبر تقديم الخدمات للمركز في إيزولا دي كابو ريزوتو والاستحواذ على أموال الدولة المخصصة للمهاجرين.

وأفاد بيان للشرطة في كانتانزارو بمدينة كالابريا، بأن "أكثر من 500 عنصر أوقفوا 68 شخصاً خلال الليل متهمين بالارتباط بالمافيا، والابتزاز، وحمل الأسلحة بشكل غير قانوني، والاختلاس على حساب الدولة، والسرقة".

مركز استقبال اللاجئين في قبضتهم

وأظهر التحقيق أن "العائلة سيطرت، بهدف الربح، على إدارة مركز الاستقبال" في إيزولا دي كابو ريزوتو، والذي كان يقيم به ما يقارب 1500 مهاجر في ذلك الوقت، لمدة عقد من الزمان.

واعتقلت الشرطة ليونارده ساكو، رئيس رابطة "ميزيريكورديا" الكاثوليكية، التي تدير المركز. وكان ساكو تباهى بعلاقاته مع شخصيات سياسية نافذة.

واعتُقل كذلك القس إدواردو سكورديو.

وأشار مساعد المدعي العام فينسينزو لوبيرتو، إلى أن "نحو 32 مليون يورو (35 مليون دولار) ذهبت بشكل مباشر إلى حساب العائلة،" مضيفاً أن سكورديو حصل على 150 ألف يورو لقاء "الوعظ الديني" للمهاجرين.

وذكرت الشرطة أن "عائلة أرينا" حصلت، من خلال ساكو، على عقود لخدماتٍ مثل تأمين احتياجات المركز الغذائية لرابطات أقامتها خصيصاً لهذا الهدف ولعائلات منتمية إلى "ندرانجيتا".

وقدمت كذلك خدمات غذائية إلى مركز الاستقبال في جزيرة لامبيدوسا الايطالية والتي بقيت أعواماً عدة في الواجهة؛ لكونها المحطة الأولى التي كان يصل إليها عدد كبير من المهاجرين في أكبر تدفق لهم إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن ناحيتها، أكدت رئيسة اللجنة الحكومية المناهضة للمافيا، روزي بندي، أن العملية التي استهدفت العائلة هي "حصيلة مهمة للحرب ضد ندرانجيتا وتغلغل المافيا في مجال إدارة المهاجرين".

ويعيش حالياً نحو 175 ألف شخص في مراكز الاستقبال، حيث تقدم الدولة لهم الطعام واللباس ودروس اللغة الإايطالية والدعم النفسي والرعاية الصحية، إضافة إلى مبلغ قليل من المال كمصروف شخصي.

وكان وزير المالية الإيطالي قدَّر أن ميزانية استقبال المهاجرين لعام 2017 ستبلغ 3 مليارات يورو، بحسب عدد الأشخاص الذين سيتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط وإحضارهم إلى البلد.

وقد وصل حتى الآن 45 ألف شخص منذ بداية العام، وهي زيادة بنسبة 44 في المائة عن الفترة نفسها العام الماضي.

مهاجرون "أشباح"

وأما رئيس هيئة مكافحة الفساد رافايل كانتون، فحذر من أن تغلغل المافيا في إيزولا دي كابو ريزوتو "هو للأسف، باعتقادي، مجرد غيض من فيض، وبالتأكيد ليست حالة معزولة".

ولطالما رصدت السلطات مركز كالابريا. ففي عام 2015، نشرت مجلة "إيسبريسو" الإيطالية تحقيقاً صحفياً يتهم إدارته بسرقة الأموال المخصصة للمهاجرين والحصول على الأموال عبر تجويعهم.

وقال المدعي نيكولا غراتيري إنه "إذا كان على المنظمة تقديم 500 وجبة، كانت تقدم 300 فيما يبقى البقية جائعين".

وعام 2014، أعلنت ولاية كروتون أن العدد الرسمي للأشخاص المسجلين في المركز كان مبالغاً فيه بشكل كبير، حيث قامت إدارته بسرقة الأموال الحكومية لصرفها على مهاجرين "أشباح" لا وجود لهم.

وأظهر تفتيش صحي عام 2013 أنه قُدم لطالبي اللجوء كميات لا تسد الرمق من الطعام المنتهية صلاحيته، وأن المركز كان يستقبل 70 قاصراً غير مصحوبين من أهاليهم بشكل غير قانوني، حيث لم يكن لديهم أحذية وناموا في مستودع لا يوجد فيه إلا مرحاضان.

واشتُهرت مافيا "عائلة أرينا" إعلامياً عام 2012، بعدما استحوذت الشرطة على أصول لها تقدر بنحو 350 مليون يورو، بينها إحدى كبرى مزارع إنتاج الطاقة من الرياح في أوروبا.